الإثنين 20 مارس 2023 05:10
احتضنت قاعة المكتبة التّابعة للمركب الثقافي بالنّاظور، مساء الأحد، حفل تقديم وتوقيع مسرحية “الموت بالتقسيط” لمؤلفها خالد قدومي، من تنظيم جمعية “أمزيان”، بتنسيق مع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب بالناظور بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.
في بداية اللقاء تناول خالد قدومي الكلمة، وتحدث عن نشأة المسرح العالمي، قبل أن ينتقل إلى المسرح المغربي، سيما الجانب الأمازيغي منه، متطرقا بشكل أخص إلى بعض المظاهر الفرجوية القديمة التي عرفتها المنطقة.
وأضاف أن “المسرح راسخ في تربة هذا البلد، وجاء معبرا عن كثير من قضايا وهموم الإنسان الأمازيغي”، قبل أن يتحدث عن مسرحيته “الموت بالتقسيط”، مسلطا الضوء على ظروف إنتاجها، والتيمات التي تعالجها، ليختم مداخلته بقراءة مشهد من المسرحية.
من جانبه، قدم الناقد جمال الدين الخضيري، وهو أستاذ جامعي بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، قراءة في المسرحية بعنوان “الإنسان المقهور في مسرحية “الموت بالتقسيط” لخالد قدومي”، حيث وقف عند عتبة العنوان، مشيرا إلى أن “العنوان صادم لأنه يحيل إلى موت الإنسان وإشكاليته في الوجود، سيما أن هذا الموت ليس تاما بالمعنى الفيزيقي، بل هو موت وظيفي وجزئي في انتظار هلاك كلي”.
بعد ذلك تطرق الخضيري إلى الفضاء الذي تدور فيه أحداث المسرحية، وهو فضاء السجن، ويضم خمسة معتقلين محكوم عليهم بعقوبات قاسية تتوزع بين الإعدام والمؤبد. وأضاف أن ثمة محاكمات واستنطاقات ستجرى في هذا الفضاء، لينتهي الأمر بتعذيبهم بشكل قاس من طرف مؤسسة السجن أو ما تطلق عليه المسرحية “الأسياد”.
وأبرز أن “هذه المسرحية تلتقي مع ما يسمى في مجال المسرح بمسرح المقهورين للمخرج المسرحي البرازيلي أغوستو بوال، الذي أصبح اتجاها مسرحيا معروفا يُحتذى”. من جانب آخر، تناول الناقد ذاته الأسس الجمالية التي تقوم عليها المسرحية، والتي حددها في “بنائها المعماري المتمركز أساسا في الفضاء الركحي، المندرج في الفضاء المُعادي غير الآمن، وهو السجن الذي يعتبر مالكا لسلطة تمارس فيه نفوذها بقوة”.
وأوضح أن “لجوء المسرحية إلى السخرية هو سلاح لمواجهة القهر والاستبداد، في حين أن الديكور والإكسسوارات عرفت تقشفا ملحوظا”، ليخلص في نهاية مداخلته إلى مجموعة من الخلاصات والاستنتاجات، من قبيل: طغيان الخطاب الإرشادي المباشر في المسرحية، والنزوع السردي، مما أسقطها في الأدبية بدل الدرامية.
المصدر: هسبريس
