اخبار المغرب

بإمكانيات ذاتية .. شباب بجبال ورزازات يحولون أرضا قاحلة لملعب في ظل غياب للمسؤولين

يجد عدد كبير من شباب إقليم ورزازات أنفسهم مجبرين على تحويل قطع أرضية إلى ملاعب رياضية لممارسة هوايتهم المفضلة، كرة القدم، وذلك بالاعتماد على إمكانياتهم الذاتية. يأتي ذلك نتيجة “فشل” مختلف المجالس المنتخبة المتعاقبة على تدبير شؤون جماعات الإقليم في توفير بنية تحتية رياضية تحتضن شغف أبنائها بكرة القدم وغيرها من الرياضات الجماعية والفردية.

نموذج لهذا الوضع يظهر في جماعة تيديلي قيادة إغرم نوكدال، التي لا تتوفر بدورها على أي مرفق رياضي، مهما كان نوعه. ما دفع بشباب دوار أنفيد التابع لها ترابيا، إلى تشييد وتجهيز ملعب ترابي بين جبال الأطلس الكبير بإمكانياتهم الذاتية، ليكون متنفسا لهم ولشباب القرى المجاورة، وفضاء لتعزيز مواهبهم وصقل طاقاتهم الكروية التي طالها التهميش لعقود من الزمن.

وفي تصريحات متطابقة لجريدة ، أوضح عدد من شباب “أنفيد” أن إعادة تهيئة هذا الملعب المشيد قبل سنوات بسواعدهم جاءت في إطار الاستعدادات الجارية على قدم وساق لتنظيم النسخة الثالثة من دوري “تخليلت” بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث من المقرر أن يشارك في هذا الدوري 16 فريقا يمثلون مختلف الدواوير التابعة ترابيا للجماعتين الترابيتين تيديلي وإغرم نوكدال.

وأكد هؤلاء الشباب، أنهم قاموا خلال الأيام القليلة الماضية بتوسيع هذا الفضاء الرياضي القروي وتزويده بمدرج يضم أكثر من 370 مقعدًا، باستخدام التراب والإطارات المطاطية، إضافة إلى مقاعد دكة الاحتياط التي تم بناؤها بالطوب والإسمنت المسلح. وبلغت التكلفة الإجمالية لهذه الأعمال أكثر من 20,000 درهم، تم جمعها من تبرعات أهل القرية، دون أن يتلقوا أي دعم مادي أو معنوي من أي مجلس من المجالس المنتخبة محليًا أو إقليميًا أو جهويًا.

وفي سياق متصل، عبر فاعلون مدنيون خلال حديثهم لجريدة عن استيائهم مما وصفوه بـ “الإقصاء” الحاصل على مستوى منطقة تيديلي وعموم إقليم ورزازات بخصوص المنشآت الرياضية، مؤكدين أن هذا الوضع يشكل دليلاً ملموساً على التفاوت المجالي المسجل بين أقاليم وجهات المملكة.

وطالب هؤلاء الفاعلون الجهات المعنية بضرورة التدخل ومنح هذه المناطق حقها من البرنامج الوطني لبناء وتجهيز ملاعب القرب في المجالين الحضري والقروي، وذلك في إطار شراكات متعددة بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية، ووزارة الاقتصاد والمالية، والجماعات الترابية.

وكان شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد أكد في وقت سابق على أن “البنيات التحتية الرياضية للقرب، تكتسي أهمية كبيرة في تطوير الرياضة وتوسيع قاعدة الاستفادة منها، من خلال إتاحة الفرصة للساكنة للاستفادة من الخدمات التي توفرها هذه المنشآت، وأن توسيع برنامج تشييد ملاعب القرب، أتاح برمجة ما يقارب 1855 ملعبا للقرب، وذلك إلى غاية 31 دجنبر “2023.

وأوضح المسؤول الحكومي، أنه تم خلال السنة المالية 2024، إبرام اتفاقيات شراكة مع بعض مجالس الجهات من أجل إحداث 564 ملعبا إضافيا للقرب، ليصل بذلك مجموع ملاعب القرب المبرمجة حاليا إلى ما يناهز 2419 ملعبا، مشيرا إلى أن وزارته تعمل سنويا، على تخصيص اعتمادات مالية تناهز حوالي 500 مليون درهما سنويا من موارد الصندوق الوطني لتنمية الرياضة، لتمويل البرنامج والرفع من وتيرة إنجازه “.

وأضاف بنموسى، أن الوزارة الوصية بقطاع الرياضة، “تعمل على تسريع وتيرة إنجاز البرنامج الخاص بإنجاز 800 ملعبا للقرب، ومواصلة توسيعه، وذلك من أجل تلبية الحاجيات من الفضاءات الرياضية خاصة في المناطق النائية والقروية وشبه الحضرية”.

وأكد ذات الوزير خلال مداخلة سابقة له في قبة البرلمان، أنه تم الانتهاء من أشغال بناء 543 ملعبا للقرب في متم السنة المالية 2023، فيما تمت برمجة إطلاق الدراسات والأشغال في ما يقارب 1000 ملعب للقرب، خلال السنة المالية 2024، على أن تتم برمجة حوالي 1000 ملعب إضافي خلال سنة 2025.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *