اخبار السودان

فليسقط الجنرالات على سيوفهم خجلاً

صلاح جلال

صلاح جلال

(١)
💎 جاء من أقصى المدينة رجلاً يسعى قال يا قوم أوقفوا الحرب والقتل والدمار وسط المدنيين ، أليس بينكم جنرالاً رشيد ، منذ إندلاع هذه الحرب اللعينة قبل إسبوعين ، كان ظن نافخى كِير الحرب أنها عملية خاطفة خلال ساعات ويقضى طرف على الآخر ، ويقصيه من الحياة العامة ، فوجئ الجميع بسوء تقديراتهم خاصة جنرالات الحزب الحالم بالعودة للسلطة الذى سعى لتفجير الحرب وتوريط قيادة القوات المسلحة فيها وأصبح شعاره وخياره ، سنقاتل حتى آخر جندى ودم قلب آخر ضابط فى القوات المسلحة لإفناء الدعم السريع وفتح الطريق أمام حكم الإنقاذ 2 ، وإذاعة الحرب من قناة طيبة غير الطيبة فى تركيا تحرض على قتل المدنيين يتقدمهم الجنرال عبدالحى يوسف شيخ الفتنة والطاهر حسن التوم الذى نصح القوات المسلحة بتدمير الخرطوم مستلهماً تجربة نظام حافظ الأسد فى حماة بسوريا ضد حركة الأخوان المسلمين ،الذى هدم المدينة على رؤوس سكانها وقد أعماه الغرض أنه ينتمى لذات الجماعة المغدورة فى حماة السورية .

(٢)
💎 ويلتحق بهم فى التعبئة المتهم بجرائم الحرب الهارب من سجن كوبر أحمد هارون ، هذا الإصطفاف الشرير مع القوات المسلحة حرمها من تأييد الشعب السودانى فى أغلبيته التى أسقطت حكم الإنقاذ بثورة شعبية تعتبر من أساطير الأمم ومفاخر انجاز القوى المدنية ، فقد كان إنحياز الفلول للحرب أكثر ضرراً للقوات المسلحة من مدفعية الجنرال الآخر حميدتى ، لقد وقفت القوى السياسية والمواطن العادى بين نارين حرب الكيزان الذين يتوعدون الشعب بالإنتقام والقتل والسحل فى الشوارع بعد النصر والدعم السريع المولود من رحم القوات المسلحة كما أعلن ذلك القائد العام فى أيام الغزل الخوالى ، فقرر الشعب رفض الحرب الغذرة واصفا لها بسخرية القدر ومكر التاريخ والإنحياز بكل قواه السياسية والمدنية ولجان مقاومته ومجتمعه الأهلى للجبهة المدنية من إجل وقف الدمار ودعم الإنتقال الديمقراطى من خلال عملية سياسية تحت رعاية دولية وإقليمية .

(٣)
دعاة الحرب وضاربى دفوفها من خلف الكيبوردات وميكرفونات الفضائيات وهم يرتدون البدل والكرفتات ، هم ذات الزول خلف برنامج ساحات الفداء وقيادة خيرة شباب للوطن إلى المحرقة فى جنوب السودان بإسم الجهاد ووحدة التراب الوطنى ، إنتهت حربهم إلى عكس مقاصدها إذا بعث الله ضحاياها اليوم من المجاهدين لوجدوا أنفسهم غرباء فى دولة أخرى يحتاجون لجوازات سفر للخروج منها والعودة لوطنهم الذى خرجوا منه للحفاظ على وحدة ترابه وكذلك إنتهت حربهم فى دارفور بعد أن دمروا شعبها بين قتيل وجريح ومعاق ويتيم وأرملة ونازح
ولاجئ وإنتهوا هم مطاردين من المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقى هذه جماعة لم تطلع قوزاً أخضر فى كل مقاصدهم الشريرة ، الآن يتبنون ذات خطاب الكراهية والتخوين ضد كل من لم يعزف معهم ميلودى الدماء والخراب للعاصمة الخرطوم ، فهم يتوعدون من لم يقف خلفهم بالقتل ولايستلهمون تاريخهم بالأمس عندما فتحو السجون ورفعوا المشانق وبيوت الأشباح لم يرهبوا أحد ، خاب ظنهم جيش بعاشمة ما بكارنلوا دود ، نحن أحفاد من فرش الفروة فى المحاص ينتظر الشهادة من أجل الدين والوطن لايهددنا أحد بالغرق ونحن تماسيح التحديات مرحب بالقتل فى سبيل الله والوطن والبادئي أظلم سوف يسقى الله الساقى من كأسه .

(٤)
إيقاف الحرب رسالة وطنية وإنسانية يزداد يوميا ثقل ثمنها الإنسانى ، لقد إنفطر القلب من صور قصف الطيران بالأمس لبائعة شاى ترقد جثة هامدة بجوار كفتيرتها ومكنات مصنع تلتهمها النيران و رجل يبكى دموع الدم على أخيه الذى كان يحمل خرطوش رش مياه أمام باب المنزل وآخر ينعى شظية دانة أخذت بائع طعمية أمامه ، ماهو تصورنا لقادمات أيام الحرب عندما ينعدم دقيق الخبز تماماً ويتقاتل الناس على رغيفة عيش أو برميل مياه وتنعدم المحروقات وتغلق أبواب المشافى القليلة العاملة الآن ، كيف سيكون الحال بعد أن تنعدم السيولة النقدية القليلة فى أيدى المواطنين وتعطل المصارف وانقطاع مرتبات الموظفين ، وبعد أن يلتقط ١٠ الف مجرم محترف أنفاسهم بعد فتح ابواب السجون ويعودون لمهنتهم الإجرام الإحترافى والله لو كنت أحد جنرالات الحرب الرافضين لوقف إطلاق النار اليوم ، لكى أحافظ على شرفى العسكرى فى حماية المواطنين أن أسقط على سيفى منتحراً من عار وسخم الحرب الذى يدفعه المواطن يوميا وما يعيشه من رعب وخوف على مصيره وأبناءه
لقد كتبت مواطنة هذا الصباح قائلة قصف طيران مخيف إحتضنت بناتى وبكيت بحرقة من الخوف وا معتصماه ، والمعتصم يخطط للمزيد من القصف وسط المدنيين ويريدنا أن نقف لمساندته أو يدمغنا بالطابور الخامس ، كما يقول أحد جنرالات الغفلة لقناة مصرية أمس ، سنقف مع شعبنا ليعيش فى سلام وأمان مهما كان الثمن المطلوب دفعه والتهديد فى هذا المشهد المقدس الرافض لاستمرار الحرب فى صراع من أجل سلطة مسروقة من صاحبها بالأصالة الشعب الأسمر .

(٥)
ندعو لوقف فورى للعمليات الحربية ، والدخول فى ترتيبات أمنية دون شروط مسبقة بين شرفاء القوات المسلحة وقيادات الدعم السريع ، لتكوين جيش وطنى مهنى موحد من خلال مصفوفة متفق عليها بجداول زمنية واضحة معلنة ومشهودة ، ولتحقيق ذلك ندعو الإتحاد الأفريقى بالتعاون مع الأمم المتحدة والإتحاد الأوربى ودول الإقليم إرسال فريق متكامل لمراقبة وقف إطلاق النار وخلق مناطق آمنة لحماية المدنيين No Fly Zone بمنع الطيران الحربى التحليق فى الأحياء السكنية ومنطقة أخرى آمنة للطيران المدنى Safe Fly Zone فى احد المطارات المدنية لتوصيل الإغاثة والغذاء والدواء والإحتياجات الضرورية ، والسماح للصليب الأحمر الدولى بالدخول والوصول للمحتاجين من المدنيين
هذه مطالب الجبهة المدنية للسلام والديمقراطية الرافضة للحرب التى تناشد بالضغط فى الداخل والخارج من خلال الجاليات والمجتمع الدولى وأصدقاء الشعب السوداني لتصبح الأجندة الأساسية للمرحلة إيقاف الحرب وتحقيق السلام وعودة الإنتقال لإكمال مساره .

(٦)
💎💎 ختامة
أوقفوا هذه الحرب الملعونة ، التى تهدد كيان الدولة ، وحياة المواطنين اليوم قبل الغد ، ونحن نردد كلمات شاعرنا الطيب الدوش الله أكبر يا معافرة يا مدافرة يا جهاد من أجل إيقاف الحرب وتحقيق السلام والعودة لطاولة المفاوضات السياسية لخلق معادلة الاستقرار وبناء المستقبل سيعود السودان شامخ بعد هذه التجربة القاسية وسيجترح أبناءه وبناته طريق جديد يختلف عن ما إعتدنا عليه فى السياسة منذ الإستقلال ، كدرس مستفاد من هذه الحرب المأساوية المكلفة التى فجرها الشيطان ويدفع ثمنها الشعب وترك مهمة إطفائها للملائكة .

صلاح جلال
٢مايو ٢٠٢٣

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *