اخبار المغرب

أسعار “صاروخية”.. غلاء الأضاحي يجبر مغاربة على شراء اللحوم بـ”الكيلو” قبيل العيد

دفعت الأسعار الصاروخية لأضاحي العيد خلال الأيام الجارية، عددا كبيرا من المغاربة إلى اللجوء لشراء اللحوم من المجازر، كبديل عن الأضاحي التي بلغت أسعارها مستويات قياسية هذا الموسم.

ووفق ما عاينه مراسلو جريدة “العمق” بعدد من المدن، فإن معظم المجازر في الأسواق والشوارع، تشهد اكتظاظا وإقبالا غير مسبوق على شراء اللحوم، قبيل عيد الأضحى.

وكشف صاحب مجزرة بمدينة تطوان، في حديث لجريدة “العمق”، أن الإقبال على شراء اللحوم تضاعف خلال الأيام الثلاثة الجارية، بشكل قياسي، مشيرا إلى أن أسعار اللحوم ارتفعت بدورها خلال الأسبوع الحالي.

وبحسب ما عاينته على مستوى مدينة تطوان وضواحيها، فإن أسعار اللحوم تتراوح ما بين 120 و150 درهما للكيلوغرام بالنسبة للأغنام، وما بين 100 و120 درهما للحوم الأبقار، وهي نفس الأسعار تقريبا بباقي المدن.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه أسواق بيع الأضاحي، بمختلف مناطق المملكة، أسعارا صاروخية خلال الأيام الجارية، وسط انتقادات كثيرة طالت الوزارة الوصية والحكومة نتيجة عدم تدخلها لوضع حد لارتفاع الأسعار هذا العام.

ففي جولة على مستوى منطقة “اللوحا” لبيع الأضاحي بمدينة تطوان، عاينت “العمق” أن أسعار الخرفان تبتدأ من 3000 درهم وتصل إلى ما فوق 7000، فيما تتراوح أسعار الجديان ما بين 2000 إلى ما فوق 4000 درهم.

في هذا الصدد، قال “مصطفى.ر”، رب أسرة ومستخدم بمدينة تطوان، إنه لم يستطع شراء الأضحية إلى حد اللحظة بسبب ما أسماه “الغلاء الفاحش”، مشيرا إلى أن أرخص خروف صغير وجده بمنطقة “اللوحا” يبلغ 3000 درهم، بعدما كان يشتريه في السابق بأقل من 1500 درهم.

وأوضح مصطفى في حديث لجريدة “العمق”، أن غالبية المواطنين الذين يتجهون لأسواق الأضاحي هذه الأيام، يسألون عن أسعار الجديان، لافتا إلى أن شراء الخروف أضحى من المستحيلات بالنسبة إليه هذا العام.

وعلى غرار مصطفى، يقول شخص آخر تحدثت إليه بنفس السوق، إن الغلاء الحاصل في المواشي هذا الموسم غير مسبوق، مشيرا إلى أنه بدوره قرر البحث عن جدي بثمن مناسب عوض الخروف، مستدركا بأن أسعار الجديان ارتفعت بدورها بسبب لجوء الناس إليها.

تبرير وزير الفلاحة

وكان وزير الفلاحة، محمد صديقي، قد برر ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بالمغرب بالزيادة التي شهدتها الأعلاف بسبب الجفاف الذي يعاني منه المغرب في السنوات الأخيرة.

وأوضح صديقي بمجلس النواب، قبل أيام، أن “الجفاف غير المسبوق الذي تعيشه بلادنا في السنوات الأخيرة أثر بشكل كبير على القطاع الفلاحي خاصة على مستوى القطيع الوطني سواء من ناحية الأعداد أو المردودية بفعل اختلالات توازن التكاثر”.

وبخصوص الاضطرابات التي تشهدها اللحوم الحمراء، لفت صديقي إلى أن “سبب ارتفاع الأسعار يعود للزيادة في تكاليف إنتاج اللحوم الحمراء بسبب تدهور الغطاء النباتي للمراعي وقلة إنتاج الكلأ فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف بحوالي 70 بالمائة”، وفق تعبيره.

ومن أجل ضمان استقرار تموين السوق الوطنية، أوضح المسؤول الحكومي أن “وزارة الفلاحة اتخذت عدة إجراءات بداية بدعم علف الإنتاج الحيواني وفتح وتحفيز الاستيراد عبر تعليق رسوم الاستيراد المطبقة على الأبقار المخصصة للذبح والتسمين وفتح أسواق جديدة لضمان التنوع وخصوصا من أمريكا الجنوبية”.

واعتبر أن “دعم أعلاف الماشية متواصل حيث يبلغ ثمن القنطار من العلف لـ200 درهم”، مشددا على أن “هذا الدعم يهم جميع الكسابة، خاصة الصغار منهم، ولم يتم إقصاء أي فلاح من الحصول على رخصة الاستيراد”.

وبخصوص تزويد الأسواق الوطنية باللحوم الحمراء، أوضح المتحدث ذاته أن عملية الاستيراد “استثنائية”، وتم اللجوء لها بسبب الظرفية التي يعرفها المغرب بعد النقص في الماشية ومن أجل ضمان تموين السوق الوطنية.

* الصورة من الأرشيف

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *