“تسقيف السن” لا يوقف الإقبال الكبير على اجتياز مباريات التعليم

على الرغم من أن قرار تسقيف السن في 30 عاما لولوج مهن التربية والتكوين قد أثار جدلا واسعا، فإن المباريات المعلن عنها خلال الموسم الدراسي الحالي عرفت إقبالا واسعا، إذ ناهز عدد المترشحين أزيد من 160 ألف مترشح لمناصب مالية لا تتجاوز 20 ألفا.

وأفاد جواب لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن سؤال كتابي تقدم به رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بالغرفة الأولى، بأنه في إطار الاستعداد للدخول التربوي 2022/ 2023 أعلنت الوزارة عن تنظيم الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لمباريات توظيف 20 ألف إطار بمختلف جهات المملكة، لافتا إلى أن “المباريات حظيت بإقبال شديد من طرف الراغبين في الانتساب إلى المنظومة التربوية”.

وكشف المصدر ذاته أن 163 ألفا و569 من المترشحين تقدموا إلى المباريات المعلنة؛ من بينهم 132 ألفا و973 مترشحا لأطر هيئة التدريس، و30 ألفا و632 مترشحا لأطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي.

وشدد الجواب الكتابي، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، على أن موضوع تسقيف سن اجتياز المباراة في 30 سنة “يندرج في إطار ورش إصلاح المنظومة التربوية، وحاجة المدرسة العمومية إلى الاستثمار الناجع في الموارد البشرية وخاصة تكوينها وتأهيلها، بهدف ضمان الكفاءة والخبرة على المدى البعيد ما يعطي حيوية لمنظومة التربية والتكوين”.

وحسب المصدر سالف الذكر، فإن “القرار لا يتعارض مع المقتضيات الدستورية، وخاصة الفصل 31 من دستور 2011 الذي ينص على حق المواطنين والمواطنات في الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة وفي ولوج الوظائف العمومية حسب الاستحقاق”، مشيرا إلى أنه “يندرج في صلب سياسة الارتقاء بالمنظومة التعليمية التي أكد عليها القانون الإطار 1751 والتي جعلها النموذج التنموي الجديد في صدارة أولوياته”.

وأكدت الوزارة أن “القرار يشكل محطة أولى في مسلسل الارتقاء بالتوظيف داخل قطاع التعليم لدعم جاذبية مهن التربية في أفق ربط المدارس العليا للتربية والتكوين والمدارس العليا للأساتذة التابعين للجامعات بولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والتي تعد البوابة الرئيسية لولوج مهنة التدريس”.

ووفق الوثيقة، جرى اعتماد، ولأول مرة، عدد من المقررات والقرارات “التي من شأنها تحسين الجوانب التدبيرية والتنظيمية لمباريات أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين”. ويتعلق الأمر بـ”إيداع الترشيحات والتسجيل في المباريات المذكورة عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بمباريات التوظيف، والتخفيف من الوثائق المطلوبة في ملف الترشيح من خلال اقتراح اعتماد استمارة إلكترونية للترشيح وتتضمن عناصر ومعطيات تتعلق بطلب الترشيح وبيان السيرة الذاتية للمترشح وكذا برسالة التحفيز، وإلزام المترشحين لهذه المباريات عن مصادقتهم على طلبات الترشيح الإلكتروني وعلى تحديد المديريات الإقليمية التابعة للنفوذ الترابي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين التي يرغبون في العمل بها في حالة نجاحهم مرتبة حسب اختيارهم”.