اخبار السودان

المبادرة الهامة للإيقاد والاتحاد الأفريقي يجب أن لا تكافئ الفلول

المبادرة الهامة للإيقاد والاتحاد الأفريقي يجب أن لا تكافئ الفلول

ياسر عرمان

ندرك أهمية الإيقاد والاتحاد الأفريقي كمنظمات يهمها أمر السودان، وساهمت تاريخياً في السلام في السودان وتتأثر مباشرة بما يجري في السودان، كما لديها التزامات تجاه أعضائها وتؤخذ قرارتها بجدية في مجلس الأمن سيما في ظل الانقسام الحالي الذي يشهده مجلس الأمن.

يجب علينا أن ننطلق من إدراك عميق لأهمية الوجه الأفريقي للسودان المتعدد الهويات والتعامل مع ذلك بجدية لاستعادة الوجه الأفريقي للسودان من ضمن أوجهه المتعددة لمعالجة الفشل الذي صاحب نظرة الحركة الوطنية منذ نشأة الدولة السودانية الحديثة.

تجري حالياً اتصالات لتوحيد القوى المدنية ودعوتها لحوار وطني في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا وبمشاركة الإيقاد في 25 أغسطس 2023، في ظل غياب التحضير الكافي والمشاركة الواسعة لقوى التغيير وقوى ثورة ديسمبر بفعل ظروف الحرب وعوامل أخرى.

هنالك توجه يدعو لتأكيد مشاركة إسلاميي المؤتمر الوطني وواجهاته والقوى المعادية للانتقال الديمقراطي في هذا الحوار، إن ذلك سيعيد تجربة اجتماع فندق سلام روتانا الفاشلة بالخرطوم التي قاطعتها قوى التغيير إضافة إلى أن ذلك سوف يكون مكافأة للمؤتمر الوطني وحلفائه وواجهاته على حربهم في السودان وموقفهم المعادي للإيقاد والاتحاد الأفريقي ومكافأتهم على عقود من نشاطهم التخريبي ضد الاستقرار في بلدان الإيقاد والاتحاد الأفريقي.

إن مشاركة الفلول في هذا الحوار لن يؤدي إلى استقرار السودان أو الإقليم وهو انتصار ومكافأة للذين أشعلوا الحرب وعملوا على تخريب الفترة الانتقالية وسعوا لانقلاب 25 أكتوبر وبعد فشله قادوا الحرب.

لعله من المفيد التذكير بأنه قد تم تكليف وزراء خارجية المؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد وإبراهيم غندور وآخرين للعمل على إجراء اتصالات إقليمية ودولية لحجز مقعد للفلول في حوار القوى المدنية رغم صدور قرارات وطنية وإقليمية ودولية تمنع مشاركة المؤتمر الوطني وواجهاته.

مبادرة الإيقاد والاتحاد الأفريقي يحتاجها السودان وقد تم الترحيب بها ودعمها من قبل قوى الحرية والتغيير وقوى أخرى وهو السبب الذي جعل قادة من القوى السياسية والمدنية يقومون بزيارة بلدان الإيقاد ومقر الاتحاد الأفريقي كأولوية.

إن المسؤولين عن المبادرة الهامة للإيقاد والاتحاد الأفريقي يحتاجون لتحضير جيد وعدم مكافأة المؤتمر الوطني وواجهاته على دورهم في الحرب.

حينما نقول ذلك فإننا لا نأخذ كافة الإسلاميين بجريرة المؤتمر الوطني وواجهاته بل نفرق بينهم وبين الذين يقفون مع التحول المدني الديمقراطي ويقفون ضد الحرب كالمؤتمر الشعبي بقيادة الدكتور علي الحاج.

أخيراً لكي يقوم المدنيون بدور فاعل في رسم صورة السودان القادمة فإن على مبادرة الإيقاد والاتحاد الأفريقي أن تفرق بدقة بين المدنيين الذين يدعون للحرية والسلام والعدالة والاستقرار والتغيير وبين الذين يدعون بقوة لإطالة أمد الحرب ويعملون ضد استقرار السودان والإقليم.

إننا نحتاج لعملية لا يتم تصميمها على حساب ثورة ديسمبر وهو الهدف الرئيسي لحزب المؤتمر الوطني، بل نحتاج لحوار يخاطب جذور الأزمة التاريخية ويعالج قضايا المواطنة بلا تمييز والوحدة في التنوع واستدامة السلام والتنمية والديمقراطية وبناء جيش قومي لا يتبع لأي حزب، نحتاج لعملية توصلنا لحلول مستدامة لا لمكافأة الذين عملوا ضد استقرار السودان وضد استقرار من هم أبعد.

الأول من أغسطس 2023

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *