اخبار

جندي أمريكي سابق: ما يحدث في فلسطين الآن ليس حربا بل تطهير عرقي

تبذل قصارى جهدها لانتهاك القانون الدولي”، بهذه العبارات وصف آلان شيبارو، أحد الجنود السابقين الذين خدموا في القوات الخاصة الأمريكية، ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزّة من جرائم حرب واضحة المعالم، متجاهلة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان.

وتحدث شيبارو لمراسل الأناضول، بعد أن ألقى خطابًا الشهر الماضي، حول الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في مجلس بلدية ولاية تكساس الأمريكية، حظي بانتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حول الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي فبراير/ شباط الماضي، ألقى آلان شيبارو (47 عامًا)، كلمة مناهضة للحرب في مجلس بلدية ولاية تكساس الأمريكية، حظيت بانتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي كلمته التي ألقاها خلال اجتماع عام في مجلس المدينة، انتقد شيبارو المقيم في مدينة ماكيني، شمال دالاس، الدعم الأمريكي لحرب الإبادة الجماعية التي تجريها إسرائيل في قطاع غزة.

وقال شبارو في كلمته: أنا أعرف ما هي الحرب. ما يحدث في فلسطين الآن ليس حربا، بل تطهير عرقي وتجريد من الإنسانية وإبادة جماعية للاستيلاء على أراضي الشعب الفلسطيني. والأسوأ من ذلك أن هذا يحدث من خزينة دافعي الضرائب في الولايات المتحدة.

وأضاف شيبارو لمراسل الأناضول: أعتقد أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها من أجل انتهاك القانون الدولي من خلال ارتكاب انتهاكات في قطاع غزّة ترقى إلى مستوى جرائم حرب واضحة المعالم.

شيبارو الذي خدم لمدة 15 عامًا في القوات الخاصة الأمريكية، أشار إلى الحادث الذي استشهد فيه 118 شخصًا إثر إطلاق إسرائيل النار على مدنيين جنوب مدينة غزة في نهاية شهر فبراير الماضي.

وقال” كم هو أمر محبط أن يسعى المرء للفت انتباه المجتمع الدولي إلى مثل هذه الجريمة المروعة في ظل انتشار التقارير المتحيزة التي تنصر الجلاد على الضحية.

ومن أعنف حوادث الاستهداف في إطار الحرب الإسرائيلية على غزة المتواصلة منذ ستة أشهر، كانت في 29 فبراير الماضي، عندما أطلقت قوات إسرائيلية النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في شارع الرشيد (مجزرة الطحين)، ما خلَّف 118 شهيدا و760 جريحا، بحسب وزارة الصحة في القطاع.

موقف متحيز لوسائل الإعلام الأمريكية بشأن القضية الفلسطينية

شيبارو الذي أسس بعد تقاعده مؤسسة وقفية تعنى بخدمة متقاعدي الجيش وقدامى المحاربين، أشار خلال حديثه إلى للأناضول إلى تبني وسائل الإعلام في بلاده نهجًا متحيزًا وسطحيًا بشأن القضية الفلسطينية.

ولفت شيبارو إلى أن احتكار بعض وسائل الإعلام الرئيسية للعمل الإعلامي في الولايات المتحدة يصعب وصول حقيقة الأخبار الميدانية للمشاهد الأمريكي.

وذكر شيبارو أن وسائل الإعلام المذكورة تعرض ما يحدث في قطاع غزّة على أنه يندرج في إطار رد إسرائيل على الهجمات التي تعرضت لها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأكد شيبارو أن الصيغة التي تعرض من خلالها وسائل الإعلام الأمريكية تطورات الأحداث في قطاع غزة “عملٌ غير مبرر”.

وأضاف: لذلك عندما نتابع هذا المستوى من التقارير المتحيزة والسطحية، نكتشف وجود خطأ كبير في هذا الوضع برمته والطريقة التي يتم من خلالها تقديم الأخبار.

واللغة المستخدمة في الأخبار حاليًا لغة “مخادعة”، تقوم على التقليل من تأثير الحرب المستمرة في غزة، على حد تعبير شيبارو.

جعجعات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع

وانتقد شيبارو الدعوات الموجهة من قبل الولايات المتحدة إلى إسرائيل لحماية المدنيين في غزة خلال العمليات العسكرية. وقال: بصراحة، يبدو الأمر وكأنه مزحة. مثل هذه الدعوات لا تعدو عن كونها جعجعات إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع، فضلًا عن عدم وجود أي وزن لما تقوله الولايات المتحدة.

وتساءل شيبارو عن ماهية العقوبات التي ستفرضها الولايات المتحدة في حال عدم التزام إسرائيل؟. بالطبع لا شيء. وهذا يعني أن تصريحات حكومة بايدن (الرئيس الأمريكي) المطالبة بوقف إطلاق النار المؤقت ليست جادّة ولا تؤخذ على محمل الجد من قبل تل أبيب.

وحول الخطة التي أعلنتها الولايات المتحدة لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة لتقديم المساعدات الإنسانية، تابع شيبارو قائلًا: هل من المنطق بشيء قيام الجانب الأمريكي ببناء ميناء على البحر في ظل عدم انصياع الجانب الإسرائيلي للنداءات الدولية المطالبة بفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

وفي خطاب “حالة الاتحاد” في 8 مارس/ آذار الجاري، أعلن بايدن، أنه أصدر تعليماته للجيش بإنشاء ميناء مؤقت قرب ساحل غزة، مبينًا أن المزيد من المساعدات الإنسانية ستدخل إلى غزة بحرًا عبر الميناء دون أن تطأ أقدام الجنود الأمريكيين أرض القطاع.

وأعلن الجيش الأمريكي الأربعاء الماضي توجّه عدد من سفنه إلى غزة لإنشاء ميناء “مؤقت” يسمح بتسلم مساعدات إنسانية للقطاع الذي تحاصره إسرائيل.

لقد كان ضربًا من الإيثار

وحول قيام عضو القوات الجوية الأمريكية، آرون بوشنل، في 25 فبراير الماضي، بإحراق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، قائلًا “لن أكون طرفا في هذه الإبادة الجماعية”، وصف شيبارو ذلك بالاحتجاج المأساوي، والفظيع.

وتابع عن ذلك: أن يفهم شخص ما حقيقة ما يجري، وأن لا يرد أن يكون متواطئًا في هذا العمل، وأن يضحي بحياته دون أن يعرف أو يحمل أي ارتباط بأي شخص في فلسطين، فإن ذلك ضرب من الإيثار.

ولفت شيبارو إلى أن الناس في الولايات المتحدة بدأوا يدركون حقيقة ما يجري عقب هذه المأساة، لكن بصراحة ما كان ينبغي أن يصل الأمر إلى هذا الحد، في ظل تجاهل الشارع والحكومة لما يحدث في غزة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”، للمرة الأولى منذ تأسيسها.

الأناضول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *