اخبار السودان

الحرب أولها كلام .. والنار من مستصغر الشرر..!

▪︎طالعنا حديث اللواء أمن معاش: بدر الدين حسن عبدالحكم .. المسؤول السابق لأمن ولاية كسلا الآمنة المطمئنة المضيفة لأهلها في الخرطوم ومدني جرّاء الحرب اللّعينة التي اندلعت في الخرطوم أولًا وانتقلت إلى مدني وحواضر وقرى الجزيرة لاحقًا .. فقضت على الأخضر واليابس ، ولا زالت تحرق ما تبقى إن كان ثمة شئ تبقى ، سوى المواطن الذي لم يُعد يقوى على الوقوف على قدميه ولا يملك من المال ما يجعله يبحث عن الأمان داخل ولايات السودان الأخرى أو حتى خارج البلاد!.

▪︎في مثل هكذا ظروف قاسية واستثنائية تخرج علينا الإذاعة السودانية بدون مهنية إعلامية من كوادرها (مذيعة ومخرج) حتى لا نعمّم مستضيفة اللواء سابق الذكر في حديث داخل في صميم مهنته (الأمن) ، فيطلق لسانه وعقله الباطن متحدّثًا بعيدًا عن المهنية! ، مطالبًا بسحب الجنسية من مكوّن أصيل من مكوّنات شرق السودان وإن زعم أنه ليس كذلك يمنع من تجنيده في القوات المسلحة!.

▪︎أولًا .. كان يجب على اللواء الأمني أن يستشعر الظرف الذي تمر به البلاد فهي “ما ناقصة فتنة إضافية ، ولا زعزعة استقرار ، ولا فتح جبهة أخرى. والاستقطاب السياسي الحاد على أشده”.
نعم .. كان يجب عليه ذلك وهو الرجل المنوط به الوضع الأمني في البلاد عامة ، والشرق خاصة.
فيحسب حساب لكل كلمة تخرج من لسانه ، يزنها بميزان الذهب.
ولكن للأسف أن يقوم بتوزيع صكوك المواطنة كيف شاء لمن شاء ، ويصف هذا المكوّن أو ذاك بالمواطن وغيره باللّاجئ ، فهذا ليس من حقّه. لأن معيار المواطنة مختل أصلًا في بلد متداخل مع جيرانه، والقبائل حدودية وهذا شئ طبيعي أن تتحدّث قبائل الحدود لغة واحدة ، ولهجة واحدة. فهذا لا ينتقص من هُويّة أيٍّ من مواطني هذه الدولة أو تلك.
بل الحق أن يحمل مواطنو “التماس” جنسية كلا البلدين الجارين لسهولة تنقلهم ، وحفظ كرامتهم ، وصلة أرحامهم.
ولكن للأسف يحكمنا قانون أجنبي مجرم قام على معاهدة مجرمة فصّلها “سايكس وبيكو”، حتى تقطّع أوصال الإخوة والأشقاء ، فآمن بها وصدّقها العالم وهو يدفع ثمن بؤسها وشقائها!.

▪︎على الساسة المخلصين إن وجدوا ، والعلماء الصادقين ، والنشطاء في منظمات المجتمع المدني ، والكتّاب والباحثين ، والإعلاميين .. أن يستهجنوا هذا الصنيع ، وتلك اللغة السمجة البغيضة التي تثير الفتن الهوجاء .. ويتصدوا لها بكل قوة ويتم دحضها وقتلها في مهدها. ومطالبة اللواء بالاعتذار الرسمي ومحاسبته، فلا أحد فوق المحاسبة .. ومثلما فعلت الإذاعة السودانية متمثلة في مديرها (الأستاذ إبراهيم البزعي) ببعثه موفدها مدير الإدارة السياسية بالإذاعة إلى الناظر “دقلل” ناظر عموم قبائل البني عامر والحباب لتقديم اعتذارًا رسميًا عن الإذاعة السودانية لما بدر من موظفيها غير المسؤولين في تعاطيهم مع الضيف. والذي كان بالإمكان أفضل مما كان. بأن يقاطعوا الضيف ، أو يقطعوا الحوار إذا أصر على مواصلة الحديث.

▪︎أخيرًا .. ما أعلمه ويعلمه الشعب السوداني عن قبلية البني عامر والحباب في شرقنا الحبيب كل الخير .. فهم أهل ديانة وتمسك بالقرآن وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، مساجدهم تضج بالتلاوة والدروس والدورات العلمية .. فنشأوا على الدين والتدين، ومكارم الأخلاق.

والبني عامر “راكزون”  ليس بهم خفّة عقل حتى يتماهوا مع تصريح غير مسؤول .. يعتبرون صاحبه جاهلًا ذا نزعة عنصرية ولن تنتهي هذه النزعات من الأمة السودانية إلا بكمال الوعي الديني والأخلاقي والقيمي.
فلكم العتبي أهلنا البني عامر والحباب .. ولكم المعذرة عن كل ما لحق بكم من أذى نفسي.
(والعارف عزو مستريح).

مناهض للظلم والجهوية والعنصرية.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *