اخبار السودان

حكومة الشفشفة!! السودانية , اخبار السودان

صباح محمد الحسن

أطياف

صباح محمد الحسن

حكومة الشفشفة!!

بالأمس تحدثنا عن دراسة الخارج للموقع الجغرافي للتنفيذ الصحيح لخطة العمل الإنساني على الأرض بعد وقف النار والتي ربما تضع مدينة نيالا خياراً مناسباً لتكون مدخلاً للدعم اللوجستي واستقبال المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور، وربما يكون دخول قوات حفظ السلام عبر مطار نيالا، المدينة التي تُعد من أكبر المدن الاقتصادية التي تتميز دون غيرها من المدن بخطوط مفتوحة مع السوق العالمية

هذا الخيار المطروح جعل شهية الدعم السريع تكون مفتوحة لتنفيذ عدد من العمليات الهجومية تزامناً مع بداية التفاوض أسفرت عن سيطرته على المدينة بالكامل الأمر الذي يجعل الدعم السريع أقرب لعملية الإشراف على دخول المعونات الإنسانية من الجيش

وطرح نيالا كأرضٍ بديلة ومناسبة لعملية (الإنزال) إن كان للمساعدات أو القوات هو السبب المباشر الذي جعل رئيس المجلس الانقلابي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يتحسس حكومته (المشلعة) ويعيد ترتيبها، لذلك أصدر قراراً قضى بتكليف عدد من الوزراء لأنه يعتقد أن هذه القرار يُضفي صبغة الشرعية عليها وتستطيع أن تكون الجهة الوحيدة التي تملك حق المسؤولية الكاملة في استلام وتوزيع المساعدات الإنسانية سيما أن الوساطة الأمريكية قالت من قبل إنها لا تعترف بالحكومة السودانية و(الحق معها) فهي لا تعرف فيها إلا وزيري الخارجية والمالية، فعلي الصادق مهمته إصدار البيانات الكيزانية، وجبريل مهمته استقبال المساعدات الإنسانية وقتها كان البرهان في البدروم مسلوب القرار ومعلوم أن المساعدات الإنسانية (لهطتها) الحكومة الكيزانية الأمر الذي جعل الدول والمنظمات تقرر وقف إدخالها لعدم ثقتها في الحكومة فالبرهان يريد أن يقول إن لديه حكومة شرعية كاملة صدر تكليفها بأمره وتوقيعه وحديث ضعيف الذي يتحدث عن أن البرهان أعلن الحكومة استجابة لرغبة الفلول لأن البرهان لو أراد تشكيل حكومة مستقبلية لهم لأعلن عنها قبل الذهاب إلى التفاوض وليس بعده

لذلك لا أرى سبباً لإصدار هذا القرار سوى أنه يريد أن يأتي بحكومة (شفشفة)، (مصطلح شاع بعد الحرب يحصل فيه الفرد على ما يريد بطرق غير مشروعة يبرره بفقه الحاجة والضرورة)، فالبرهان يريد أن (يكّرِم) الفلول بقرار أخير حتى تخرج من المعركة بقليل من التعويض لخسارتها سيما أنها نفدت عندها القوة والقدرة مالياً ومعنوياً فجميعهم الآن تجاوزوا أحلامهم السياسية وتقلصت الطموحات عندهم للحد الأدنى وهو الظفر بالسيطرة على الملف الإنساني

ولأن المهمة التي تقع على طرفي الصراع الآن هي تمهيد الطريق وتعبيده لتنفيذ خطة العمل الإنساني بعد إعلان وقف الحرب، لذلك عقد الفريق شمس الدين الكباشي بالأمس اجتماعاً مع اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمات ناقش عدداً من القضايا أبرزها الأوضاع الإنسانية وتوفير الدعم الإنساني وتقديم الخدمات والاحتياجات الضرورية للمواطنين، بجانب تقييم أداء وترتيب عمل اللجان التي تم تكوينها مؤخراً في هذا الصدد بالمقابل يشرع الدعم السريع في تهيئة المناخ بالمدينة والعمل على عودة الحياة الطبيعية وتأمين المطار والدعوة لعودة النازحين

والغريب أن كل هذه التحركات تقرأها الفلول بعين كسيحة وتعتقد أنها تصب في مصلحة هزيمة التفاوض، ولكن يفوت عليهم أن لعبة الحرب الآن تقول إن هذه آخر محاولاتهم البائسة لأنهم يعلمون أن ليس لهم في القادم نصيب.

طيف أخير:

#لا_للحرب

مصر الآن تقف خارج الأسوار تراقب الأبواب المغلقة لذلك إن زارها البرهان سراً أو علناً أو لم يزرها فالنتيجة واحدة دعونا نقف غداً على الدور المصري ما بعد التفاوض، إن لم يطرأ طارئ.

الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *