اخبار المغرب

ورشات جهوية تقرب الشباب من المعلومة

تكوين للشباب في مختلف جهات البلاد يروم تقريب المعلومة التاريخية العلمية حول التراث المادي واللامادي المغربيين وتعزيز الانتماء، يشارك فيه طلبة باحثون بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل.

ينظم هذا التكوين في إطار برنامج “متطوع” الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل، ويهم الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 سنة و22 سنة، قصد “تعزيز المشاركة المواطنة، وتطوير المعارف والمهارات”، مع “تكوين خاص في المجال الذي اختير فيه التطوع”، ويجمع في الشق التكويني معهد الآثار والتراث وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، قال إن الأمر يتعلق بورشات يؤطرها “11 شابا يتحدثون مع شباب، تؤطرهم أستاذة؛ لكنه تأطير عن بعد، وندع الشباب يتحدثون مع الشباب”، بعد “دورات تكوينية سهرت عليها مع أستاذة حول التراث المادي وغير المادي”.

وذكر المتحدث أن هذه المبادرة تهم مؤسسات عديدة، و”أنيط بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث تأطير ورشات خاصة بالتراث الثقافي المادي وغير المادي”، مع مؤسسات جامعية أخرى.

وتابع: “يركز الطلبة الباحثون في الورشات على الفترات المضيئة من التاريخ القديم وحتى الحالي، فيذكرون بوجود الأنشطة البشرية في المغرب التي بدأت منذ مليون و300 ألف سنة، والزراعة القديمة جدا بالبلاد منذ 6300 سنة، وأقدم عملية جراحية موثقة في العالم منذ 15 ألف سنة، واكتشاف أقدم إنسان عاقل بجبل إيغود باليوسفية، وحلي بيزمون قرب الصويرة”.

وواصل: “بالإضافة إلى الفترات العتيقة، تهم الورشات التنظيم في المغرب قبل الاحتلال الروماني؛ فقد وجد الرومان تنظيما محكما سياسيا اجتماعيا دينيا اقتصاديا، في عهد الممالك الأمازيغية، التي كان لها تنظيم وسك للنقود. ونهتم في الفترات التاريخية بـ”القرويين” أول جامعة، التي كانت جامعا قبل ذلك وهذه إشارة مهمة، ومواضيع من قبيل الوجود اليهودي السابق على النزوح من الأندلس، الذي يعود إلى القرن الثامن أو الثاني عشر قبل الميلاد، وهناك نصوص تقول إنه يعود إلى الحضور الفينيقي، وتقدم التكوينات معلومات حول المكون الأمازيغي، والحساني، والأندلسي، والإفريقي”.

إذن، تقدم هذه الورشات “القرائن التي تبين تأثيرنا في العالم ومحيطنا، وتأثير العالم فينا”، في الشق المادي، مع اهتمام بالشق غير المادي والتعبيرات مثل “الزليج، والقفطان، وبعض الصناعات والمهارات والاحتفالات بالفرح والموت والمرور من الطفولة إلى الشباب، واختلاف تقاليد الاحتفال”، و”كل ما يقربنا من ثقافتنا المحلية، وما برعنا فيه واحتفظنا به، وما وفد علينا وطورته عبقرية النساء والرجال بالمغرب، والأمور التي طوروها واخترعوها واستطاعوا إيصالها إلى العالمية”.

وتروم مثل هذه المبادرات، وفق مدير معهد علوم الآثار والتراث، “بناء الانتماء”؛ لأنه “في كل مرة نسمع نقاشا وقلقا واستفهامات يصل صداها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. ومثل هذه المقاربات التي تنزل عند الشباب تقرب المعلومة لهم، وتقدمُها معلومة مبنية على حقائق ووقائع علمية، عبر شباب يعون طريقة الحديث مع شباب من سنهم، ويبسطون دون إسفاف أو استصغار للمتلقي”، في سبيل “بناء الشخصية، والانتماء، والافتخار بالتراث، والدفاع عنه، وإيصاله إلى آخرين بطريقة مبنية على حقائق، وهذا هو الأهم”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *