في اجتماع الكلمة صلاح الدين والدنيا وتحقيق المصالح

ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة بمشعر عرفات الطاهر.

خطبة يوم عرفة

ويؤدي ضيوف الرحمن وحجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة بعد الاستماع لخطبة يوم عرفة.

قد يهمّك أيضاً

وقال الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد :”أيها المسلمون اتقوا الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده لتكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة”.

النجاة والعاقبة الحميدة

وأضاف “إن من حفظ حدود الله عدم صرف شيء من العبادات لغير الله، فمن كان من أهل التوحيد كان من أهل الهداية، وكانت له النجاة والعاقبة الحميدة”.

وقال “أيها المؤمنون حجاج بيت الله الحرام لقد كان من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في الحج: “يا أيها الناس إن ربكم واحدٌ وإن أباكم واحدٌ ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ألا بلغت، إن الله حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا”.

الأمر بالاجتماع والمحبة

وتابع الشيخ ابن سعيد في خطبة عرفة أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع بل هو آية من آيات الله في الكون، وإن مما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف.

وحذر خطيب يوم عرفة من الخلاف والشقاق قال تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

كما حذر الشيخ يوسف بن سعيد من الحملات المغرضة لبث الفرقة والشقاق بين صفوف المسلمين، وأكد أيضا على أهمية التكاتف الاجتماعي بإخراج الزكاة والصدقات، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

وأضاف الشيخ ابن سعيد: “في اجتماع الكلمة صلاح الدين والدنيا وتحقق المصالح وزوال المفاسد، وبه يحصل التعاون على البر والتقوى، وبه يُنصر الحق ويدحر الباطل، ويغتاظ الأعداء وتحبط مساعي الحاقدين والمتربصين”.

وتابع الشيخ يوسف بن سعيد: “ومتى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتضادت الإرادات فسفك الدم الحرام، واُستحل المال المعصوم واُنتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات”.

كما توجه خطيب يوم عرفة بالدعاء أن يتقبل الله من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على جهودهم في توفير سبل الراحة لضيوف الرحمن من كل بقاع الدنيا ليؤدوا مناسكهم بأمن وطمأنينة وسكينة واطمئنان.