اخر الاخبار

ارتباك اقتصادي في السوق الأمريكية ترقبا لقرار رفع سعر الفائدة من طرف البنك الفدرالي (تحليل اقتصادي)

بدأت الرياح تنقلب في الأسواق العالمية وفي بورصة وول ستريت على الخصوص، حيث لوحظ تغير في سلوك المستثمرين بعد تلقيهم التقارير الاقتصادية استشرافا لردة فعل البنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة.

ولوحظ نقلة نوعية في السوق الأمريكية، حيث أن الأخبار السيئة للاقتصاد بدأت تخيف المستثمرين، بحيث أصبحوا يغيرون مواقعهم اعتمادًا على الانكماش (المحتمل) في الاقتصاد.
خلال طول السنة الماضية لوحظ تصرف غريب لدى المستثمرين في السوق العالمية، حيث أن كل الأرقام الأمريكية الإيجابية كانت تخيف المستثمرين تحسبا منهم أن هذه الأرقام ستشجع الاحتياطي الفدرالي الأمريكي على رفع مضطرد لأسعار الفائدة مما قد يؤدي إلى ركود أمريكي خطير بتداعياته العالمية.

وعلى عكس ذلك فإن الأرقام السلبية للاقتصاد كأرقام التصنيع والطلبات والتخزين وسوق الشغل كانت تقابل بشكل إيجابي ظنا منهم أنها ستمنع من زيادة سعر الفائدة وتأثيراته السلبية على الاقتصاد.« bad news is good news ».

ولكن منذ الأسبوع الماضي لوحظ أن الأخبار السيئة للاقتصاد بدأت تخيف المستثمرين بحيث أصبحت تدفعهم إلى البيع وتخفيض تطلعاتهم تخوفا من انكماش أصبح أكثر احتمالا طبقا للدراسات الاستشرافية للاقتصاد.

كما أن المستثمرين أصبحوا يتعاملون مباشرة مع أرقام التضخم بدلا من الاعتماد على التأثيرات غير المباشرة للأرقام الاقتصادية على التضخم ومنه على سعر الفائدة.
وذلك ما لوحظ في اليومين الماضيين حيث استقبلت أرقام التضخم الاستهلاكي، يوم الأربعاء، بشيئ من الإيجابية وكذلك أرقام التضخم بأسواق الجملة، يوم الخميس، مما دفع كل الأسواق إلى ارتفاع مهم. بحيث ارتفعت مؤشرات بورصة وول استريت إلى مستويات متقدمة وكذلك بورصة باريس وفرانكفورت وجل البورصات العالمية. كما أنه لوحظ صعود جديد في أسواق المواد الأولية حيث عرفت أثمنة النحاس ارتفاعات مهمة خلال حصة هونغكونغ، صباح الجمعة. كما أن أثمنة الذهب ارتفعت مكسرة حاجزا مهما بعد تراجع سعر الدولار وزيادة مخاطرة المستثمرين.

ويبقى الرقم المهم الذي ينتظره الجميع هو السعر الجديد للفائدة الذي سيعلنه الفدرالي الأمريكي الأسابيع المقبلة، والذي سيلغي كل التكهنات حول الموضوع. ومن المهم أن احتمالات زيادة الفائدة بـ 0,25% بلغت 80% . لكن من المحتمل أن يتراحع هذا الاحتمال قليلا الأسبوع المقبل طبقا لأرقام التضخم الإيجابية التي تم الكشف عنها هذا الأسبوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *