اخبار الكويت

50 ألف خلية نحل في الكويت تنتج خلال الموسم نحو 150 ألف كيلو عسل

عبدالله الراكان

كما أن لعسل النحل العديد من الفوائد الصحية والعلاجية، فهو أيضا عالم حافل بالكثير من الأسرار والتفاصيل الخاصة لا يعرفها إلا المتخصصون والعالمون به، ورغم قلة إنتاجه في الكويت، إلا أن عسل النحل الكويتي يعد ضمن الأشهر عالميا، وخاصة «السدر»، حيث استطاعت بعض أنواعه الحصول على المراكز الأولى عالميا في أقدم وأعرق المسابقات الخاصة به. «الأنباء» ورغبة منها في تسليط الضوء على هذا العالم العجيب، التقت النحال وطبيب الأسنان د.عيسى العيسى الذي أكد انه يوجد نحو من 30 إلى 50 ألف خلية نحل في الكويت خلال الموسم الواحد تنتج نحو 150 ألف كيلو عسل سدر كويتي، لافتا إلى انه يفضل إنتاج العسل ذي الجودة العالية، حيث ينصب تركيزه على الجودة قبل الكمية الكبيرة، أي «من الخلية إلى المائدة مباشرة» من دون أي إضافات أو غش.

وحول التكلفة السنوية لاستيراد عسل النحل في الكويت، أكد أن التكلفة عالية جدا، مشيرا إلى أن النحال الكويتي يفقد نحو 90% من النحل كل موسم، ما يتطلب إعادة تجديد الخلايا خلال شهر سبتمبر من كل عام مع تحسن الأحوال الجوية، ما يستهلك الكثير من التكاليف، وبالتالي التأثير على الأرباح، مبينا أن متوسط إنتاج الخلية الواحدة من 2 إلى 3 كيلوغرامات عسل، حيث كانت في السابق تتراوح بين 10 و15 كيلوغراما، وذلك لقلة الاهتمام بالحدائق سواء المنزلية أو العامة ولزيادة أعداد المناحل والناحلين في الكويت، فأصبحت لدينا قلة في مصادر الرحيق وزيادة في الاستهلاك.

وعن أهم أنواع العسل في الكويت، قال د.العيسى لـ «الأنباء»: لدينا نوعان من العسل هما عسل السدر الكويتي وعسل زهور الربيع، وهناك أيضا عسل المزارع في الوفرة والعبدلي، وهي أنواع مختلطة يتغذى خلالها النحل على أنواع النباتات المختلفة المزروعة حول المناحل، حيث يختلف طعم العسل من مزرعة إلى أخرى، مؤكدا أن «السدر» هو العسل الأشهر في الكويت.

وأشار د.العيسى إلى وجود موسمين لقطف العسل، الأول خلال نوفمبر الخاص بعسل السدر، وهو الأفضل، والثاني في يونيو وهو الذي ينتج عسل زهور الربيع.

وعن أنواع سلالات النحل التي تصلح للأجواء المناخية في الكويت، ذكر أن هناك 20 ألف نوع نحل موجودة حول العالم، منها 4 فقط يتم التعامل معها بشكل كبير لإنتاج العسل، ونسعى دائما إلى توفير واستيراد النحل الذي يتأقلم مع البيئة والأجواء الصحراوية الكويتية، ويتم جلب أجود الأنواع التي تتميز بارتفاع تكلفتها وجودة عسلها ومنها «كارنيولي» وهو نوع «هجين» نستورده من مصر، وذلك لقرب المسافة بين البلدين ولكونه نحل «جامع العسل» ويتحمل الظروف المناخية القاسية.

وتحدث د.العيسى عن جهود استحداث سلالات نحل كويتية، ولدينا نحل يعيش في الكويت، ولكنه ليس جمّاعا للعسل يسمى «النحل القزم»، وهو من النوع الصعب السيطرة عليه والتعامل معه في الإنتاج، إضافة إلى ان جودة العسل الذي ينتجه رديئة نوعا ما وتتميز بسيولتها. وهناك عدة مواقع يعيش فيها النحل خلال فصل الصيف في الكويت وتتميز بوجود كميات كبيرة من حبوب اللقاح، ونحاول توفير الظل والمياه والأجواء الباردة للنحل في المناحل الخاصة بنا مع توفير حبوب اللقاح والتي يصعب على النحل العيش من دونها، حيث تحتاج إليها الملكة لوضع البيض.

وعن أكبر التحديات التي تواجه النحالة في الكويت ومطالبهم من الجهات المعنية، اعتبر العيسى أن التحدي الأول والأكبر هو المناخ الصعب وقلة الغطاء الأخضر، وهناك العديد من الجهات تستطيع المساهمة في زيادة الرقعة الخضراء في البلاد مثل الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ووزارة التربية ووزارة الأوقاف، وذلك في المدارس ومحيط المساجد والطرق وغيرها من المواقع، ونشكر جهودهم الحالية في هذا الجانب ونأمل منهم المزيد، مؤكدا أن العسل الكويتي مميز بشهادة نحالين في مختلف دول العالم، فكما وهبنا الله النفط أعطانا أيضا «أرضا تنتج عسلا لا مثيل له»، مطالبا بتبني هذا المطلب لأن النحل ثروة مستقبلية للأجيال القادمة، وهذا يتحقق بالتركيز على التخضير وخاصة الأشجار «العاسلة»، فمثلا بدلا من استخدام المظلات أمام المنازل يمكن استخدام الأشجار، فالغطاء الأخضر يواجه حدة التلوث البيئي، وقد يكون مصدر دخل كبير للكويت.

كما تطرق د.العيسى إلى أسباب دخوله لعالم عسل النحل وتفكيره في خوض غمار هذا المجال وحصوله على جوائز عالمية فيه، فقال: أنا طبيب أسنان وأعشق تخصصي، ومن أهم أسباب عشقي للنحل هو إصابة أحد أفراد أسرتي بمرض نادر جدا، وهو شبيه بالحساسية والتي قد تتحول إلى سرطان، وذهبنا إلى كل مستشفيات العالم وانتهت بنا الحال إلى مستشفى تابع لجامعة هارفارد، حيث أخبرنا الطبيب بأن المرض ليس له علاج، ويجب التقليل من المأكولات التي تسبب الحساسية للمريض مع إعطائه أعشابا معينة مع عسل نحل محلي نقي، وعندها تذكرت الآيات الواردة في القرآن الكريم حول عسل النحل وفوائده الكبيرة، حيث قال الله تعالى في سورة النحل: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس)، وهنا جاءت فكرة كيفية التأكد من أن العسل الذي أتناوله «أصلي» وفكرت في الإشراف بنفسي على إنتاج عسل مميز، ولله الحمد وبعد شهرين من تناول العسل سيطرنا على المرض بشكل شبه تام، ومن حينها تأكدت أن «السائل الذهبي» المذكور في القرآن الكريم لا بد أن يصل إلى جميع الناس وأن يعلم الكل فوائده، ومن هنا بدأ مشوارنا في عالم الأعسال.

4 طرق لتمييز العسل الجيد

وعن مواصفات عسل النحل الجيد وكيفية تمييزه عن المغشوش، ذكر د.العيسى انه لا توجد طريقة لذلك إلا فحص المختبر، وهناك 4 طرق تمكنك من الحصول على عسل «أصلي» وهي: وجود الفقاعة، فإذا تحركت الفقاعة بسرعة كانت جودة العسل أقل، وألا يكون العسل شفافا، ومن الأفضل أن تكون به بعض الشوائب وهي حبوب لقاح عالقة بالعسل، فإذا قمنا بتسخين وفلترة العسل نستطيع إزالة حبوب اللقاح ما يقلل الجودة، لافتا الى أن تبلور العسل أمر طبيعي جدا، وكل عسل طبيعي يتبلور، موجها النصح بأن يكون العسل مع الشمع، فاحتمال غشه هنا يكون أقل، حيث انه لم يسخن ومصدره نحل طبيعي.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *