اخبار العراق

عشرون عاما على حرب استندت إلى كذبة؟


آخر تحديث:

بقلم: أحمد صبري

في مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من مارس آذار عام 2003 دخلت الحرب على العراق يومها الثالث بعد أن استكملت القوات الأميركية تحضيراتها لغزو العراق، وخيَّمت على بغداد أجواء الحرب وتداعياتها المستقبلية على العراق والمنطقة عمومًا.وشهدت العاصمة العراقية تدفق المئات من وسائل الإعلام العربية والأميركية والغربية لتغطية الحرب ومسارها التي باتت تلوح بالأفق، وتحوَّل المركز الصحفي في وزارة الإعلام العراقية إلى مقرِّ للصحفيين ومنطلق لجولاتهم وتحرُّكاتهم لرصد مسار الحدث بعد أن أصرَّت واشنطن ولندن على الخيار العسكري بالتعاطي مع الشأن العراقي رغم رفض وممانعة موسكو وبكين وباريس لهذا الخيار، والبحث عن خيارات أخرى تُجنِّب العراق والمنطقة تداعيات السَّير نحو الحرب.وعلى الرغم من أن طبول الحرب كانت تقرع في واشنطن ولندن، وتسمع دقَّاتها في عواصم العالم، يقابل هذا المشهد انطلاق تظاهرات مليونية في واشنطن ولندن وباريس ومدن أوروبية وعربية رافضة لخيار الحرب وويلاتها.

المفارقة في هذه الحرب أن الذين اتهموا العراق بحيازة أسلحة دمار شامل في شهادتهم أمام مجلس الأمن الذي عقد جلسة مخصَّصة لعرض الاتهامات الأميركية ضد العراق الذي عقد في الخامس من فبراير ـ شباط 2003 سرعان ما تراجعوا ونفوا هذه الاتهامات بعد احتلال العراق، لا سيما وزير الخارجية الأميركي كولن باول الذي عبَّر عن تراجعه وندَمه عن توجيه تلك الاتهامات ضد العراق، كما أن رئيس الاستخبارات الأميركية جورج تينت، وأيضًا رئيس منظمة الطاقة الدولية نفيا مثل باول تلك الاتهامات. إذًا خيار الحرب ضد العراق طبقًا للمعلومات التي تسرَّبت من صنَّاعها قد اتّخذ، لا سيما بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2011 التي كانت ذريعة لزج العراق في تداعياتها، وهو الأمر الذي نفاه بعض أركان الإدارة الأميركية واستبعاد ضلوع العراق بهذه الهجمات.

في ظل هذه الأجواء التي يسودها الترقُّب وارتفاع منسوب خيار الحرب تزامن مع ذروة الحشد العسكري والإعلامي استعدادًا لساعة الصفر لحرب استندت إلى أسباب غير صحيحة وكاذبة ومضللة، حاولت موسكو وباريس وبكين ثني واشنطن عن خيار الحرب بالتهديد باستخدام الفيتو ضد أيِّ قرار يمنح الضوء الأخضر لشن الحرب ضد العراق، إلا أن واشنطن ولندن ذهبتا لخيار الحرب دُون المرور بمجلس الأمن الدولي.

وعندما نتحدث عن الأجواء التي سبقت غزو العراق واحتلاله فإننا نرصد المشهد الإعلامي الذي كان يسابق الزمن لمتابعة ما يجري على الأرض، وكيف يتصرف العراق في مواجهة هذا الحشد وأعبائه على الأرض وانعكاسه على حياة العراقيين رغم أثقال وأحمال تداعيات الحرب، إلا أن الحياة كانت في تلك الظروف يسودها القلق والترقُّب من قادم الأيام ومفاعيل الغزو على حياة العراقيين الذي يئنون من تداعيات الحصار المفروض عليهم منذ 13 عامًا.

وحتى تكتمل صورة المشهد الإعلامي لتغطية تطورات المواجهة مع الولايات المتحدة سمحت وزارة الإعلام العراقية بدخول مئات العاملين في وسائل الإعلام العربية والغربية إلى العراق، وقدمت التسهيلات لهم، وكنتُ حينها مراسلًا لراديو مونت كارلو والإذاعة الألمانية (دويشه فله) حيث أرسلت المؤسستان فريقين إعلاميين لتغطية تطورات الحرب على العراق.ونخلص إلى القول: بعد عشرين عامًا على غزو العراق واحتلاله، كيف يبدو العراق والمنطقة بعد هذه السنين العجاف؟ وكيف سيحكم التاريخ على من روَّج وسوَّق وقدَّم معلومات كاذبة لتبرير خيار الحرب؟ نقول: من يتحمل ذلك؟. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *