اخبار المغرب

“العنف الطلابي” يعود إلى جامعة أكادير وسط تبادل الاتهامات بين الفصائل

عادت “ديناميات العنف الجامعي/الطلابي” وتبعاته لتعكر صفو استقرار وسلامة وحسن سير الموسم الجامعي، مجددة بروزها في جامعات المغرب ومحيطها، في ظرفية تشهد إجراء امتحانات في نهاية الأسدوس الأول.

وفق إفادات وأنباء متداولة تناقلتها مصادر طلابية عديدة، تجدد العنفهذه المرةفي رحاب المركب الجامعي ابن زهر بحاضرة سوس العالمة، وبالضبط في محيط أو داخل الحي الجامعي الذي يحتضن فصائل منحدرة من الأقاليم الجنوبية للمملكة وأخرى تمثل “الحركة الثقافية الأمازيغية” طالما دخلت في مواجهات سابقة فيما بينها.

ونقلت صفحات طلابية عديدة على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، أنباء عن مواجهات اندلعت في وقت مبكر من صباح أمس الأحد (7 يناير) بمحيط الحي الجامعي التابع لجامعة أكادير.

“اللجنة الإعلامية للطلبة الصحراويين بموقع أكادير” وصفت، في منشور لها على صفحتها الرسمية بـ”فيسبوك”، ما حدث واستجد بـ”الخطير”، مسجلة أن “الحي الجامعي التابع للمركب الجامعي ابن زهر بأكادير عرف هجوم بلطجية على الطلبة الصحراويين”، وفق تعبيرها.

ونقل المنشور ذاته، الذي طالعته هسبريس، “الحديث عن إصابة خطيرة لأحد الرفاق في الرأس”، “تم نقله إلى مستشفى مراكش”.

من جهته، نفى مصدر طلابي مطلع من داخل فصيل “الحركة الثقافية الأمازيغية” بموقع أكادير، تحدث إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، جملة وتفصيلا، “رواية الهجوم من طرف أحد فصائل الحركة أو مجموعاتها على فصيل الطلبة الصحراويين بالموقع الجامعي أكادير”.

وقال المصدر ذاته إن “الصراع داخلي في إطار تنافس ومشاحنات بين تيارين داخل فصيل الطلبة الصحراويين بأكادير”، مؤكدا “وقوع إصابة بليغة، فيما أصيب الباقي بجروح طفيفة”.

جدير بالذكر أن “مناهضة العنف بالوسط الجامعي” كانت موضوع فعاليات “النسخة الثالثة من الأسبوع الوطني للصحة الجامعية” بجامعة ابن زهر بأكادير التي شهدت هذه المناوشات الطلابية بعد أقل من شهر على انعقاد هذا النشاط.

نٌظمت هذه الفعاليات تحت شعار “جميعا من أجل حياة طلابية بدون عنف”، بإشراف من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وبالتعاون مع المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية.

“تناقضات داخلية”

تعليقا على الموضوع، قال عبد الصمد بلكبير، باحث أكاديمي مغربي: “من ناحية علم الاجتماع، فإن ما يحصل من بروز وتجدد هذه الصراعات هو نتاج تناقضات داخلية فيما بين الفصائل الطلابية، أو خارجية تصادِمها مع الإدارة التربوية أو السلطات الوزارية”، مشيرا إلى أنها “ليست بالضرورة تناقضات مصطنعة، بل إن المعالجة المؤطرة لها ضمن تنظيم طلابي جامع موحد والحوار هما سبيل تجاوزها”.

وسجل بلكبير، بأسف، في تصريح لهسبريس، أن “اندلاع وتجدد العنف بين فصائل الطلبة في أكثر من سياق يؤثر على الوضع العام وحسن سير موسم الدراسة الجامعية وجودة تحصيل الطلاب”، وعزا سبب ذلك إلى ما وصفه بـ”مأساة منع مستمر وغير قانوني وغير مشروع لنقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم)، الإطار القانوني والدستوري الذي تجد فيه الصراعات حلا لها”.

وأضاف: “ليس علينا أن نتفاجأ إذا ما عاد العنف إلى حرم الجامعات المغربية عبر انحرافات وبطريقة عنيفة”، لأن ذلك، في نظره، ليس سوى “افتقاد للإطار الطلابي الجامعي الذي شكله أوطم في فترات ذهبية للجامعة المغربية”.

ولحل مشاكل العنف الجامعي، شدد بلكبير على “حتمية إعادة الشرعية لنقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والسماح للطلبة بالانتظام فيها ومعالجة خلافاتهم داخلها أو مع الإدارات المعنية”، ما يفضي إلى “تدبير الصراع داخل الإطار القانوني والمؤسساتي والمشروع”، معتبرا أن “التعايش داخل المجتمع المدني الحديث أفضى إلى خلاصات تستجيب لهذه الحقيقة مع جعل هذا الإطار مؤهلا لحل مشاكله بنفسه”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *