اخبار السودان

وصول كوادر طبية للشمالية ينعش القطاع الصحي ويوطن العلاج

التغيير/ دنقلا

اختصاصي الأطفال محمد دياب حسين يحكي ل”التغيير” عودته للعمل في عيادته بمستشفى الشرطة بمدينة دنقلا بعد اندلاع الحرب في الخرطوم.

عودة اضطرارية
لم يُكمل اختصاصي الأطفال الشهير بمدينة دنقلا محمد دياب حسين 6 أشهر من العمل بالخرطوم التي تم نقله إليها في اكتوبر الماضي قبل أن تنفجر الحرب ويضطر للفرار بأسرته والعودة للمدينة التي عمل بها منذ العام 2000.
وبمجرد وصوله لمدينة دنقلا عاد للعمل في عيادته بمستشفى الشرطة، على الرغم من نزوله للمعلش قبيل رمضان الماضي.
“عدت لعيادتي الخاصة في آخر الأمر الشرطة بيتنا، لم اسأل عن صيغة تعاقد أو اموال”

انعاش القطاع الصحي
ظروف الحرب أجبرت العديد من الكوادر الطبية على الهرب من الخرطوم، ولم تكن حالة استثنائية خاصة بالطبيب دياب، خاصة مع توقف الكثير من المستشفيات التي تعرضت للقصف في الاشتباكات المسلحة، أو الاحتلال من قبل قوات الدعم السريع بحسب بيانات نقابة الأطباء.

وصول العديد من الأطباء بتخصصات مختلفة وفر خدمات كان يضطر المواطنون بالولاية للسفر إلى الخرطوم للحصول عليها.

“تمت عمليات نوعية في جراحة المسالك البولية قام بها د. عامر ابو في مستشفى الشرطة،كما أجرى د. هشام الجاك عمليات عظام لم تكن تتم هنا من قبل”.

ووفق الطبيب دياب؛ حضر إلى الولاية ايضا د. احمد عبد الغفور، اختصاصي العقم والذي كلنت لديه قائمة طويلة بالمقابلات في الخرطوم نقلها لمدينة دنقلا، وبات يجري الفحوصات في معامل مستشفى الشرطة.

ووفق رؤية دياب حتى الأجهزة التي يحتاجها الأطباء يمكن أن يتم توطينها في الولاية بمجهوداتهم وشراكاتهم مع القطاع الخاص ووزارة الصحة. “الكادر الطبي المؤهل هو الأهم طالما توفر من السهل توفير الأجهزة الطبية وتأهيل المرافق الصحية”.

انتشار في المحليات

العديد من الأطباء الذين وصلوا إلى الولاية لم يتركزوا في العاصمة فقط، هناك اختصاصي عيون ذهب إلى مسقط رأسه بمحلية “البرقيق” وآخر مختص في جراحة المسالك البولية. وقال دياب ل”التغيير” إن الأطباء بالتخصصات النادرة والذين لا يمكن استيعاب امكاناتهم في القرى، يمكن أن يذهبوا للمدن الكبرى.

وبحسب رؤية الطبيب دياب يمكن استمرارية هذا التعاون حتى لو توقفت حرب الخرطوم، عبر تنسيق زيارات مستمرة للأطباء.
تهديد قطاع الدواء
في الوقت الذي تعرب الكيانات الطبية عن قلقها من انعدام الدواء، قلل دياب من المشكلة في الولاية المالية نسبة لوجود منفذ آمن يربطها مع جمهورية مصر العربية.

كما أشار اختصاصي الأطفال إلى ضرورة التنسيق على المستوى السياسي مع القاهرة مشددا على أهمية الانتباه إلى توفير الأدوية والمعدات الطبية التي تنقص الولاية خاصة من مواد الإغاثة.

واعتبر دياب أن ولايته يمكن أن تصبح هي الوسيط مع بقية الولايات وتوفر لها الاحتياجات التي تطلبها.

ضرورة التنسيق

كافة المطلوبات الدوائية من جهة، والحاضرين للولاية من الكوادر الطبية أمور تحتاج لجهد تنسيقي يقع على عاتق وزارة الصحة الولاية وفق دياب. الذي طالب الوزارة بعمل حصر لكافة الكوادر وتخصاصاتها والمناطق الأقرب لها.

“كل ما يحدث الآن يتم بمجهودات شعبية وذاتية والتنسيق الحكومي مهم”.

خطورة إضافية للرحلة

قرر الطبيب دياب الخروج في يوم وقفة عيد الفطر المبارك من منزله بحي الفيحاء هربا من أصوات الاشتباكات التي تزامنت معها انقطاع خدمتي المياه والكهرباء.

“تأثر الأطفال كان كبيرا، واسئلتهم التي لا إجابة لها لا تنتهي”!

في الليل تم اتخاذ القرار وصباحا تزاحمت الأسرة في سيارة صغيرة شقت طريقها حتى بداية طريق شريان الشمال قبل أن تاتيهم تحذيرات من وجود ارتكاز للدعم السريع يتعامل بتشدد مع منسوبي الأجهزة النظامية بشكل خاص.

“قمت بمسح كافة الأسماء المرافق معها الرتب، ومسح تطبيقات الواتساب والفيسبوك وراجعت الرسائل قبل المواصلة”

الحظ وحده من خدم الأسرة الفارة من الحرب، فقد قام الارتكاز بضرب عربة موديل بوكس وقام بتغيير موقعه فلم يعد يركز مع القادمين الآخرين.

“توقفنا واسعفنا سائق السيارة قبل أن نواصل طريقنا، وصلنا مساء الوقفة وصليت صلاة العيد بدنقلا”

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *