اخر الاخبار

مظاهرات ضد اليمين المتطرف في فرنسا وتوترات في ائتلاف اليسار قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية اليوم 24

تظاهر 250 ألف شخص على الأقل السبت في فرنسا ضد اليمين المتطرف الذي يبدو في موقع قوة مع اقتراب موعد انتخابات تشريعية مبكرة دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون في حين بدأ يتصدع ائتلاف جديد شكلته الأحزاب اليسارية.

وكانت نقابات وجمعيات وأحزاب يسارية قد دعت إلى « مد شعبي » متوقعة أن يتظاهر في فرنسا ما بين 300 ألف و350 ألفا لدرء فوز جديد يتوقع أن يحققه حزب التجم ع الوطني (يمين متطرف) في جولتي الانتخابات التشريعية المقررتين في 30 يونيو و7 يوليوز بعد تفوقه الأحد في الاستحقاق البرلماني للاتحاد الأوربي في تطور دفع رئيس البلاد إلى حل الجمعية الوطنية.

وقالت فلورانس دافيد (60 عاما) خلال مشاركتها في التظاهرة في باريس حيث بدأت المسيرة نحو الساعة 14,00 (12,00 ت غ) « اعتقدت أنني لن أرى بتاتا اليمين المتطرف يصل إلى السلطة ولكن الآن يمكن أن يحدث ذلك ».

في كليرمون فيران (وسط) قالت المتظاهرة أريان غينامان البالغة 22 عاما « التجمع الوطني يخيفني حقا ». وفي ريمس (شرق) قالت ميلودي البالغة 20 عاما إنها تشعر أنها « مهددة » بصفتها « امرأة ومثلية ».

ومن المتوقع خروج حوالى مائتي تظاهرة في عطلة نهاية الأسبوع، قبل أسبوعين من موعد استحقاق تشريعي سيؤدي إلى إعادة تشكيل للمشهد السياسي في فرنسا في تطور ينطوي على فوضوية كبيرة.

وقالت ماريليزليون رئيسة « الكونفدرالية الفرنسية الديمقراطية للعمل »، إحدى النقابات الخمس التي دعت إلى التعبئة « نحن في لحظة مفصلية للديمقراطية ».

في مسعى لقطع الطريق على اليمين المتطرف، سارعت أحزاب اليسار لا سيما « فرنسا الأبية » (يسار راديكالي) والحزب الاشتراكي مرورا بأنصار البيئة (الخضر) إلى تشكيل ائتلاف، وتنحية خلافاتهم خصوصا بشأن أوكرانيا والحرب في غزة.

لكن الائتلاف الجديد الذي أطلقت عليه تسمية « الجبهة الشعبية الجديدة » بدأ يشهد تصدعات، السبت، مع استبعاد فرنسا الأبية ترشيح معارضين لزعيمه جان لوك ميلانشون.

وندد النواب المستبعدون بـ »حملة تطهير » واتهموا ميلانشون، المرشح السابق للرئاسة، بحملة « تصفية حسابات ».

واستنكر آخرون ترشيح أدريان كانتين المقرب من ميلانشون مجددا على الرغم من إدانته في العام 2022 بعنف منزلي.

وأعربت رئيسة أنصار البيئة مارين توندولييه عن « صدمتها الكبرى » لهذا « التطهير » داخل فرنسا الأبية، ودعت صباح السبت هيئات حزبها للاجتماع، داعية الجبهة الشعبية الجديدة إلى دعم المرشحين الذين استبعدهم حزب اليسار الراديكالي.

أما الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند (20122017) المؤيد لتوحيد صفوف اليسار ففجر مفاجأة بإعلان ترشحه للانتخابات التشريعية في كوريز (وسط) مبررا خطوته بأن « الوضع خطير ».

وكان ماكرون الذي يشارك في نهاية الأسبوع في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، وفي قمة حول أوكرانيا تستضيفها سويسرا قد انتقد الخلافات الداخلية في صفوف اليسار واصفا التكتل بأنه « استعراض غير مترابط إطلاقا ». واعتبر أن كل طرف « يفكر بصورة مناقضة » للآخر مضيفا « نحن أمام مجانين، هذا ليس جديا ».

من جهته، علق رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا، الجمعة، « الجمهورية في خطر بوجه مهندسي الفوضى هؤلاء الذين يدعون إلى الانقسام ».

واعتبر بارديلا المرشح في سن 28 عاما لرئاسة الحكومة، أن « تشكيلين سياسيين » فقط يمكنهما « تشكيل حكومة »، هما التجمع الوطني الذي يتصدر استطلاعات الرأي والائتلاف اليساري الجديد.

فحزبه يتصدر حاليا نتائج استطلاعات الرأي. وأظهر استطلاع للرأي نشر السبت حصده 33 في المائة من نوايا التصويت، متقدما على الجبهة الشعبية الجديدة (25 في المائة) والمعسكر الرئاسي (20 في المائة).

وفي صفوف اليمين التقليدي، شهدت البلبلة التي تهز حزب الجمهوريين تقلبات جديدة مع إبطال محكمة باريس الجمعة قرار المكتب الوطني للحزب إقصاء رئيسه إريك سيوتي بعد دعوته لتشكيل تحالف مع التجمع الوطني، فيما أكد بارديلا أن حزبه سيقدم « مرشحا مشتركا » مع الحزب اليميني « في سبعين دائرة ».

السبت، ومن دون الإشارة إلى فرنسا على وجه التحديد، قالت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي استضافت بلادها قمة مجموعة السبع في اليومين الفائتين، إنها تأمل أن تأخذ أوربا في الاعتبار « الرسالة » التي وجهتها الانتخابات الأوربية، والتي تميزت بصعود اليمين المتطرف.

وقالت الزعيمة اليمينية المتطرفة إن « المواطنين الأوربيين يطالبون بالبراغماتية ونهج أقل أيديولوجية في مختلف القضايا الرئيسية ».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *