اخبار السودان

الكُتلة والذوبان!! السودانية , اخبار السودان

أطياف

صباح محمد الحسن

الكُتلة والذوبان!!

عندما اختار أعضاء الكتلة الديمقراطية العيش في مصر منذ بداية الصراع خرجوا يبحثون عن مكان آمن يقيهم ويلات الحرب في الخرطوم، وطيلة الثلاثة أشهر الماضية التي قضوها هناك كان همهم الأكبر هو التفكير عن أين يسهروا هذا المساء، لم يفكروا في عقد مؤتمر صحفي ليعلنوا فيه تضامنهم مع الشعب أو رغبتهم في وضع خارطة طريق لحل الأزمة السودانية، حتى عندما ضل بعضهم الطريق ووقعوا في فخ (التسريب) لم يذكر واحد فيهم الوطن بكلمة ليعبر عن وجع وحرقة تكشف عن مشاعر حسرته لما لحق بالبلاد لكنهم كشفوا عن كيف أنهم يفتقدون ليالي السمر في الخرطوم، نسوا أنهم سياسيون كانوا يتصارعون من أجل المناصب وأن ما جمعوه من أموال الشعب هو الذي يؤمن لهم حياتهم هناك.

حتى تصريحاتهم على القنوات كانت تتحدث عن أهمية الحسم وضرورة تسليح المواطنين، وتؤجج نيران الفتنة والصراع.

لكن ومنذ أن شعرت الكتلة الديمقراطية بخطر (الذوبان) خرجت تتحسس وجودها السياسي كالذي يدور في قاعة مليئة بالحضور لكنه لم يجد مقعد مخصص له.

فما الذي جعل الكتلة أثناء رحلتها السياحية في مصر تتذكر فجأة أنها يجب أن تعقد مؤتمراً صحفياً لتضع فيه نقاطاً للحل السياسي!! ولماذا تزامن ذلك مع وجود قوى الحرية والتغيير هناك وبداية نشاطها!.

لكن قد لايكون هذا الملفت للإنتباه عند المتابع الذي يشاهد تبخر هذه الكتلة، (المُبهر) هو أن الكتلة أعلنت عن دعمها وترحيبها بما وصفته بالمباحثات الجادة في منبر جدة التي قالت إنها تنقل الوضع من حالة اللادولة إلى الأمن والاستقرار، هذه العبارة فقط هي (الشاهد) على قبر الكتلة الديمقراطية ويوضح أنها دورها أصبح تحت التراب وأن حلمها في منبر دول الجوار الذي حُرمت من المشاركة فيه راح (حبر في ورقة) لأنه ما كان إلا حدثاً سياسياً يأتي لحفظ ماء وجه مصر، وماء سد النهضة، ويصب في منبر جدة وقتها كان أردول (الفرحان) بقمة دول الجوار، لا يستخدم عقله ويعتقد أن القمة ستفتح له أبواباً للاسترزاق من جديد ليمارس عمله الطبيعي في انتقاد كل المبادرات الأخرى

لكن بربكم ألا يعني ترحيب الكتلة الديمقراطية بمنبر جدة ترحيباً مباشراً بالاتفاق الإطاري!!

ألا يثبت أعضاء الكتلة أنهم فعلا يضلون الطريق للمرة الثانية في شوارع القاهرة ضلاً سياسياً، وأن هذه المرة لا يستطيع (الجاكومي) أن يقدم فيه نصيحة لهم بسلك طريق آخر.

فالقارئ لمخرجات اجتماع الحرية والتغيير ومخرجات مؤتمر الكتلة الديمقراطية تتضح له الرؤية التي أصبحت جلية عن ما تحدثنا عنه بالأمس ومن قبل عن الدور المستقبلي لمصر الجديدة !!

طيف أخير:

#لا_للحرب

اصنع طريقاً مختلفاً يضيف لك لا تتحسس خطى أحد ولا (تقلد مشيته) فالنجاح عندما تُفتح ميادين التنافس مع أحد، هو أن تقول (أنا مختلف) ليس (أنا مثله)!!

الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *