اخبار السودان

كثرة الكذب برفع الجُبارة السودانية , اخبار السودان

صلاح جلال

 

الرأي اليوم

 

أيام الإنقاذ الأولى في زمن التشنج والهياج وأمريكا روسيا دنا عذابها والعصابات الحمراء على الرأس التي بدأت بالحور العين في الجنة وانتهت بفصل الجنوب، تم رفع شعار نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع فى بلد هجر الفتريتة Sorghum المنتج المحلي وبدأ شراء القمح وأصبح يستورد الأكفان للموتى من الصين حتى صار كفن الدبلان صناعة نسيج الحصاحيصا أمنية مستحيلة التحقق، رفع الشارع الشعبي شعار مقابل للاستهزاء يقول “نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونضحك مما نسمع”.

بالأمس الخميس تم تحرير مدنى بولاية الجزيرة على الواتس أب والفيس بوك ومنصة X واليوم الجمعة تم تحرير أمدرمان والتحام جيش كرري مع جيش المهندسين.

وهو ذات الجيش يلتحم للمرة الثانية الأسبوع الماضي أيضاً التحم جيش كرري مع جيش المهندسين، واستشهد النقيب قائد المتحرك على بوابة السلاح الطبي برصاصة قناص بعد انتهاء عملية الالتحام وترحمنا عليه وأثنينا على شجاعته وتم تحرير إذاعة أمدرمان الصامتة منذ ما يزيد على العشرة أشهر لم نسمع لها ركزا، وأمس الجمعة في نصر مبين وجديد يلتحم ذات الجيشين كرري والمهندسين في عملية ثانية غير السابقة وتعلن الاحتفالات على الواتس والفيس ومنصة X.

قديما قالوا إذا كنت كذوب عليك أن تكون ذو ذاكره قوية (أرحمونا يرحمكم الله) نحن لسنا طرف فى هذه الحرب ونعلم أنها سِجال بين القوات المسلحة والدعم السريع ولن يحدث فيها نصر لأي طرف، لذلك سميناها (الحرب العبثية) وذبح خروف سمايتها الفريق عبدالفتاح البرهان والدها ذات نفسه أطلق عليها هذا الاسم وكان اسمها الثاني Nickname (حرب الكرامة) الاسم الذى أطلقته عليها أمها وأطلق عليها الشارع العام (حرب الإهانة) تعبير عن النزوح واللجوء وسفك الدماء وتدمير البنيات الأساسية.

لقد كان جوبلز وزير الإعلام النازي يتحدث عن تقدم الجيش الألماني على كل الجبهات في اللحظة التي أسكت فيها جيش الحلفاء مدافع جبال تافرونا الاستراتيجية وكان الانزال في نورماندي يضع نهاية للحرب والقوات على أبواب برلين وهتلر يتهيأ للانتحار.

بالمناسبة لقد زرت الغرفة التي انتحر داخلها هتلر وعشيقته في متحف الهلوكوست فهي غرفة متواضعة مع سعة تاريخها.

وذات الشيء فعله مذيع صوت العرب أحمد سعيد وهو يصرخ بإنتصار الجيش العربي في كل الجبهات قبل يوم من إعلان هزيمة ١٩٦٧م ضد عبدالناصر، ويعرف الآن في التاريخ باسم مذيع النكسة، وفعلها أيضاً وزير الإعلام العراقي أحمد سعيد الصحاف وهو يتحدث عن هزيمة العلوج على أسوار بغداد في الوقت الذي كان فيه الجيش الأمريكي يضرب على باب مخبئه لالقاء القبض عليه. الانتصارات المزعومة تقتضي ظهور القائد العام للقوات المسلحة أمام الشعب ليعلنها كبُشارة على قرب انتصاره في حرب الكرامة والإهانة العبثية على القارئي الكريم اختيار الاسم الذى يناسبه على حسب موقعه من الحرب الراهنة وأن لا يترك هذا النصر الكبير لصغار اللايفانية والإعلاميات المغمورات والصحافة الصفراء لتصيب الشعب بدوار الحرب على وزن دوار البحر “البطمم البطن لحد الاستفراغ”.

ختامة

علمنا التاريخ أن الطلقة الأولى للحروب تقع على رأس المصداقية وتدشين مرحلة الكذب والدعاية (البروبقندا) وبداية مرحلة التفاهة والانحطاط الأخلاقي يتباهى فيه المقاتلون بجز الرؤوس حتى يفقد الشعب الثقة في كل شيء وينصرف عن الاهتمام بدعاية الحرب ويختط وسائله الخاصة للحصول على المعلومات من الأبواب الخلفية في سوق الدعاية وتنتشر الإشاعة وتهبط الروح المعنوية ويتعبد الطريق لأم الهزائم التاريخية، الشعب ليست عدواً للقوات المسلحة حتى تعمل على خِداعه والكذب عليه فهي تخدم عنده ويدفع من حر فقره قيمة سلاحها ومرتباتها وأقل ما ينتظره منها الشفافية والمصداقية فى إدارة شؤونه العسكرية الموكلة لديها.

 

 

 

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *