اخبار المغرب

التسامح والتعايش يجمعان الديانات السماوية في حفل إفطار رمضاني بالرباط

“إفطار رمضاني” بنكهة التعايش والسلام والتسامح بين الأديان والثقافات احتضنته العاصمة الرباط، أمس الأحد، والتأم فيه شمْلُ شخصيات دينية تمثل الأديان السماوية الثلاثة، بمشاركة المستشار الملكي أندري أزولاي، إضافة إلى حضور شخصيات سياسية وأخرى دبلوماسية.

وجبة الإفطار المنظمة في إطار فعاليات الحدث السنوي “LEADERS FTOUR TALK”، من تنظيم جمعية “Moroccan millennium leaders” بشراكة وتعاون مع تمثيلية المؤسسة الألمانية “كونراد أديناورالمغرب”، تخللتْها أنغام من “أوركسترا موسيقى الطرب الأندلسي المغربي” شنّفت أسماع الحاضرين.

3 أديان حول مائدة واحدة

في مشهد يجسد تعايش الأديان وإيمانها بمُثُل وقيم السلام والتسامح والتقدير المتبادل، جمعت مائدة إفطار واحدة بين الحاخام راف ليفي بانون، و”الأب ستيفان” عن الكنيسة الكاثوليكية بالمغرب، جنباً إلى جنب مع الإمام والمقرئ المغربي مروان رسين. بينما بَدا السرور والانشراح جليّاً على مُحيّا المستشار الملكي، الذي دعا في كلمة، بالمناسبة، إلى “تجسيد قيم وشعور تَمْغربيت الجامعة لمشارب وروافد الشخصية المغربية الحضارية”.

وأكد أزولاي، في حديثه أمام جمع غفير، أهمية ما اعتبرها “السلطة الروحية لجلالة الملك” في ضمان صمام أمان التعايش والكرامة المشتركَيْن، قبل أن يحذر مما وصفها بـ”عودة التطرف والتعصب الديني واللاّتسامُح من خلال مؤشرات تواترت في الآونة الأخيرة”.

كلمة المستشار الملكي تضمنت دعوة صريحة إلى “السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بناء على السيادة المتقاسَمة والكرامة المشتركة”، مشددا على أن “المغرب اتخذ الموقف الصحيح الأكثر شرعية والأكثر صدقاً والتزاماً بعدالة قضية السلام بين الجانبين”. وأجمل قوله بحاجة كل طرف إلى الآخر من أجل الاستمرار: “إسرائيل في حاجة إلى فلسطين وفلسطين في حاجة إلى إسرائيل”.

التنوع يحرك الحداثة

في سياق متصل، اعتبر أزولاي، في تصريح لجريدة هسبريس على هامش النشاط الرمضاني ذاته، أن “ما جرى هذا المساء خلال حفل الإفطار هو تجسيد وتمَثُّلٌ واضح لما يشكله المغرب اليوم حين يتحدث عن مجتمعه الذي جعل التنوع محرّكاً للتحديث والعصرنة”، لافتا إلى “تميّز النموذج والصوت المغربي الداعي إلى التعايش الديني المشترك في عالمٍ تتوالد فيه كل أنواع التطرف والغلُوّ”.

وأكد مستشار الملك محمد السادس، في حديثه مع ، أن “المغرب يفرض اليوم مساره الحداثي، مع قدرته على القول للآخرين إن الاختلافات بدورها غِنًى، وأن تشابكها وخصائص كل من مكوناته يمكن أن تشكل بالنسبة لنا نحن المغاربة عنصراً لقوة اتحادّنا”، مضيفا أن “المغرب من وجهة النظر هذه جلَبَ إليه كل الإنصات والاحترام والتقدير”.

أرض التعايش

من جهته، قال مروان الحجاجي الإدريسي، رئيس جمعية “Moroccan Millennium Leaders” (الجمعية المغربية لقادة الألفية) إن تنظيم هذه “الأمسية التي تضم إفطار التعايش، نريد عبرها إعطاء رسالة بأن المغرب أرض التعايش والسلام”، معللاً دواعي الحدث وسياقه في تصريح لهسبريس: “اختيارُنا شهر رمضان نابع من كونه شهراً كريماً، وباعتباره شهر القيم الإنسانية وشهر قيم التعايش المشترك”.

“نريد كشباب الأخذ بزمام الأمور فيما يخص الحوار بين الأديان، لأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان دائماً رائداً في الحوار بين الأديان وقيم التعايش”، يسجل الفاعل الشبابي الذي تابع في نبرة فخر واضحة: “فخورون بحضور ومشاركة ممثلِينَ معنا عن الديانتين المسيحية واليهودية، والذين سيُبرهنون بالطريقة ذاتها وبصوت واحد أن المغرب يجسد هذه القيم، كما سيُنادون بصوت مشترك ملؤه السلام والتسامح”.

شعوب وقبائل تتعارف

الإمام المغربي مروان رَسين دعا الحضور في كلمة له من على المنصة إلى تجسيد روح ومنطوق الآية القرآنية الشهيرة: “وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا، إنّ أكرَمَكم عند الله أتْقاكم”، مؤكدا أن “الإسلام دين المحبة والتعايش مع الديانات والشرائع السماوية بمبادئه السّمْحة”.

واعتبر رسين أن “أبَ البشرية جمعاء يوحّدنا، فيما الله من خلال آيات بيّناتٍ كثيرة يخاطبنا كما لو كنّا ضمن أمة واحدة”، خالصاً إلى التذكير بأبرز مقومات المنهج المغربي الداعي إلى التسامح ونبذ التعصب والفُرقة والخلاف”.

بدوره، قدّم “الأب ستيفان”، في كلمة مقتضبة أمام الحضور، شهادة في حق المملكة المغربية خلال مقامِه بها طيلة 10 سنوات، مستدلاً بأنه “لمْ يرَ مِن أهل المغرب إلا قيم التعايش والترحاب والتسامح والاحترام المتبادل والتقدير المشترك”، قبل أن يختم بالدعوة إلى التركيز على “الإنساني المشترَك وما تحقق من تقدّم وتفاهم وتقارُب من خلال الحوار بين الأديان”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *