اخبار السودان

*وحدة القوى المدنية أم توحيد قوى التغيير الجذرى؟

ليس هناك خلاف حول أن وحدة القوى المدنية السودانية هى اقصر الطرق وأكثرها فعالية فى إيقاف الحرب وخلق مشهد سياسى مدنى كامل لما بعدها، ولكن قبل المناداة بوحدة القوى المدنية، يجب، وبالضرورة، الإجابة على سؤال: *وحدة على ماذا وبأى أسس؟*
  إنقسمت القوى المدنية فى السودان، ومنذ وقت مبكر بعد ثورة ديسمبر وحتى قيام الحرب التآمرية وإلى اليوم، لمعسكرين يقفين على النقيض من بعضهما البعض:
1.معسكر قوى الثورة وشعاراتها، وهذا تمثله قوى التغيير الجذرى، التى تنادي بالتمسك بالثورة وشعاراتها، وعلى رأسها شعارى:
^ العسكر للثكنات والجنجويد ينحل.
^ حرية، سلام وعدالة.
2. معسكر الهبوط الناعم وشراكة الدم مع العسكر بشقيهم فى الجيش والجنجويد، ( قبيل الحرب وإلى الآن بصورة واضحة وصريحة مع الجنجويد.) هذا المعسكر تمثله قحت وفيما بعد تقدمقحت.
المناداة بوحدة هذين المعسكرين هى دعوة للتخلى عن شعارات الثورة ودم شهدائها، بل هى دعوة لإرتكاب خطيئة الخيانة والعمالة للدول والمحاور الإستعمارية الحديثة.
إستعادة الثورة، ومن ثم تحقيق شعاراتها تبدأ بتوحيد قواها الحقيقية، من قوى التغيير الجذرى ، داخل القوى المدنية والحركة الشعبية/ شمال وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
  وحدة قوى التغيير الجذرى ليس لإيقاف الحرب فقط، وإنما لخلق مشهد سياسى لما بعدها، كفيل بتحقيق الإنتقال الحقيقى والصلب للدولة المدنية الكاملة.
عقد المحاورات والتفاهمات  الأحادية بين قوى التغيير الجذرى وقوى الهبوط الناعم ، هو نشاط سياسى مفهوم ومبرر، ولكن مردوده السياسى الإيجابى هو مردود صفرى، طالما ظلت قوى التسوية وشراكة الدم لاتبارح موقعها فى الضفة المعادية للثورة وشعاراتها. لذلك فإن المضى فى طريق إيقاف الحرب *بمن حضر*، امر ينطوى على كثير من الحكمة والحنكة السياسية
الحرب تزيد معاناة شعبنا وتسرّع الأحداث السياسية بصورة يومية، ومن هنا فإن العمل على توحيد قوى التغيير الجذرى، واجب إخلاقى فى مقامه الأول وضرورة سياسية فى الثانى.
توسيع ماعون قوى التغيير الجذرى ليشمل كل الأجسام المناهضة للحرب والتسوية مع أحد طرفيها، وسحب الشرعية من الحرب نفسها ومن مشعليها، يبدا بتقديم التنازلات غير المضرة بين الأطراف التى تنتهج طريق التغيير الجذرى لخلق مشهد سياسى ينقذ الوطن ويرفع المعاناة المفروضة على شعبنا من أعدائه الداخليين والخارجيين على حد سواء.

     *معتصم بيضاب*
19 مارس 2024

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *