اخبار الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي في 5 أغسطس/ وام/ سلطت الصحف المحلية الصادرة اليوم الضوء على جهود الإمارات لتغيير الوضع الناجم عن انعدام الأمن الغذائي على المستوى العالمي كونه من التحديات التي تستوجب أعلى درجات التنسيق من قبل المجتمع الدولي.

وأشارت في هذا الصدد إلى بيان دولة الإمارات أمام مجلس الأمن في الإحاطة المفتوحة بشأن ” المجاعة وانعدام الأمن الغذائي العالمي الناجم عن النزاعات”، والذي دعا إلى ضرورة صياغة استجابات مبتكرة ومعالجة الدافع المتنامي لتحدي انعدام الأمن الغذائي، وهو التغير المناخي وأهمية منح المتضررين الأولوية في خطط الاستجابات.

كما سلطت الصحف في افتتاحياتها الضوء على التغيّر المناخي الذي بدأ بالتكشير عن أنيابه، مدشّناً نوعاً جديداً من هجرات جماعية تفوق في أعدادها أعداد مهاجري الحروب والنزاعات، بسبب طقس أطبق عليهم بدرجات حرارته المرتفعة، التي أصبح التعايش معها شيئاً يفوق مقدرتهم، ومقدرات بلادهم، ما يستدعي تحركاً عالمياً.

فمن جانبها وتحت عنوان “ ربع مليار إنسان بدون أمن غذائي ” كتبت صحيفة “ الوطن” : “ تحرص دولة الإمارات من خلال ما تقوم به من جهود وشراكات لتغيير الوضع الناجم عن انعدام الأمن الغذائي على المستوى العالمي لكونه من التحديات التي تستوجب أعلى درجات التنسيق من قبل المجتمع الدولي كما أكدت أمام مجلس الأمن في الإحاطة المفتوحة بشأن “المجاعة وانعدام الأمن الغذائي العالمي الناجم عن النزاعات”، انطلاقاً من توجه ثابت بأنه لا يجب أن يعاني أحد من المجاعة، ومبينة ضرورة “صياغة استجابات مبتكرة ومعالجة الدافع المتنامي لتحدي انعدام الأمن الغذائي، وهو التغير المناخي وأهمية منح المتضررين الأولوية في خطط الاستجابات”.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها : “ ربع مليار إنسان حول العالم يعانون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي خلال العام الماضي بحسب “منسقة الأمم المتحدة للوقاية من المجاعة والاستجابة لها”، وهو رقم مخيف وفق كافة المقاييس خاصة أن عدد الجياع وضحاياه أكبر من هذا الرقم بكثير ويفوق الـ800 مليون إنسان، وبالتالي فإن هذا الخطر يستوجب قرع جرس الإنذار لمواجهة المسببات الرئيسية لهذه المأساة والمتمثلة في الصراعات والنزاعات والحروب وانعدام الأمن، ونتائجها الكارثية التي تنعكس بشكل مباشر على حياة مئات الملايين وبالتحديد في المجتمعات الفقيرة حتى وإن كانت بعيدة عن المناطق التي تشهد تلك الأزمات وخارج نطاقها الجغرافي”.

وأشارت إلى أن العلاقة بين الحروب والمجاعات وثيقة الصلة وخير دليل تداعيات الأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي وما أوجدته من تحدٍ مضاعف، وهي من ضمن الكثير من الأسباب المؤدية لأزمات تحتاج إلى وقفة جدية جراء تزايد ارتفاع الضحايا وفقدان الآلاف لحياتهم يومياً بسبب الجوع والذي مع كل أسف يبدو أن الأمم المتحدة لا تزال بعيدة عن تحقيق القضاء عليه في الموعد المحدد في العام 2030 رغم أنها وضعت ذلك ضمن أهدافها الرئيسية إذ أن النزاعات والحروب تنذر بأن الطريق لا يزال أطول بكثير.
ولفتت إلى حجم الكارثة الناجمة عن الصراعات كبيرة ومتشعبة، فهي توقع الضحايا وتتسبب بالدمار ولا تتوقف آثارها عندما تتعرض له مصادر إنتاج الغذاء من تعطيل ولا بمستوى التهديد الخطير لسلاسل الإمداد الذي يتسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تصبح فوق قدرة مئات الملايين من البشر الذين يقض مضاجعهم يومياً شبح المجاعة وبات رفيق أيامهم الدائم .. بل تنعكس كذلك على التنمية والإنتاج، وفي الوقت الذي يؤكد العالم فيه أهمية انتهاج سبل حديثة وعصرية لإيجاد بدائل غير تقليدية لإنتاج الغذاء وحماية الموارد فإن النزاعات المسلحة تهدد كل توجه هادف وبنّاء لمحاربة انعدام الأمن الغذائي والمجاعات.
واختتمت “ الوطن ” افتتاحيتها بالقول : “ العالم أمام استحقاق أخلاقي وإنساني يتمثل بأهمية وقف الصراعات والتركيز على التنمية ومحاربة الجوع والعمل وفق ما يوجبه القانون الدولي الإنساني لإنقاذ مئات الملايين من انعدام الأمن الغذائي وهذا يبقى رهناً بتحقيق الأمن والسلام وتعزيز التعاون”.

من جهتها وتحت عنوان “ مهاجرو المناخ ” كتبت صحيفة “ الخليج ” في افتتاحيتها:”العالم على موعد مع نوع جديد من المهاجرين، غير أولئك الذين ساقتهم أحلامهم إلى أن يحطوا رحالهم في دول، مَنُّوا أنفسهم أن يحظوا فيها بحياة أفضل من تلك التي عايشوها في بلاد ذاقوا من مرارة العيش فيها الكثير .. مهاجرون لا يبحثون عن فرص عمل، أو جنسية جديدة، أو حياة هَانِئَة، همهم الوحيد أن ينجوا بحياتهم من طقس أطبق عليهم بدرجات حرارته المرتفعة، التي أصبح التعايش معها شيئاً يفوق مقدرتهم، ومقدرات بلادهم”.

وأضافت الصحيفة : “ مهاجرو المناخ، هذا المصطلح القديم المتجدد، طفا مؤخراً على السطح مع تسجيل العالم درجات حرارة لم يسبق أن شهدها، ما يؤكد خطورة المرحلة التي وصلت إليها ظاهرة الاحتباس الحراري، التي أشعلت النيران في عدد كبير من الغابات في إفريقيا وأوروبا وأمريكا، ووصلت بدرجات الحرارة إلى ما فوق الخمسين في دول، لم يسبق لشعوبها أن عاشت أجواء مماثلة في صيف حارق يعتبر شهره الماضي الأكثر سخونة، خلال العقود العشرين الماضية ”.

وتابعت “ بحسب ذاكرتنا القصيرة، يعتبر الأيرلنديون من أوائل مهاجري المناخ، حيث تسبب تلف محصول البطاطا في أيرلندا في عام 1845 في هجرة ملايين الأيرلنديين إلى الولايات المتحدة، بسبب المجاعة القاتلة، وما نعيشه اليوم من احتباس حراري، ينذر بحدوث موجات هجرة مشابهة، وهو ما أكده تقرير سابق للبنك الدولي، اعتبر فيه تغيّر المناخ أحد عوامل الهجرة التي تزداد قوة يوماً بعد يوم، ما قد يجبر 216 مليون شخص في ست من مناطق العالم على الارتحال داخل حدود بلدانهم بحلول عام 2050”.

ولفتت إلى أن التقرير الذي أشار إلى إمكانية ظهور بؤر ساخنة للهجرة الداخلية الناجمة عن تغيّر المناخ بحلول عام 2030، خلص إلى أنَّ التحرك سريعاً لاتخاذ إجراءات فورية ومُنسَّقة لدعم التنمية الخضراء الشاملة للجميع، قد يحد من نطاق الهجرة، بسبب تغير المناخ بنسبة تصل إلى 80%.
وأكدت أن التغيّر المناخي الذي بدأ بالتكشير عن أنيابه، مدشّناً نوعاً جديداً من هجرات جماعية تفوق في أعدادها أعداد مهاجري الحروب والنزاعات، يستدعي تحركاً عالمياً، لتحديد البؤر الساخنة للهجرة والمناطق التي من المتوقع أن يرحل عنها الناس، بسبب تزايد شحّ المياه، وتناقص إنتاجية المحاصيل، وارتفاع منسوب مياه البحر، ووضع حلول تسهم في تحسين نوعية الحياة فيها، وهو ما يستدعي تضافر جهود الجميع، على اعتبار أن مسألة التغير المناخي والاحتباس الحراري، تحتاج إلى حراك عالمي موحد لتحقيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس، للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بحدود درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة الحديثة، والسعي جاهداً إلى الحد من ارتفاعها إلى 1.5 درجة مئوية، ومساعدة الدول المتأثرة بالتغير المناخي على زيادة قدرتها التكيفية، وتعزيز التمويل لتنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي ” .

واختتمت “ الخليج ” افتتاحيتها بالقول : “ « cop 28 » الذي تستضيفه الإمارات في شهر نوفمبر المقبل، سيكون عليه وضع حلول لأبرز المشكلات المناخية العالمية، وهو ما ستعمل عليه الإمارات التي تؤكد أن الدورة ال 28 من مؤتمر الأطراف، ستشكل لحظة مفصلية في العمل المناخي العالمي ” .

 

أحمد البوتلي

المصدر: وكالة انباء الامارات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *