اخبار المغرب

دبلوماسي إسباني يحذر من تزايد النفوذ الإيراني واستمرار التوتر بين المغرب والجزائر

حذر “غوستافو دي أريستيغي”، الدبلوماسي السابق والنائب في مجلس الشيوخ الإسباني لعدة ولايات، من تنامي النفوذ الإيراني بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا، والذي وصفه بـ”التصعيد المقلق للغاية”، مضيفا أن هذا الوضع ينذر بمخاطر غير عادية، تهدد بالضرورة أوروبا، وحتى القارة الأمريكية، والمحيط الأطلسي.

وأضاف الدبوماسي الإسباني، ضمن حوار مع صحيفة “أتلاير”، أن “إيران ليست حليفا نزيها على الإطلاق”، كما أنه لا يقدم المساعدة إلا بوجود مقابل، مشيرا إلى أن طهران تعلم جيدا أن أضعف منطقة للدفاع عن أوروبا هي شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، لذلك تساعد الجماعات الإرهابية، حتى تلك التي تعتبرها أعداء، مثل القاعدة، المعادية بشدة للشيعة.

واستبعد “دي أريستغي”، حدوث تحالف بين روسيا وإيران بدعم من الجزائر في شمال إفريقيا والساحل، مضيفا أن “النقطة المهمة هي أن تأثير وجود إيران وحزب الله في هذه المنطقة من العالم مثير للقلق بصراحة”، مبرزا أن “انسحاب العديد من الدول والقوات المتعددة الجنسيات من هذه المنطقة لا يساعد على الإطلاق”.

حيث سجل المتحدث ذاته، في هذا الإطار، أن الجماعات الجهادية تسيطر على أكثر من 60 بالمائة، إن لم يكن ما يقرب من 70 بالمائة من أراضي بوركينا فاسو، بالإضافة إلى القاعدة في منطقة الساحل، والخلايا الإرهابية المقربة من تنظيم “الدولة الإسلامية”.

في سياق متصل، يرى الدبلوماسي الإسباني السابق، أن أي دولة تتمرد أو تنقلب أو لا تدخل في “الفلك الروسي”، فإن مرتزقة “فاغنر” يساعدون تلقائيا الخصم ضد حلفاء الغرب، مضيفا أنه من الواضح أن هذا العنصر أصبح مهما بشكل خاص في اللعبة الجيوسياسية العالمية، واللعبة الجيوستراتيجية للاستقرار العالمي.

وأوضح المتحدث، أن روسيا تسعى منذ سنوات إلى زيادة وجودها وقوتها في أجزاء مختلفة من العالم، حيث تعتبر منطقة الساحل الإفريقي أحد الأمثلة، وغرب إفريقيا وشرق إفريقيا مثال آخرا، إما من خلال الاتفاقيات العسكرية أو توريد الأسلحة أو الوجود التجاري، على الرغم من أنه من الواضح أن التجارة الخارجية الروسية أضعف بكثير مما تبدو.

ومضى مستطردا: “لكن من الواضح أنه في تلك الأجزاء من العالم لا يمكنها اللعب بالنفط والغاز إما لأنها غير مربحة، إنهم يفعلون الشيء نفسه في القارة الأيبيريةالأمريكية، وبقوة أكبر بكثير بالطبع في حالة الصين، التي لديها سياساتها الاقتصادية والاستثمارية كأحد أهم أسلحة نفوذها”.

وبخصوص الخطاب العدواني للجزائر تجاه المغرب، أشار الدبلوماسي الإسباني إلى أن “التوتر بين البلدين واضح، والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة، والخطاب شديد الضراوة بشكل غير عادي”، معبرا عن أمله في أن يسود العقل والحس السليم، “لأن هذه المواجهة بين بلدين حليفين تجاريين وسياسيين لأوروبا ستكون كارثة لأوروبا بصراحة تامة”.

وشدد على أن الحرب البادرة بين الجزائر والمغرب تؤثر على إسبانيا، حيث قال “نحن ندخل بشكل كامل في حرب باردة جديدة، على الرغم من أن الكثير من الناس لا يفهمونها”، مضيفا أن الجزائريون إذا كان خصمهم (المغرب) أقرب إلى الغرب، فإنهم يعتبرون أنه يتعين عليهم أن يكونوا أكثر قربا من الآخرين (روسيا).

هذا الموقف الجزائري، يراه “دي أريستغي”، متناقضا “لأن الجزائر لديها علاقات ممتازة مع العديد من الدول الأوروبية ولديها أيضًا علاقات مع الولايات المتحدة”، مضيفا أنه لا يعتقد بأن من مصلحة روسيا أن يحدث هناك توتر عسكري بين الجيران (المغربالجزائر) مثل سيناريو موسكو وكييف.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *