اخبار السودان

زيارة الكباشي لمالي والنيجر هل لإيقاف مجموعات من هذه الدول تقاتل في صفوف الدعم السريع

 

تقرير: النعيم عبد الغني

تزامنت زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي، لكل من مالي والنيجر مع الجولة التي  قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمنطقة غرب أفريقيا من أجل مناقشة الوضع في منطقة الساحل وليبيا وحرب السودان، والأزمة الإنسانية في شرق تشاد، وسيحث سيرغي أنجامينا على الاستمرار في خفض التصعيد مع الجيش السوداني وتعزيز العلاقات مع النيجر وكذلك  حكومة إفريقيا الوسطى الحليفة لروسيا بعد قبولها فتح الحدود والحد من أنشطة المعارضة.
خبراء دوليون يرون أن روسيا تطمح  لتعزيز وجودها في الحالي أفريقيا وتوسيعه شرقا من خلال السودان، بعد أن استطاعت تأمين وجود قوي لها في غرب القارة من خلال دولتي النيجر ومالي اللتان دفعت فيهما الحملات الشعبية المعادية للوجود الفرنسي الأنظمة العسكرية الجديدة هناك لانتهاج علاقات استراتيجية مع روسيا خلال الأشهر الماضية، لكن خبراء شككوا في جدوى هذا التوجه الجديد.
ويذكر أن كل من النيجر ومالي كانتا من ضمن تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمحاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة في منطقة الساحل، من اجل اتخاذ نهج مختلف في التعامل مع التهديدات الأمنية التي تحفل بها هذه البقعة الواقعة في غرب أفريقيا، والتي باتت على مدار السنوات القليلة الماضية، أحد المعاقل الرئيسة للتنظيمات الإرهابية في العالم والسودان، وهي ليست بمعزل عن ما يحدث في تلك الدول وخاصة بعد انضمام مقاتلين من غرب إفريقيا لقوات الدعم  السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني صنفت كأعنف واشرس حرب في أفريقيا.
وفي  بيان الجيش الذي تم  نشره علي موقع سودان تريبون” الذي يقول: فيه ”لاحظنا استنفار قيادة الدعم السريع لعناصر ومرتزقة من دول غرب أفريقيا، مما يفسر مظاهر من سلوكياتهم الغريبة على الشعب السوداني”. الأمر الذي حدا بحكومة السودان  لإرسال مندوب لها من أجل بحث العلاقات الثنائية مع تلك الدول الا وهي زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق شمس الدين الكباشي لكل من مالي والنيجر وما نقلته وسائل  إعلام محلية فإن  زيارة كباشي لتلك الدول ووفقا  لتصريحات مسؤولين سودانيين، فإن فرنسا تهدف إلى جمع عرب غرب أفريقيا وتوطينهم في دارفور، وأن الحرب الدائرة بالبلاد الآن هي بداية هذا المخطط، وربط خبراء دوليون ”بين زيارة كباشي وبين هذه الفكرة، موضحين أن الوفد الأمني لـ ”كباشي” سوف يناقش في باماكو ونيامي هذا الموضوع، ولم يستبعدوا تنسيق روسي لهذه المباحثات للسودان مع دول غرب أفريقيا.
ويرى الدكتور خالد التجاني الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أن زيارة كباشي لكل من مالي والنيجر له صله كبيرة بتوافد المقاتلين الذين يشاركون في الحرب في السودان.
وأضاف التجاني: “الأهداف الأخرى للزيارة تتعلق بطبيعة الأنظمة العسكرية الخارجة من السيطرة الفرنسية في المنطقة، وكذلك تمدد النفوذ الروسي في الساحل الأفريقي”، لافتا إلى أن التقارب بين السودان وهذا الدول سيأتي بتنسيق روسي، منوها إلى إشارة المسؤولين السودانيين للدور الفرنسي في الحرب بالسودان، وقال إن من أسباب الزيارة أيضا هو الاعتماد على انحسار النفوذ الفرنسي في مقابل تمدد الروسي بالمنطقة.
ومانشره موقع المحقق الاخباري علي  لسان عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار الذي استبعد  أن يكون هدف زيارة كباشي لغرب أفريقيا هو منع توافد عرب أفريقيا وقتالهم بجانب الدعم السريع.
وأضاف: “لا أظن أن يكون هذا الموضوع هو الملف الرئيسي في الزيارة، وأن هذا الموضوع بعض أوهام عند السودانيين، وأنه ليس هناك دلائل واضحة عليه”، مضيفا أن من يقاتلون مع الدعم السريع من هذه المناطق يأتون بدون علم حكوماتهم، معربا عن اعتقاده أن زيارة كباشي لغرب أفريقيا تأتي في إطار الترتيبات السياسية من جانب روسيا حول ملف السودان بالمنطقة، وأن هذه الترتيبات تأتي في إطار الحرب الباردة من البوابة الأفريقية، منوها إلى أن روسيا يمكن أن تضمن التزام حكومات مالي والنيجر بعدم توافد المقاتلين للحرب في السودان، وأن محادثات كباشي وحدها لن تحقق هذا الالتزام.
بينما يرى الصحفي والمحلل السياسي الهضيبي يس ان الهدف من زيارة نائب قائد الجيش السوداني برفقة وزير الدفاع لكل من دول الساحل الأفريقي “مالي، والنيجر” مؤخرا تهدف اولا إلى تحييد مشاركة تلك الدول ضمن الحرب السودانية عقب لجوء قوات الدعم السريع بعد نحو 6 أشهر فقط من عمر الحرب السودانية في الاستعانة بمجموعة من المقاتلين التابعين لتلك الدول.
كذلك تأثر تلك الدول بواقع الحرب في السودان من ناحية أمنية، واقتصادية فهي تكاد دول حبيسة ومعظم مواردها ونشاط حياتها يعتمد على دول الجوار، مما يؤثر فيها أي نوع من انواع الاضطرابات سواء أمنية أو سياسية.
وذهب يسن الى أن تلك الدول محكومة بمجموعة من الجنرالات، الذين يسهل التخاطب وإدارة حوار معهم بما يحقق عائد للسودان قد ينعكس في القريب العاجل لصالح الجيش السوداني، وعائد اقتصادي لهذه الدول التي باتت تتحمل فاتورة الحرب بصورة إنسانية مثل دولتي النيجر، وأفريقيا الوسطى اللتان ينتكس فيهما عشرات الاف من المواطنين اللاجئين السودانيين على متن الحدود المشتركة.
بينما سياسيا على ما يبدو ان التحرك السوداني نحو هذه الدول جاء بعد التفاهمات الروسية الإيرانية مع الحكومة السودانية التي تتخذ من مدينة بورتسودان مقرا لها، مما يصب في تضييق الخناق على مشاريع دول مثل فرنسا، وبريطانيا، والمانيا في منطقة دول الساحل الأفريقي لحساب دول تحالف المعسكر الشرقي، خاصة عقب خروج فرنسا مؤخرا من معاقلها القديمة فقدانها ما يعادل ٦٠٪ من عائدات معدن اليورانيوم الذي كان يستخرج بصفة سنوية من النيجر لصالح مفاعلاتها النووية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *