اخبار السودان

الحاجة الملحة إلى تحرك دولي عاجل : تجنيد الدعم السريع للمرتزقة من جمهورية أفريقيا الوسطى يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان تقرير اممي

أسامة محمد

* تجنيد المرتزقة: ذكر تقرير لجنة الخبراء الامم المتحدة ان الدعم السريع يستخدم جمهورية أفريقيا الوسطى كسلسلة إمداد للمقاتلين ، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني في كل من السودان وأفريقيا الوسطى.
* وحشية ميليشيا الدعم السريع : تورط المرتزقة الأجانب يزيد من عنف ميليشيا الدعم السريع ، ويزيد من جرائم الحرب ضد المدنيين في السودان.
* الحاجة إلى تحرك دولي : فرض عقوبات ، إنشاء مناطق آمنة ، زيادة المساعدات، التعاون الإقليمي ، ومحاسبة الجناة.
* تدخل المحكمة الجنائية الدولية : دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
* وقف دعم الإمارات : إنهاء تسليح ميليشيا الدعم السريع من قبل الإمارات لمنع المزيد جرائم الحرب. وضرورة إقران اسم الامارات بعمليات الابادة الجماعية.
* في ذات السياق ، مواصلة عمليات القتل على أساس العرق بواسطة هذه المجموعة الإرهابية، تصفيات للمدنيين في كل من نيالا والجزيرة.
* جريمة الملقة ريفي ابوقوتة : استراتيجية قتل متكررة للمليشيا.

ثمّن إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة على النتائج المثيرة للقلق الصادرة عن التقرير الأخير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة بشأن جمهورية أفريقيا الوسطى. يقدم التقرير رؤى مزعجة عن أنشطة ميليشيا الدعم السريع وتجنيد المرتزقة من جمهورية أفريقيا الوسطى للقتال في السودان. هذه الممارسة إلى جانب السجل الدامي لميليشيا الدعم السريع في ارتكاب جرائم الحرب في دارفور وجميع أنحاء السودان ، تزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني.

منذ أبريل 2023م ، وكما أشار تقرير الأمم المتحدة ، استخدمت ميليشيا الدعم السريع جمهورية أفريقيا الوسطى كسلسلة إمداد ، حيث قامت بتجنيد مقاتلين من الجماعات المسلحة داخل جمهورية أفريقيا الوسطى واستخدام منطقة أم دافوق الحدودية كمحور لوجستي رئيسي.

لدى تدفق هؤلاء المرتزقة تداعيات وخيمة على كل من السودان وأفريقيا الوسطى. تدهور الوضع الإنساني في المنطقة بشكل أكبر، حيث فر العديد من اللاجئين السودانيين إلى أفريقيا الوسطى وتشاد ، وشهدت كلا البلدين زيادة في التهديدات الأمنية وعراقيل تعيق الأنشطة الإنسانية الحيوية.

قامت ميليشيا الدعم السريع في التنقل السلس بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى ، مما يسهل تجنيد المقاتلين من الجماعات المسلحة في أفريقيا الوسطى. ومن الجدير بالذكر أن الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى كانت تقوم بتجنيد نشط وإرسال أعضائها للقتال في السودان تحت قيادة ميليشيا الدعم السريع منذ أغسطس 2023م. هذه الأعمال تؤكد اصرار ميليشيا الدعم السريع في استقدام المرتزقة الأجانب ، مما يعمق العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.

كان تورط هؤلاء المرتزقة عاملاً في تكثيف تكتيكات الدعم السريع الوحشية مما ساهم في حصار الفاشر وارتكاب جرائم الحرب فيها عبر القصف على مناطق المدنيين وايضاً في الجزيرة. تستمر الميليشيا وبمقاتلين الأجانب في تدمير المجتمعات وابادتها واستهداف المرافق الحيوية وإعاقة أي آفاق للاستقرار في السودان. علاوة على تواطؤ شركاء التسليح ، مثل الإمارات ، في زيادة تفاقم الأزمة ، حيث توفر لميليشيا  الدعم السريع الموارد اللازمة لمواصلة حملتها الإرهابية. في ذات السياق ، واصلت ميليشيا الدعم السريع عمليات القتل على اساس العرق ضد المدنيين في كل من نيالا ودارفور بعد سويعات مقتل قائدهم في شمال دارفور علي يعقوب، في مواصلة لإستهداف العُزّل. وكسابقاتها من من الجرائم يقوم اعضاء هذه المجموعة الارهابية بالتوثيق لجرائمهم ، كما ظهر في فيديو تم نشره يوم السبت ١٥ يونيو ٢٠٢٤م ، حيث اظهر الفيديو احد افاد هذه المجموعة يدلي بتصريحات عنصرية قُبيل اطلاق رصاص على عُزل على الأرض تم قتلتم مباشرة لانتماءاتهم العرقية. لذلك تتواصل عمليات الابادة الجماعية في جنوب دارفور وباقي الاقليم علاوة على جرائم الحرب في ربوع السودان. ايضاً من المهم بمكان التذكير بالوضع الانساني المريع الذي يعيشه اهل السودان في مناطق عدة ونسلط الضوء على معسكر كلمة في جنوب دارفور الذي يعاني النازحين فيه من شح في المواد الغذائية والصحية ، خصوصاً الاطفال . وقد جاء في تقرير الانساني الاخير للامم المتحدة ان الدعم السريع يقوم بمنع وايضاً سرقة مخازن الاغاثة مما يعد انتهاك آخر صارخ للقوانين الدولية.

مجزرة في الملقة : استراتيجية جديدة للمليشيا .

تتصاعد المآسي يومياً حيث تواصل ميليشيا الدعم السريع إرهاب قرى الجزيرة بالقتل والنهب والترويع. قرية الملقة في منطقة أبو قوتة انضمت الآن إلى قائمة مجازر الجنجويد في الجزيرة. اقتحمت المليشيا القرية وأطلقت النار بشكل عشوائي على كل من كان خارج منازله. ثم قاموا باقتحام منزل معين وقتلوا شقيقين ، وأطلقوا النار على والدتهما البالغة من العمر ثمانين عاماً والتي كانت مقعدة على كرسي متحرك. كما أطلق المهاجمون النار على ثلاث بنات من نفس الأسرة ، مما تركهن في حالات تتراوح بين المستقرة والحرجة ، قبل أن يقتلوا شخصين آخرين أثناء مغادرتهم.

الهجوم أسفر عن إصابة خمسة عشر شخصاً ، بينهم ست نساء ، أربع منهن من أسرة واحدة. وبلغ عدد القتلى أربعة. تمثل مجزرة الملقة استراتيجية جديدة ومروعة للمليشيا ، حيث تستهدف العائلات بأكملها في حملة عنف وحشية.

في ضوء هذه التطورات الخطيرة، يدعو إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة المجتمع الدولي إلى إتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الشعب السوداني وكبح أنشطة ميليشيا الدعم السريع المدمرة. يجب أن تشمل الخطوات الفورية ما يلي:

1. **فرض عقوبات وحظر على الأسلحة:** يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي ، فرض عقوبات صارمة وحظر على الأسلحة على ميليشيا الدعم السريع وداعميها ، بما في ذلك الإمارات ، لقطع سلاسل إمداداتهم ومواردهم المالية.

2. **ممرات إنسانية ومناطق آمنة:**
إنشاء ممرات إنسانية ومناطق آمنة لضمان حركة وحماية المدنيين بأمان ، وخاصة الأطفال والنساء ، المحاصرين في المناطق المتضررة.

3. **زيادة المساعدات الإنسانية:**
تعبئة وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ، بما في ذلك الإمدادات الطبية والغذاء والمأوى ، خاصة لأولئك الموجودين في مخيمات النازحين والمناطق المتضررة من جرائم الحرب.

4. **تعزيز التعاون الإقليمي:** يجب على السلطات الإقليمية ، وخاصة في جمهورية أفريقيا الوسطى ، تعزيز التعاون لمواجهة تهريب الأسلحة وتسلل المقاتلين الأجانب. هناك حاجة إلى جهود مشتركة لتأمين الحدود ومنع انتشار العنف بشكل أكبر.

5. **محاسبة الجناة:** يجب على المجتمع الدولي السعي لتحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع. يشمل ذلك دعم التحقيقات والملاحقات القضائية من خلال الآليات القانونية الدولية لمحاسبة المسؤولين عن أفعالهم.

6. **تدخل المحكمة الجنائية الدولية:**
دعم وتسريع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في السودان. يشمل ذلك جمع الأدلة وحماية الشهود وضمان محاسبة الجناة.

7. **تعزيز الشراكات المحلية والدولية:**
تعزيز الشراكات مع المنظمات المحلية والهيئات الدولية مثل اليونيسف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة أطباء بلا حدود لضمان استجابة منسقة وشاملة للأزمة.

8. **الضغط الدبلوماسي:**
ممارسة الضغط الدبلوماسي على حكومة الإمارات لوقف الأعمال العدائية ، بما في ذلك إنهاء تسليح ميليشيا الدعم السريع.

يدعو إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة العالم للتضامن مع شعب السودان وضرورة التحرك الدولي العاجل والمنسق لإنهاء جرائم الحرب وكافة الانتهاكات في حق المدنيين. إن تجنيد المرتزقة من جمهورية أفريقيا الوسطى ودول أخرى من قبل الدعم السريع والإمارات لا يهدد فقط استقرار المنطقة بل يعمق أيضًا الأزمة الإنسانية. من الضروري أن يتحرك المجتمع الدولي بسرعة وحسم لحماية الأرواح البريئة واستعادة السلام والاستقرار في السودان والدول المجاورة. إحدى الطرق الفعالة هي من خلال جهود واضحة للمساءلة ضد الجناة ، بما في ذلك قيادة ميليشيا الدعم السريع وشركائهم مثل حكومة الإمارات.

إتحاد دارفور بالمملكة المتحدة
الموقع: http://darfurunionuk.wordpress.com
إيميل: [email protected]
‏X (يعرف سابقاً بتويتر) :  @darfurunionuk
فيسبوك: https://www.facebook.com/darfurunionuk
انستغرام: https://instagram.com/darfurunionuk?igshid=MzMyNGUyNmU2YQ==

[email protected]


المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *