Advertisement
وطن منذ أن غرقت الغواصة “تيتان” التي كانت تحمل على متنها خمسة أشخاص في رحلة ترفيهية لحطام سفينة تايتنك وانتهت بكارثة إثر تعرضها لانفجار داخلي، والأخبار والشائعات تتوارد لتزيد هالة الغموض بخصوص ما جرى.
بدءا من مصير ركابها وسماع أصوات غريبة من أعماق المكان الذي غرقت فيه وحتى الحديث عن العثور على حطام يعود لها في القاع.
وفي هذا السياق تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورتين قيل إنّهما تُظهران حطام غواصة تيتان في قاع المحيط الأطلسي.
لكن هاتين الصورتين لا شأن لهما بالغواصة المنكوبة بل هما لحطام سفينة “تايتانيك” التي غرقت قبل أكثر من قرن.
ويظهر في الصورتين ما يبدو أنّه حطام وبقايا مقتنيات شخصيّة في قاع البحر. وقال ناشروهما إنّهما تُظهران حطام الغواصة “تيتان” على بعد 400 متر من موقع غرق السفينة “تايتنك” على عمق أربعة آلاف متر.
وحصدت الصورتان مئات المشاركات وآلاف التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة حول العالم.
وقالت “خدمة تقصّي صحّة الأخبار” في وكالة فرانس برس، أن هذه المنشورات بدأت بالظهور عقب الإعلان، الخميس، عن وفاة الركّاب الخمسة للغواصة “تيتان” التي فقدت على مقربة من حطام “تايتنك”.
حُطام الغوّاصة
وقالت شركة “أوشنغيت” المشغّلة للغواصة في بيان إنّها تعتقد أنّ ركّاب الغواصة الخمسة قضوا نحبهم.
وفي اليوم نفسه، أعلن خفر السواحل الأميركيون أن حُطام الغوّاصة الذي عثر عليه على مقربة من المكان بفضل روبوت، يشير إلى وقوع “انفجار داخليّ كارثيّ”.
في هذا السياق، ظهرت الصورتان المتداولتان على مواقع التواصل، وقيل إنّهما لحطام الغواصة المنكوبة. ليتبين أنه لا شأن لصورتي الحطام هاتين بما جرى مع الغواصة تيتان.
ولفتت الخدمة المتخصصة بتصحيح المعلومات وتصويب الأخبار المضللة أن السلطات الأمريكية، لم تنشر أي صورة لحطام الغواصة أو عن فرق الإنقاذ في الأيام التالية على الحادث.
وقال مصدر في خفر السواحل لوكالة “فرانس برس”، الجمعة في 23 حزيران/يونيو الجاري، إن السلطات “لم ننشر أي صور أو مقاطع مصوّرة للحطام”.
ودعا المصدر لعدم الوثوق بأي صورة لا تصدر في بيان رسميّ أو لا تُنشر على الصفحات الرسميّة على مواقع التواصل.
حقيقة صور حطام الغواصة تيتان
وأشار المصدر إلى أنه عدا عن صورة الغواصة السليمة المرفقة في بعض المنشورات، والتي سبق نشرها في مواقع عدّة بالتزامن مع الأخبار عن رحلة الغواصة “تيتان”، أظهر التفتيش عن الصورة الأولى قيد التدقيق، والتي يظهر فيها ما يبدو أنّها بقايا حذاء، أنها منشورة على مواقع إخباريّة ووكالات أنباء قبل سنوات، ما ينفي أن تكون لحطام الغواصة التي فقدت الأسبوع الماضي.
وِبحسب المواقع والمؤسسات الإعلاميّة الناشرة فإن الصورة ملتقطة عام 2004، وقد وزّعتها آنذاك هيئات أميركية معنيّة بعلوم أعماق البحار، وهي مصوّرة في موقع حطام سفينة “تايتنك”.
أما الصورة الثانية، فهي منشورة أيضاً منذ سنوات، ما ينفي كذلك أن تكون حديثة. وقد التقطت أيضاً وعلى غرار الصورة الأولى في سياق مهمة استشكاف آليّة لمحيط موقع حطام سفينة تايتنك التي غرقت في العقد الثاني من القرن العشرين.
حطام تيتان في قاع البحر
وعُثر على جزئين من الحطام: الأول مخروط ذيل تيتان، والآخر إطار هبوطها، ما يشير إلى أن الجزئين انفصلا بعد انفجار الغواصة، حيث انتشر الحطام في الماء قبل أن يستقر في قاع البحر.
ونقلت شبكة “بي بي سي” البريطانية عن الأدميرال جون موغر، قوله إن ما وجدوه يرجح حدوث “انفجار داخلي كارثي”.
ووفق المصدر يشير شكل الحطام إلى حدوث تسرب في مرحلة ما خلال رحلة تيتان. في ذلك الوقت، كانت المركبة تغوص في أعماق سحيقة في البحر، لدرجة أن كمية المياه فوقها كانت تعادل وزن برج إيفل.
أي بما يقدر بعشرات آلاف من الأطنان. والهيكل هو ما يضمن سلامة من بداخل الغواصة، لكن إن كان هناك صدع في ذلك الهيكل، فإن الضغط الخارجي سيؤثر على الغواصة ويحطم جسمها المكون من ألياف الكربون.
