اخبار المغرب

"صراع حزبي" يفرز تنظيما سياسيا جديدا

مشروع حزب سياسي يساري جديد انبثق من رحم حزب جبهة القوى الديمقراطية، إذ يستعد مناضلون سابقون غادروا حزب “الزيتونة” نتيجة صراع مع قيادته للإعلان عن تأسيس حزب سياسي جديد باسم “البديل الديمقراطي الاجتماعي”.

عبد الحكيم قرمان، المنسق الوطني للجنة التحضيرية لتأسيس حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، قال إن “مبادرة تأسيس حزب يساري مجدد للفكر السياسي التقدمي ببلادنا، تأتي كجواب عن حاجة مجتمعية للتغيير ولتطوير منظومة العمل الحزبي عبر إشراك جيليْ الشباب والمخضرمين من أبناء اليسار المغربي الحاملين لمشروع مجتمعي متقدم لمجتمع مغربي يعيش مخاضات التحول والانتقالات المتعددة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والبيئية”.

ويقول المشرفون على تأسيس الحزب اليساري الجديد، إنه مشروع يقدم البديل على ثلاثة مستويات مركزية، هي “نموذج تدبيري وتنظيمي مبتكر لحزب اليسار في البيئة الرقمية”، و”عرض سياسي قائم على ترصيد مكتسبات اليسار الاجتماعي الديمقراطي وفقا للنماذج الناجحة في المجتمعات المشابهة أنظمتها السياسية لبلدنا المغرب العظيم”.

والمستوى الثالث يتعلق بتقديم “مفهوم متفرد للقيادة الجماعية وتكريس مبادئ الديمقراطية التداولية بين مكونات الحزب البديل، بما هو نموذج جديد لهيئة سياسية قائمة على المؤسسية وعبقرية الاختلاف والإبداعية الفكرية والنضالية فقا للأدوار الدستورية المكفولة للأحزاب السياسية”.

ويطمح مؤسسو الحزب، وهم مناضلون سابقون في هيئات حزبية، لا سيما حزب جبهة القوى الديمقراطية وحزب التقدم والاشتراكية، إلى “أن يُماهي أرقى التجارب الحزبية لليسار الديمقراطي الاجتماعي”، باعتبار أنه “مشروع انبثق كخلاصة لعقود من النضال السياسي ضمن صفوف اليسار المغربي فكرا وممارسة”.

وبالرغم من أن مبادرة تأسيس حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي تمخضت عن الصراع الذي نشب بين مؤسسيه وقيادة حزب جبهة القوى الديمقراطية، ومغادرتهم للأخير، إلا أن قرمان اعتبر، في تصريح لهسبريس، أن مشروع تأسيس الحزب المذكور “ليس انشقاقا بالمعنى الكلاسيكي المتداول للكلمة”.

وأوضح أنه “تعبير عن حالة وعي جديد بضرورة انبثاق نموذج متطور لمفهوم الحزب السياسي للعهد الرقمي، وإسهام واعٍ لنخب سياسية مخضرمة وشبابية راكمت عبر مساراتها المختلفة ضمن أحزاب وبنيات نضالية حقوقية ومدنية وسياسية مختلفة تجارب قيمة، وحافظت طيلة تواجدها وحضورها على بوصلة الارتباط بهموم وقضايا الوطن والمواطنين في كل المتغيرات والتحولات التي طرأت على الواقع السياسي والحزبي ببلادنا خلال ثلاثة عقود ونيف الأخيرة”.

وأضاف: “لا نعتبر حزب البديل بمثابة حدث كباقي الأحداث العادية والمألوفة في المشهد السياسي الوطني عموما، والحقل الحزبي على وجه التحديد، وسنترك الإجابة الحاسمة في هذا الأمر للتاريخ في الأمد المنظور ليثبت لمن يهمهم الأمر أن البديل الاجتماعي الديمقراطي حدث نوعي في شكله ومضمونه في اللحظة والأفق”.

وفي الوقت الذي خفت فيه وهج اليسار المغربي بشكل كبير، وضمر حضوره في المشهد السياسي العام، قال قرمان: “نقول في حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي إن اليسار بكل أحزابه ومكوناته، ونحن جزء أصيل منه ونطمح لكي يسترجع عافيته ويجدد طاقاته، ونضم صوتنا لكل الديناميات المجتمعية والإرادات الحسنة المعبر لنا عنها من عديد الفعاليات اليسارية المناضلة، (نقول) بأننا مدعوون جميعا للانشقاق عن كل الأوضاع المتأزمة والاختلالات التنظيمية والتدبيرية والهدر الجسيم للطاقات والكفاءات، برؤى ومشاريع واجتهادات نظرية معتبرة بغاية إصلاح الأعطاب الداخلية المتعددة كي يساهم الجميع في تجديد وتطوير وترقية أوضاع اليسار المغربي كي يسترجع مكانته وأدواره”.

واستطرد قائلا: “نتصور في البديل الاجتماعي الديمقراطي أن بناء الدولة الاجتماعية بمضامينها المتقدمة التي أعلنها ويقودها ملك البلاد، يستدعي استنهاض اليسار لأوضاعه التنظيمية والتدبيرية الكفيلة بلم شتاته وترقية مكانته وحضوره المؤثر برؤية مستقبلية واستشرافية”.

“صراع حزبي” يفرز تنظيما سياسيا جديدا .

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *