اخبار السودان

«ستار لينك».. وسيلة مواطني الجزيرة لتلقي المال وإرسال التطمينات

 

يمتلك عناصر من قوات الدعم السريع وأحيانا بعض المواطنين هذه الأجهزة التي تقدم الخدمة للأفراد مقابل ثلاثة دولارات للساعة الواحدة

التغيير: عبد الله برير

بات الإنترنت الفضائي “ستار لينك” الوسيلة الوحيدة المتاحة لسكان ولاية الجزيرة وسط السودان للاتصال بالعالم الخارجي بعد انقطاع خدمات الإترنت بالولاية وعدد من مناطق السودان.

ومنذ أكثر من شهر ونصف الشهر يعاني سكان الجزيرة من تبعات فقدان الإنترنت وعلى رأسها توقف التحويلات البنكية، إلى جانب أن الاتصالات هي الوسيلة المباشرة للاطمئنان على الأهل لمن هم خارج الجزيرة أو خارج السودان.

وفتح الإنترنت الفضائي الذي يعتمد على الأقمار الصناعية عبر أجهزة ستار لينك وغيرها متنفسا للمواطنين. ويمتلك عناصر من قوات الدعم السريع وأحيانا بعض المواطنين هذه الأجهزة التي تقدم الخدمة للأفراد مقابل ثلاثة دولارات للساعة الواحدة.

وقال مواطنون تحدثوا لـ «التغيير» أن بإمكان الفرد تقليل قيمة وزمن الدخول للإنترنت بحسب حاجته خاصة أصحاب التحويلات المالية الذين يستأجرون الخدمة لنصف ساعة مثلا مقابل نصف القيمة، مشيرين إلى الخدمة خلال شهر رمضان المعظم تكون في الفترة الصباحية حتى الساعة الحادية عشرة ظهرا، أما في المساء فتبدأ من الساعة الثامنة وتستمر حتى العاشرة ليلا.

وبحسب مواطنين من الجزيرة اكتظت بعض الأسواق الفرعية في الأحياء وبعض المنازل بطالبي خدمة “ستار لينك” من الجنسين ومن مختلف الأعمار.

وأوضحوا أن كلمة السر لا تسجل إلا بعد دفع مبلغ الخدمة مقدما في الأماكن التجارية مثل الأسواق أما معظم المنازل فتكون الخدمه فيها مجانية، مضيفين أن الشخص يمنح كلمة المرور الخاصة به من قبل أفراد قوات الدعم السريع لفتح الاتصال وبعد انتهاء الزمن المحدد ينبه الشخص في وقت تكون كل الأسماء المسجلة بمعلوماتها عن طريق بطاقة الهوية.

وتستغل الأغلبية قضاء وقت الإنترنت في استقبال التحويلات البنكية من أقاربهم وذويهم وتركز بعض السيدات على المكالمات عبر وسائل التواصل لتطمين الأهل وتبادل الأخبار لا سيما في ظل الشائعات المنتشرة.

ويتسلم الأشخاص الذين يقدمون الخدمة بأنفسهم أحيانا التحويلات عن طريق خدمة بنكك ويقدمون النقد للمستفيد مقابل عمولة تصل إلى 5%.

ويقول المواطن “حسام.ح” من مدينة الحصاحيصا لـ «التغيير»: خدمة الإنترنت الفضائي عبر ستار لينك نستقبل بها المصاريف فقط ونطمئن بها كل من هو بعيد عنا.

ويضيف: أحيانا يحتوي الأمر على مخاطره لأن هنالك احتمالات لسرقة الهاتف أو النقد أو إجبارك على تحويل ما تبقى من حسابك المصرفي لذلك لا أقضي وقتا طويلا عند ارتياد هذه المحلات.

وتابع: هنا في مدينة الحصاحيصا بعد أن يتم التحويل عن طريق تطبيق بنكك تبدأ معاناة أخرى وهي الحصول على النقد الذي يكون صعبا في غالب الأحيان.

وأوضح مواطنون من الجزيرة أن مستلمي الأموال المحولة غالبا يتحركون في شكل جماعات بعد انتهاء الخدمة خوفا من نهب الأموال والهواتف بواسطة المتفلتين أو اللصوص. مشيرين إلى تحول بعض البيوت في الأحياء إلى منتديات اجتماعية بسبب توفر الإنترنت الفضائي حيث يستقبل فيها الناس المكالمات ويتبادلون الأحاديث.

أما في الأسواق فإن أفراد قوات الدعم السريع ممن يقدمون الخدمة يتخوفون من اكتظاظ محلات الإنترنت بالنساء اللاتي يقضين زمنا طويلا في المكالمات مما يجعل المكان مزدحما ومعرضا لخطر القصف بطيران الجيش السوداني. ويُفضل في الأسواق مؤخرا تقديم الخدمة للرجال والشباب واختصارها في التحويلات البنكية خوفا من التجمعات.

على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي تنفست صفحات المدن والقرى والأحياء وأصبحت منصة للأخبار للأهل خارج الولاية وخارج السودان تتحدث عن استتباب الأمن في هذه المنطقة أو تكشف عن الانتهاكات في منطقة أخرى.

المواطن أمين سعد وهو من منطقة الكريية غرب مدني يقول إن النت الفضائي أراح الناس كثيرا بعد انقطاع الاتصالات.

ويضيف: المسألة تعتمد على الحظ، هنالك أشخاص يسكنون قرب الأسواق وهنالك من يقطع مسافات بعيدة في ظل مخاوف السيولة الأمنية ليلا وصعوبة التحرك نهارا بسبب الصيام.

وأوضح أمين أن الخدمة قدمت فاىدة كبيرة للأسر التي تستقبل تحويلاتها البنكية وتطمئن على بعضها البعض.

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *