اخبار المغرب

ندوة للزاوية البصيرية تناقش قضايا المرأة

تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، انطلقت، الاثنين، أعمال الندوة العلمية الدولية التي تنظمها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام تحت شعار “التشريع الرباني وقضايا المرأة في ضوء التحديات المعاصرة”، والتي تخلد للذكرى الثالثة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير الشهيرة بمدينة العيون، على مدى يومي 2425 يوليوز الجاري، بقاعة مقر الزاوية البصيرية ببني عياط، وبقاعة الاجتماعات لعمالة إقليم أزيلال.

ويشارك في أعمال هذه الندوة، التي تخلد ذكرى انتفاضة المجاهد المغربي سيدي محمد بصير، زعيم انتفاضة العيون يوم 17 يونيه 1970م ضد الاستعمار الإسباني وهي نفسها ذكرى اختفائه القسري، عدد من العلماء والأساتذة والأكاديميين من السنغال وتونس ومصر وجزر القمر وباكستان وبريطانيا وسوريا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وبلجيكا وجنوب إفريقيا والنيجر وفلسطين والعراق وتركيا والمغرب.

مولاي إسماعيل بصير، رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، أبرز، في كلمة تقديمية ترحيبية بالمناسبة، أن “هذه الذكرى تأتي اليوم وقد اعترفت، بفضل الله وبفضل السياسة الحكيمة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، العديد من كبريات الدول من شمال العالم وجنوبه وشرقه وغربه بمغربية الصحراء، هذه الدول العظيمة التي لم تلبس الحق بالباطل ولم تكتم الحق وهي تعلم”.

وعبّر شيخ الزاوية البصيرية عن أسفه”كون الدولة الإسبانية لم تعترف إلى حد الساعة بمسؤوليتها عن الاختفاء القسري بالرغم من أن آل بصير يطابونها بالحل الودي وبدون تبعات، وعن كون شرذمة البوليساريو ما زالت تستغل اسم المناضل محمد بصير أبشع استغلال دون وجه حق لمدة خمسين عاما، لأن إعلان دويلتهم المزعومة كان بعد اختفائه بثلاث سنوات”.

وبخصوص الملتقى الفكري التي تنظمه مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، تحت شعار “التشريع الرباني وقضايا المرأة في ضوء التحديات المعاصرة”، أبرز إسماعيل بصير أنه “موضوع راهني نافع، يهم الفرد والمجتمع والوطن والأمة جمعاء، ويثير إشكاليات عديدة باعتبار المرأة أساس الأسرة ولبنتها الأولى، وأقوى وأهم حصن يقي المجتمع”.

وقال رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام: “تأكد عندنا المضي قُدما في هذا الموضوع، لمّا وجدنا مولانا صاحب الجلالة خص المرأة المغربية بالحيز الكبير من خطاب العرش للعام الماضي، وأمر جلالته بضرورة النهوض بوضعية المرأة والأسرة، وشدّد على مشاركتها الكاملة في كل المجالات، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإعطائها المكانة التي تستحقها، وكامل حقوقها القانونية والشرعية. وأيضا لمّا أكد جلالته على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضيات مدونة الأسرة، وتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبانت عنها التجربة، ومراجعة بعض البنود التي تم الانحراف بها عن أهدافها في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية، وخصوصيات المجتمع المغربي، مع اعتماد الاعتدال والاجتهاد المنفتح، والتشاور والحوار.

وزاد من أهمية التّذاكر حول هذا الموضوع، تابع مولاي اسماعيل، ’’اللغط‘‘ الذي كثر في هذه الأيام من قبل فئة قليلة في المجتمع، تتضمن بعض الكتاب والباحثين من الحقوقيين والمؤثرين المغرضين وغيرهم، الذين يسعون بكل ما أوتوا لإلزام الفئة العظمى من المجتمع بوجهة نظرهم في مسائل بعينها لتقنينها في المدونة الجديدة، باسم الانتصار للمرأة والدفاع عنها بانتقاد أحكام التشريع الرباني، والترويج بأنه بخس حقوق المرأة ولم ينصفها فيما قرر لها من حقوق وألزمها به من واجبات”.

ومما جاء ضمن رده في هذا الصدد قوله: “إن المملكة المغربية بلد مسلم، وأن دين الإسلام هو دين الدولة الرسمي بحكم الدستور، وأن مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله قال في خطاباته المؤطرة لتعديل مدونة الأسرة سنة 2004م وسنة 2022م: “بصفتي أميرا للمؤمنين لا أحل حراما ولا أحرم حلالا”، وفي هذه الجملة المختصرة ما فيها من حمولة مرجعية، فبدل أن يقوم هؤلاء باتهام التشريع الرباني بالتعسف والظلم في حق المرأة، كان عليهم اتهام أنفسهم بالجهل وسوء الإدراك”.

ودعا الشيخ ذاته أهل العلم ومن في حكمهم إلى “تناول قضايا المرأة بالإيضاح والبيان والمناقشة المنطقية المبنية على الإقناع بالأدلة والبراهين، حتى تزول كل الإشكالات التي يطرحها الموضوع، مختتما مداخلته بالتنويه بالعناية الشاملة والموصولة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بكل القضايا المتعلقة بالمرأة، إيمانا من جلالته بأن العناية بالمرأة جزء لا يتجزأ من التنمية الشاملة لبناء مجتمع ديمقراطي حديث”.

وشارك في هذه الندوة العديد من العلماء والباحثين من المغرب وخارجه وبحضور والي جهة بني ملال خنيفرة وعامل إقليم أزيلال ونائب رئيس مجلس الجهة وضيوف الأقاليم الصحراوية الجنوبية ورؤساء وأعضاء المجالس العلمية والعلماء وشيوخ الطرق الصوفية وعدد من الدكاترة والأكاديميين من داخل المغرب وخارجه البرلمانيون والمنتخبون، فضلا عن مقدمي ومريدي فروع الطريقة البصيرية وأعضاء مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام بإقليمي أزيلال والعيون.

جدير بالذكر أن هذه الندوة، التي ستتواصل على مدى يومين، تميزت بتكريم الطلاب الناجحين في الباكالوريا بمدرسة الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق وعرض ربورتاج بالمناسبة.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *