اخبار

صابرين: امرأة فلسطينية لم تتحمل ألم المرض والنزوح فارتقت شهيدة في غزة وطن

وطن بين النزوح والتهجير والقتل والموت والفقدان والظروف الإنسانية القاسية، تواجه النساء في غزة أيامهن الصعبة، ومنهن الشهيدة الفلسطينية “صابرين حسن ” التي أطلق عليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لقب ” شهيدة ” النزوح والمرض” بعد أصيبت بمرض السرطان ولحقت زوجها شهيدة جراء قصف اسرائيلي على قطاع غزة.

وكانت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سيما بحوث قالت إنه في كل ساعة تُقتل 2 من الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة المحاصر، و7 نساء كل ساعتين، وإن ما يقرب من 800 ألف امرأة نزحن من منازلهن في القطاع.

وبحسب تقرير لصحيفة “العربي الجديد” كان زوج صابرين حسن قد وعدها بألا يتركها حين أصيبت بمرض السرطان، إلا أنه استشهد جراء قصف الاحتلال، لتلحق به زوجته جراء المرض والنزوح والحزن.

وتلقت صابرين علي محمد حسن (31 عاماً) من أمها، أم عمار حسن، خبر استشهاد زوجها بالقول: “ارتقى زوجك ووالد طفلتيك إلى العلا”.

وهذا هو المصاب الجلل الذي كانت تخاف حدوثه. منذ إصابتها بمرض السرطان أقسم أنه لن يفارقها. وبسبب الفراق هو الاستشهاد. ساءت حالتها أكثر لتتوقف عن الكلام كلياً وتلحق روحها بروحه وقد تحملت المرض لعامين كاملين

حافظة للقرآن الكريم

وروى شقيقها عمار للمصدر أن والديه سمياها صابرين لأن العائلة كانت صابرة على وجود والدها في سجون الاحتلال آنذاك، مضيفاً أن شقيقته الشهيدة ولدت في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 1992.

في لحظات أصبحت جوليا يتيمة الأبوين.. طفلة فلسطينية تنجو وحيدة

وحفظت القرآن الكريم في مرحلة الثانوية، مشيراً إلى أنها من الفتيات المتميزات بحسن الأخلاق وطيبة القلب والتعلق بالجنة، وكانت محبوبة من الجميع في كافة محطات وأماكن حياتها.

أنهت صابرين دراستها الجامعية ونالت درجة البكالوريوس من جامعة فلسطين بتخصص التمريض عام 2014، لتتزوج عام 2016 من الشاب محمود العطل ويرزقا بالطفلتين شام (ستة أعوام) وجنة (ثلاثة أعوام). وعملت في مجمع الشفاء الطبي
ومستشفى النصر للأطفال وأخيراً مستشفى الرنتيسي التخصصي، وقد أصيبت بمرض السرطان عام 2021.

صابرين مع طفلتيها

رحلة عذاب

وعاشت الشهيدة مع مرضها رحلة عذاب وهي تتنقل بين مجمع الشفاء ومستشفى الصداقة التركي الفلسطيني” ومنعها الاحتلال الإسرائيلي منعها من المغادرة عن طريق معبر بيت حانون لتلقي العلاج في مستشفيات الداخل المحتل،

وانتقلت لاحقاً عن طريق مصر للعلاج في مؤسسة ومركز الحسين للسرطان في الأردن، حيث تلقت العلاج الكيميائي إلى حين انتهاء جرعاتها، فعادت مجدداً إلى أرض الوطن.

مع دخول الحرب على غزة عاشت العائلة النزوح وانتقلت صابرين مع ذويها من شمال غزة (منطقة الكرامة) إلى دير البلح بحثاً عن الأمن والسلام، وازدادت حالتها سوءاً يوماً بعد يوم، إلى أن استطاعت التوجه إلى المستشفى التركي لتلقي جرعة من العلاج الكيميائي تحت ضربات المدفعية وقصف الطيران.

صابرين وزوجها محمود
صابرين وزوجها محمود

وتبين أن المرض وصل إلى الدماغ. حصل ذووها على الأوراق الرسمية التي تفيد بضرورة علاجها في الخارج، إلا أن الاحتلال منعها من السفر.

تحت القصف

بعد مكوثها في مستشفى دار السلام قرب خانيونس لأسابيع تم إخراجها من المستشفى تحت وابلٍ كثيفٍ من نيران المدفعية وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي، ثم علمت باستشهاد زوجها بعد أيام من إخفاء أهلها الخبر، في السادس عشر من نوفمبر/ تشرين الأول. حينها، فتوقفت صابرين تماماً عن الكلام والحركة وأسلمت روحها في السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل عدوانه على قطاع غزة، لليوم الـ 148 تواليا، متسببا بأكبر أزمة إنسانية في الأراضي المحتلة منذ عقود، غير مكترث بالمطالب الدولية المنادية بضرورة وقف آلة الحرب التي تركت وراءها حتى الآن أكثر من 100 ألف ضحية، بين شهيد وجريح، فضلاً عن دمار غير مسبوق في جميع مناحي حياة أهالي القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *