اخر الاخبار

مجلس الشيوخ الفرنسي يقر رفع سن التقاعد إلى 64 عاما لكن الاحتجاجات مستمرة اليوم 24

أقر مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما معطيا الحكومة انتصارا مرحليا لكنها لا تزال تواجه حركة احتجاج قوية على هذا الإصلاح الذي يريده الرئيس إيمانويل ماكرون.

قبل يوم سابع من التعبئة متوقع السبت، بقيت قطاعات أساسية من الاقتصاد الخميس متأثرة بحركة معارضي هذا الاصلاح الذي يطال أحد ركائز النظام الاجتماعي الفرنسي.

بدون التسبب بنقص في هذه المرحلة، لا تزال شحنات الوقود عالقة في الكثير من المصافي وامتدت حركة الاحتجاج التي بدأت في يناير لتصل تدريجا الى صفوف تلاميذ المدارس الثانوية والطلاب الجامعيين.

حصلت تحركات الخميس في مدارس وجامعات عدة قبل تظاهرة مرتقبة في باريس بعد الظهر.

وتفيد الأوساط النفطية أن الوضع “يتحسن” ففي حين لا تزال كل مصافي شركة “توتال إنرجي” في اضراب الخميس للاحتجاج على اصلاح نظام التقاعد، استأنفت مصافي ايسواكسون موبيل في منطقة نورماندي شحنات الوقود في موازاة تحسن طفيف في المحطات.

لا تزال حركة وسائل النقل تعاني من اضطرابات وقطع التيار في ورشة في القرية الأولمبية في ملعب Stade de France في سان دوني شمال باريس.

ورحبت الحكومة التي ضعف موقفها من جراء هذا التحرك في الشارع، بتصويت مجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه المعارضة اليمينية، على المادة السابعة في الاصلاح التي تزيد سن التقاعد سنتين.

وفور التصويت ليل الاربعاء الخميس، أعربت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن عن “سرورها” بإقرار التعديل، مؤك دة في تغريدة على تويتر أن هذا الإصلاح “متوازن وعادل”.

وفي الجمعية الوطنية حيث لا تملك السلطة سوى غالبية نسبية، لم يتسن النظر في هذه المادة بسبب المعارضة الكبيرة لكن ايضا بسبب الجدول الزمني الضيق للمحادثات الذي فرضته الحكومة.

موافقة أعضاء مجلس الشيوخ أساسية للحكومة التي تريد تسريع الاجراء البرلماني مع تجنب اللجوء في الوقت نفسه الى مادة في الدستور الفرنسي (49/3) تتيح اعتماد نص بدون تصويت وهو ما كان سينظر اليه حتما كتجاوز للسلطة.

تأمل الحكومة الآن في أن يصوت مجلس الشيوخ على النص بكامله بحلول الاحد، المهلة التي حددتها بنفسها.

قبل هذه المهلة ورغم موافقة مجلس الشيوخ، تعتزم النقابات استعراض قوتها مجددا خلال يوم التحرك المقبل السبت بعد التعبئة القياسية التي سجلت الثلاثاء حيث نزل 1,3 إلى 3,5 ملايين فرنسي الى الشوارع.

مستندة الى هذا النجاح، طلبت المنظمات الثماني المنضوية تحت النقابات أن يستقبلها الرئيس ايمانويل ماكرون بشكل “عاجل” لكن حتى الآن لم تتلق ردا من الرئاسة.

وقال فيليب مارتينيز رئيس نقابة CGT، إحدى أبرز نقابتين فرنسيتين، الخميس “عندما ينزل ملايين الأشخاص إلى الشارع، ما هو دور رئيس الجمهورية؟ صب الزيت على النار أو تهدئة الأمور والقول سنرى، لقد أخطأت”.

أما مارين لوبن رئيسة كتلة نواب حزب اليمين المتطرف “التجمع الوطني” المعارضة أيضا للاصلاح، فقد أكدت أن إقرار المادة 7 في مجلس الشيوخ لا يعني أن “الحكومة فازت”.

وأضافت لاذاعة “فرانس انتر”، “أظن أنه في الجمعية الوطنية لن تتوافر غالبية لإقرار هذا الاصلاح” قبل أن تطالب مجددا باستفتاء على هذا النص وهو خيار رفضته الحكومة.

يجازف إيمانويل ماكرون الذي أعيد انتخابه رئيسا في أبريل 2022 بجزء كبير من رصيده السياسي على هذا النص الذي يهدف، بحسب الحكومة، إلى الاستجابة للتدهور المالي في صناديق معاشات التقاعد وتشيخ السكان.

في نظام التقاعد الفرنسي القائم على التوزيع، والذي أنشىء في 1945 ويرتكز على أساس التضامن بين الأجيال، تمول المساهمات التي يدفعها الاشخاص العاملون معاشات التقاعد التي يحصل عليها كبار السن.

في ربيع 2020 وخلال ولايته الأولى، اضطر ماكرون الى التخلي عن إصلاح سابق لرواتب التقاعد لاقى أيضا احتجاجات في الشارع لكن لم يجمع جبهة نقابية بالحجم الذي هي عليه اليوم.

وسن التقاعد في فرنسا هو من بين الأدنى بين سائر الدول الأوروبية.

وتعو ل الحكومة على هذا الإصلاح لضمان تمويل نظام الضمان الاجتماعي الذي يشكل أحد ركائز النموذج الاجتماعي الفرنسي.

وتظهر استطلاعات الرأي المتكر رة أن غالبية واسعة من الفرنسيين تعارض هذا الإصلاح مع أنها تتوقع أن يقر في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *