اخبار المغرب

« رجل المحروقات » يخلف الباكوري الذي تبدد ميراثه تحت شمس « مازين » اليوم 24

طُويت صفحة مصطفى الباكوري في الوكالة المغربية للتنمية المستدامة (مازين)، بعد سلسلة من النكسات الشخصية، تطورت إلى إغلاق الحدود في وجهه عام 2021 على خلفية إخفاق داخلي في إدارة هذه الوكالة ذات الطابع الاستراتيجي للدولة الطامحة إلى تنويع مصادر طاقتها.

بدلا عنه، وقع الاختيار على رجل المحروقات في شركة « طوطال »، طارق مفضل، الذي عينه  الملك محمد السادس، السبت، رئيسا مديرا عاما لهذه الوكالة. لم يكن هذا التعيين متوقعا لمسؤول قادم من قطاع ينهض في الغالب على أن يكون على خلاف حاد مع الطاقات المتجددة.

مفضل، وفق نبذة نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، حاصل على شهادة ماستر في العلوم من مدرسة المعادن بباريس ودبلوم مهندس من المدرسة المحمدية للمهندسين. وكان يشغل إلى غاية تعيينه، منصب مدير حلول التنقل بـ « توتال إنيرجي فرنسا ».

كما تولى العديد من المناصب، منها المدير العام لـ « توتال إنيرجي تنزانيا » (20192022)، ومدير مشروع الاندماج والاستحواذ والاستراتيجية بـ « توتال إنيرجي فرنسا » (20132015)، ومدير التوريد في « توتال إنيرجي إفريقيا » (20112013)، ومدير الاستراتيجية وتطوير الأعمال في « إير توتال إنترناشيونال » (20072011).

بحصوله على هذه الوظيفة يخلف لمفضل مسؤولا مثيرا للجدل تقلبت به المناصب، بين الإدارة والسياسة، وكادت أن تعصف بمستقبله الشخصي كذلك. نتذكر كيف أقيل عام 2009، من منصبه مديرا عاما لصندوق الإيداع والتدبير، وقد ظل في هذا المنصب منذ عام 2001. بعدها تولى بشكل باهت، رئاسة جهة الدار البيضاء سطات، باسم حزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان أمينا عاما له في الفترة ما بين 2012 و2015، وقد كان في ذلك الوقت محط انتقادات كثيرة من خصومه السياسيين البارزين الذين كانوا يعتبرونه مجرد واجهة للقائد الفعلي لذلك الحزب، إلياس العماري.

في غضون ذلك، لم ينضم الباكوري إلى صفوف العاطلين بمجرد إقالته بواسطة SMS، كما ذُكر في تلك الأوقات الغريبة من عام 2009، فقد عين مديرا لوكالة « مازين ».

ستبدأ رحلة الباكوري في التدهور عندما نال تقريعا ملكيا في اجتماع عقد في 22 أكتوبر  2020، حيث كال إليه الملك محمد السادس، كما من الانتقادات بسبب التعثر الحاصل في تنفيذ عدد من المشاريع، والمواقع الاستراتيجية للوكالة.

بلاغ للديوان الملكي نبه في ذلك اليوم، إلى بعض التأخير الذي تعرفه استراتيجية الطاقات المتجددة في المغرب، وشدد على « ضرورة العمل على استكمال هذا الورش في الآجال المحددة، وفق أفضل الظروف، وذلك من خلال التحلي بالصرامة المطلوبة ».

الباكوري، ومباشرة بعد انتقادات الملك لأدائه على رأس وكالة « مازين »، توقف عن الذهاب إلى مكتبه في مقرها لفترة، قبل أن يعود إليه بمجرد ملاحظة غيابه علنا. تكلفت مجلة « جون أفريك » التي تصدر في باريس، بتحديث وضعية هذا المسؤول البارز استنادا إلى تسريبات قوية.

بين هذه التسريبات خضوع الباكوري، في أبريل 2022، لاستجواب من لدن المكتب الوطني لمكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية، التابع إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدارالبيضاء، في سياق التحقيق بشأن اختلالات محتملة في الوكالة ذاتها.

لم يجر بعدها كشف خلاصات التحقيق، أو طبيعة الأخطاء، أو الاختلالات، التي من المحتمل أن الباكوري سقط فيها، وجرت عليه غضب الملك، واستدعت إغلاق الحدود في وجهه، ومنعه من السفر، في 29 مارس 2022، وهو في رحلة إلى الإمارات العربية المتحدة.

هذه الوضعية الغامضة بالنسبة إلى الباكوري يفسرها غيابه عن اجتماع ترأسه الملك محمد السادس، يوم 22 نونبر 2022، حول تطوير الطاقات المتجددة. بالقصر الملكي بالرباط، في الوقت الذي سبق أن حضر اجتماعات مماثلة في عامي 2018 و2020 حيث تعرض للتوبيخ.

عاد الباكوري إلى منصبه، وراح يتصرف بشكل عادي، لكن، من الواضح أن وضعه لم يعد عاديا. في الواقع، فقد كان طارق حمان المعين في 21 مارس 2022 نائبا للرئيس التنفيذي في هذه الوكالة، هو الرجل الذي يدير كل شيء.

حصل مفضل على هذه الوظيفة إذن، وقد كانت في متناول زميله السابق في مجموعة « توتال »، طارق حمان.

كيف ذلك؟ كان حمان الذي شغل منصب المدير التنفيذي المسؤول عن التنمية من 2017 إلى 2022، بنفس الوكالة، المرشح البارز لخلافة الباكوري على رأس وكالة « مازين ».

في سنة 2022، تقلد حمان منصب نائب الرئيس المكلف بأنشطة تطوير الهيدروجين في (TOTAL Eren) والمدير العام لفروع شمال إفريقيا التابعة للمجموعة نفسها. وبين سنتي 2017 و2022، شغل منصب المدير المسؤول عن التنمية بالوكالة المغربية للطاقة المستدامة، بعد توليه بين عامي 2009 و2017 منصب مدير المشاريع وبرنامج الإنتاج في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.

ومن 2007 إلى 2009، شغل حمان منصب رئيس قسم توربينات الغاز بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.

بالطبع، لم يجر التخلي عن حمان، أو يُترك في منصبه نائبا للرئيس التنفيذي في هذه الوكالة. فخبرته القديمة في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ستوفر له وظيفة مهمة أيضا في سلسلة التعيينات التي أشر عليها الملك السبت. مديرا لهذا المكتب، يكون حمان قد وُضع أيضا في « مكانه المناسب ».

 

 

 

المصدر: اليوم 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *