اخبار المغرب

كيف حال جدار الجار؟

تخلق الجدران العالية جيرانا طيبين.

ممتاز. فكيف حال جدار الجار؟

يكاد يسقط علينا كما سقط جدار الأزواد المالي على جنوب الجرائر، وسقط الجدار السوداني على مصر، وسقط الجدار الأوكراني على بولونيا… دروس المقارنات لا تحصى لمن يَعتبر.

كيف حال جدار الجار؟

اقتصاديا على الصعيد الدولي، تم رفض ترشيح الجزائر لعضوية منظمة “بريكس” التي تحاول منافسة القوى الاقتصادية التقليدية ومنافسة منظمة التجارة العالمية التي تنظم وتسهل التجارة الدولية بين الأمم.

إعلاميا، الجزائر في أزمة، فلا هي مع الغرب ولا هي في “بريكس”. بلد جار بدون بوصلة هو مصدر خطر على من حوله. كيف تصف جريدة “الشروق” هذا؟ كتب محلل جزائري مترفع: “الغموض الاستراتيجي أفضل من بريكس”، لقد وجد بديلا أفضل هو العيش بدون استراتيجية معلنة، بدون بوصلة.

من جهته، كتبت محلل في “الشروق” أن “الجزائر ستكون حلم بريكس قريبًا”، بمعنى أن “بريكس” هي التي ستحلم بالجزائر، وهذه وجهة نظر صحيحة من محلل يقف على رأسه أجل بقراره الانضمام إلى “بريكس”.

إعلاميا في مواقع التواصل الاجتماعي، صارت أرقام تحلية الجرائر مليار متر مكعب من مياه البحر مثار سخرية دولية.

سياسيا، على الصعيد الدولي، لم يخسر سانشيز الانتخابات لكي تعيد الجزائر سفيرها إلى مدريد.

رياضيا، فشل الترشح لكأس أفريقيا 2025 بعد حملات إعلامية تؤكد الفوز بالتنظيم. احتفلت صفحة جريدة “الشروق” على “فيسبوك” بالخسارة بعرض الملاعب الجزائرية وبالتخلص من رائحة عَرق الأفارقة.

سياسيا على الصعيد الوطني، لا يعرف الرئيس تبون إن كان سيترشح لولاية ثانية. مراكز القوى تتصارع وعشرات الجنرالات في السجن والإعلام يلتقط صدى النزاعات. وقد نجا الجنرال محمد قايدي من السجن نظرا لكثرة مؤيديه. وهذا الجنرال الذي فرض عليه تقاعد مبكر هو أمل كبير للجزائر.

يشرح المعارضون الجزائريون في الخارج ما يجري في بلدهم متألمين، وهم مقسومون بين حب الوطن وكراهية النظام. يخاطبون مواطنيهم الجزائريين ليبرئوا أنفسهم من تهمة العسكر لهم بخدمة أجندات خارجية. وهم يؤكدونفي معركة المقارنات مع المغربأنهم منحازون لمصلحة بلدهم الجزائر.

اقتصاديا على الصعيد الوطني، رجال الأعمال غاضبون من التضييق الانتقامي على مشاريعهم.

اجتماعيا، هناك قلق مستمر بسبب العدس والحليب والدجاج… وما تنقله الكاميرات من طوابير يصعب تكذيبه. يمكن إصدار بلاغ تكذيب ضد بلاغ. لا يمكن إصدار بلاغ تكذيب ضد فيديو طوابير.

سياسيا في العلاقات العربية، الإمارات العربية المتحدة غاضبة من مناورات العسكر. وقد كشفت “الشروق” أن الملحق العسكري الإماراتي في الجزائر، وهو برتبة عقيد، قال لنظرائه الأوروبيين: “في حال نشوب حرب بين الجزائر والمغرب، فإن الإمارات ستقف بكل إمكاناتها مع المملكة العلوية”. بعد أشهر انضمت الإمارات العربية المتحدة لمنظمة “بريكس”.

كتبت الصحف أن الجزائر تعلن أن انقلابيي النيجر قد قبلوا “بالمبادرة الجزائرية لحل الأزمة”. بعد 22 ساعة، بدا أن الخبر الافتخاري غير صحيح.

تساءل المحلل الجزائري ناصر جابي في صفحات “القدس العربي” 1102023: “لماذا كثرت عثرات الجزائر الدولية هذه الأيام؟”.

هذه إشارات إنذار، وأسباب وجيهة للقلق على مستقبل شمال أفريقيا بينما يستعد المغرب لتنظيم مونديال 2030، وليس لدخول حرب. شكرا لسيادة العقيد على موقفه القوي.

بلد جار بدون بوصلة هو مصدر رعب وخطر. على الفرد أن يخاف من أن ينهار بيت جاره فيقع عليه جدار جاره. هذا حذر يجب أن يوجه السياسة المغربية في تعاملها مع الجارة الشرقية.

في ظل هذه التهديدات يبحث المغرب عن مصالحه، وليس من مصلحته عدم استقرار الجزائر، وهذه رسالة إلى المحرضين المغاربة والجزائيين الذين ينفخون في العداوة لكسب “اللايكات”:

“عزيزي المحرض المؤثر، توقف عن النفخ في الدخان. إذا انهار جدار الجار سيقع على رأسك وليس على ظلك.

عزيزي المحرض مغربي وجزائري، اترك الأخوة المغربية الجزائرية بسلام وابحث عن موضوع آخر تسترزق به”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *