اخبار الكويت

خالد العتيبي الإرهاب الصهيوني أسرف في جرائمه بحق الأبرياء والعزل حمدان العازمي الكويت من أولى الدول المساهمة بمساعدة قضية فلسطين

القاهرة هناء السيد

أكد النائب وعضو البرلمان العربي خالد العتيبي إن الصراع الممتد لعقود مع العدو الصهيوني، يتجلى هذه المرة في أبشع صوره، بعد أن رأينا كيف أسرف الإرهاب الصهيوني في جرائمه بحق الأبرياء العزل، فقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم كل مقومات الحياة

جاء ذلك في كلمته أمام جلسة البرلمان العربي الخاصة حول نصرة فلسطين وغزة بقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس.

وقال العتيبي ما يلي:

لا أخفيكم، ما يتنازعني من مشاعر متضاربة، تتلاطم كالأمواج، على وقع حرب الإبادة الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ قرابة 90 يوما، فتارة يتخطفني الألم من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها هذا الشعب الذي يتعرض لأبشع عدوان من كيان صهيوني غاشم، لا تردعه مواثيق دولية، ولا يأبه بمجتمع دولي، ولا يعرف أخلاق حرب فضلا عن أخلاق سلم، وتارة تطغى مشاعر الفخر بملحمة الصمود التي يسطرها الشعب المقاوم رغم كل ما يتعرض له من مآس وتآمر وخذلان.

تارة، يتفجر الغضب من الانحياز الأعمى الذي تمارسه دول غربية طالما تغنت بشعارات حقوق الإنسان، فأطلقت العنان لآلة البطش الصهيونية المجرمة، بدعم سياسي وعسكري واقتصادي غير مسبوق، ثم تسكن النفس، عندما نشاهد كم هي مهزومة تلك القوة الغاشمة المدعومة دوليا أمام إرادة المقاومة، وكم هي عاجزة عن فرض معادلات قانون الغاب على المستمسكين بحق الدفاع عن الأرض والتاريخ والمقدسات.

وتارة، يعجزني خفوت الصوت العربي، وضعف تأثيره في إحداث تحولات في مسارات الأزمة لصالح قضية الأمتين العربية والإسلامية الأم، قضية فلسطين، وأخرى يحدوني الأمل في صحوة الشعوب العربية التي لم تترك وسيلة تضامن، ولا أداة تعبير، ولا سبيل نصرة إلا وسلكته.. في ظل موقف عربي هو أقرب إلى المتفرج.. أو المكتفي بالتنديد المكرر والاستنكار الممل، دون اتخاذ خطوات عملية على أرض الواقع.

الإخوة والأخوات الحضور..

لقد أظهرت حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على قطاع غزة، كم هو غائب ضمير العالم، وكم هو هش، ذلك النظام الدولي الذي عجز عن كبح عربدة هذا الكيان الصهيوني.

إن الصراع الممتد لعقود مع هذا العدو، يتجلى هذه المرة في أبشع صوره، بعد أن رأينا كيف أسرف الإرهاب الصهيوني في جرائمه بحق الأبرياء العزل، فقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدم كل مقومات الحياة، وكيف يسوق سرديته المبنية على التزييف والتضليل وقلب الحقائق، وكيف يتلقف هذه السردية المضللة إعلام مرتزق مأجور بتوجيه منظم وممنهج.

إن الصراع صراع وجود وماض وحاضر ومستقبل، صراع بين عدو يريد محو الحق الفلسطيني، ويسعى إلى سلب إرادته، وقتل ذاكرته وتدمير الأرض، وسرقة التاريخ، وطمس الهوية. ورغم كل ذلك، إلا أن المحتل يغرق الآن في كابوس جرائمه، ويسقط في وحل غروره وبطشه، وبات محاصرا بثبات الفلسطيني على أرضه ورباطة جأشه، ومأزوم.. يسير بخطى متسارعة نحو الهاوية، ولم يعد قادرا على إخراج النهاية وفق أهوائه وخيالاته المبنية على اغتصاب الحقوق، مهما بلغت قدرته على ممارسة الدمار والخراب.

إننا الآن لسنا بحاجة إلى عبارات تعاطف رغم أهميتها، ولا كلمات استنكار وشجب، رغم ضرورتها، ولا كلمات إدانة، رغم أحقيتها، بل نحن بحاجة إلى إعادة صياغة للدور العربي عامة ودورنا كبرلمانيين خاصة، وإحياء لأوثق عرى التضامن، وأسمى قيم التكافل، في سبيلنا لتشكيل جبهة صلبة ومؤثرة في محطات الصراع التي أراها توشك أن تبلغ نهايتها بنصرة الحق الفلسطيني.

علينا استلهام العبر من التاريخ، وألا نستسلم لدعوات الضعف، فمنذ العام 1948 وموازين القوى الدولية في صالح هذا الكيان المشوه، لكنه حتى اللحظة ضعيف هزيل ساقط في مأزقه الوجودي، وخائف من لعنة العقد الثامن، فلا نستهين بأي تحرك يصب في دعم القضية ونصرة المستضعفين، ولا نستصغر أي فعل داعم ودافع للقضية، وعلينا التركيز على حشد الجهد الجمعي لفضح ممارسات الاحتلال، واستثمار تصاعد التعاطف من شعوب العالم في خلق مواقف برلمانية دولية داعمة للحق الفلسطيني، ومنحازة لعدالة قضيته.

إن واجبنا اليوم ليس واجبا لحظيا يفرضه تعاطف عابر، أو انفعال وقتي، بل هو واجب مستدام لتحصين الهوية الفلسطينية وهدم أباطيل روايات الكيان، وإفشال حصاره على الكلمة والرأي، وهدم جدرانه العازلة التي يسعى إلى فرضها على صوت أصحاب الأرض حتى لا يصل صداه إلى عموم العالم. لقد جردت أسلحة المقاومة الفلسطينية على محدوديتها هذا العدو من لباس «القوة التي لا تقهر» وجرد صبر الشعب الفلسطيني وثباته المحتل من قدرته على الرهان على عامل الوقت، وعلينا أن نستمر في تجريد هذا الكيان من أسلحته في كل محفل، وكل تجمع وكل ساحة يكون لنا فيها كلمة ورأي وفعل وصوت.

وإن كانت من رسالة شكر هنا يجب أن توجه، فأوجهها إلى طوفان الأقصى الذي أيقظنا من غفلتنا وزلزل الوعي العالمي بقضيته، وحطم أساطير الصهيونية بضربته، وأظهر وقاحة وعدم إنسانية الاحتلال الغاشم على حقيقته.

في الختام، أود أن أؤكد على موقف دولتي الكويت المشرف على كافة المستويات، قيادة وحكومة وشعبا، ذلك الموقف الذي لا يتزعزع بجانب القضية الفلسطينية ورفضنا التام للتطبيع بكل أشكاله وصوره، ونحرص على غرس هذا في نفوس أطفالنا، وبمشيئة الله سينتصر الحق ولو بعد حين على عدو الله وعدوكم.

من جهته، أكد النائب حمدان العازمي ان الكويت من أولى الدول العربية والإسلامية التي ساهمت وساعدت القضية الفلسطينية من خلال تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية لقطاع غزة، موضحا ان هذا واجب على الكويت وعلى جميع الدول.

وأوضح ان جميع الدول ونواب البرلمان العربي وخاصة الأشقاء في فلسطين عبروا عن إشادتهم بموقف الكويت في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدا ان الكويت لن تتوانى في نصرة إخواننا في فلسطين. وأشار العازمي إلى ان مجلس الأمة الكويتي حرص على تخصيص جلسة لمناقشة القضية الفلسطينية وأيضا يسعى دائما على مناقشة أي أمور تحدث في أي دولة عربية والكويت دائما سباقة في هذه الأمور. ولفت إلى انه في ظل دعم الدول الغربية وفرق التسليح الإسرائيلي إلا ان ما يحدث في غزة من صمود يدعو للفخر، موجها التحية للشعب الفلسطيني الباسل الصامد وأن النصر قريب بإذن الله.

وأشاد العازمي بدور الشعوب العربية في مقاطعة المنتجات الغربية التي تساعد وتدعم الاحتلال.

من جانبه، أكد النائب د.محمد الحويلة ان الكويت منذ استقلالها خطت طريقا ثابتا وواضحا تجاه القضية الفلسطينية بمواقفها ودعمها المتواصل لدولة فلسطين وشعبها في كل المحافل الدولية وعلى جميع المستويات قيادة وحكومة وشعبا في علاقة تاريخية أصيلة بين البلدين الشقيقين.

وشدد على أن الكويت وشعبها يرفضون جميع أنواع التطبيع والعزة والنصر لغزة عاشت فلسطين حرة أبية.

وقال الحويلة ان القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم العربي والإسلامي هي القضية المركزية الأولى.

وأشار في هذا الإطار الى ما عانت منه فلسطين وشعبها من حرب إبادة جماعية يقوم بها كيان غاصب محتل بأبشع الصور والطرق لجميع حقوق الشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق الحياة في بيئة كريمة آمنة مستقرة منتهكا بذل جميع المواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بهذا الشأن.

ولفت الحويلة الى ما ترتكبه قوات الكيان الصهيوني من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لايزال يعاني في ظل صمت مريب للمجتمع الدولي بمنظماته ودوله الذين ينادون باحترام حقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية المتعلقة بها والتي أصبحت في الآونة الأخيرة حكرا على دول ومجتمعات دون غيرهم. وقال الحويلة: حينما يخرج طفل فلسطيني يتحدث عن ضرورة وقف القصف وإطلاق النار ويدعو إلى هدنة لمسح جراحه وآلامه بدلا من الحديث عن اللعب والسعادة والفرح فهذه هي المعادلة الأليمة التي يعيشها عالمنا.

وأدان استمرار استخدام الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا لحق (الفيتو) لنقض أي قرار لوقف الحرب في غزة.

وأضاف الحويلة: «لا بد علينا كبرلمانيين ان نقف وقفة جادة صادقة تجاه قضيتنا الإسلامية العادلة بكل قوانا ووسائلنا وأن نكون أول الداعمين لصمود الشعب الفلسطيني».

وأكد أهمية عقد مثل هذه الاجتماعات لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي يقوم بها الكيان الصهيوني وللتعرف على آخر ما يجرى من مستجدات على الساحة الفلسطينية والدفاع عن فلسطين وشعبها المسلوبة حقوقه لتحقيق الهدف الأسمى بإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وتحريرها من براثن الظلم والعدوان.

وأعرب الحويلة عن شكره إلى رئيس البرلمان العربي لعقد جلسة خاصة بالقضية الفلسطينية والذي يدل على تفاعل البرلمان العربي وبشكل إيجابي لما تشهده الأراضي الفلسطينية من تطورات خطيرة ومتسارعة.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *