اخر الاخبار

وفاة المناضلة التي اختارت الجنسية الجزائرية واعتنقت الإسلام

رحلت اليوم المناضلة و الكاتبة مونيك هيرفو عن عمر يناهز 95 سنة ، بمركز علاج والاستقبال بمدينة نانتار بفرنسا بعد مسار طويل من النضال بجانب الجزائريين في الحي القصديري ” الجنون la folie ” بمدينة نانتار بفرنسا من 1959 لغاية 1971 و شاركت معهم في مظاهرات 17اكتوبر 1961، و ظلت وفية لكفاحها و قدمت شهادتها ضد موريس بابون محافظ شرطة باريس في11 فيفري 1999 في قضيته ضد المؤرخ جون لوك اينودي، و تحصلت على الجنسية الجزائرية بمرسوم رئاسي رقم 87 سنة 2018 .

اعتنقت الإسلام و كانت امنيتها دفنها في مقبرة المسلمين بين الذين عاشت معهم طيلة حياتها و ناضلت من أجلهم و دونت معاناتهم في كتاب مع ماري اونج شاراس بعنوان ” الأحياء القصديرية ” سنة 1971 ، ثم بعد جمع معطيات بواسطة آلة التسجيل لحوالي 150 عائلة في حي نانتر القصديري أصدرت كتابا آخر سنة 2001 ” وقائع الحي القصديري :نانتر في حالة حرب  1959   1971″.

دافعت كمحامية في نقابة باريس على أبناء الأحياء القصديرية ثم على آباؤهم المناضلين في فيدرالية جبهة التحرير الوطني. كانت صديقة لعالم الإجتماع الراحل جمعة جغلال و كانت رغبتها زيارة للجزائر و حققت الدولة الجزائرية مرادها بدعوتها و تمكينها من زيارة البلد الذي اختارت جنسيته وفاء لمبادئها.

من مواليد 1929 من عائلة متواضعة، ناضلت بعد الحرب العالمية الثانية في استقبال العائدين من جبهة القتال والسجناء في محتشدات ” اوشفيتز”. التحقت مبكرا بالعمل الانساني و الخيري ، رغم حصولها على شهادة من مدرسة الفنون الجميلة بباريس  في تقنية صقل الزجاج.

التحقت بالمصلحة المدنية الدولية سنة 1959 و استقرت بالحي القصديري نانتر بجانب الجالية الجزائرية أين وقفت على انتشار الأمراض المختلفة و البرد و سوء التغذية و الموت غرقا في نهر السين تحت ضربات البوليس الفرنسي. كانت شاهدة على أعمال قمع و قتل الجزائريين في مظاهرات 17اكتوبر 1961 ، كما كتبت عن حادثة غير معروفة في التاريخ و هي مسيرة النساء و الأطفال أيام بعد المظاهرات في شوارع روان و باريس  بهتافات ” الجزائر  لنا ” .

تعودت مونيك على الافتخار بجنسيتها قائلة ” لقد ناضلت من أجل استقلال الجزائر ” . تفيد المعلومات المتوفرة بأن جثمانه سيوارى بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة بجوار من ناضلوا و استشهدوا من أجل استقلال الجزائر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *