اخبار الكويت

بالفيديو سوق المقاصيص تاريخ الماضي وعراقة الحاضر

  • رواد «المقاصيص» يتمنون الاهتمام بالسوق وتطويره كونه وجهة الباحثين عن الأشياء القديمة الأصلية وتميزه بالجودة وبالأسعار المناسبة

محمد الدشيش

سوق المقاصيص أحد الأسواق التراثية في الكويت والذي اشتهر منذ اكثر من 70 سنة، وقد سمي بهذا الاسم بسبب وجود عدد من الأشخاص يقومون ببيع بعض الأغراض المستعملة بسبب حاجتهم للمال أحيانا أو للمتاجرة بها واستبدالها بأخرى. والسوق يتميز ببيع بعض الأشياء التراثية والأغراض الثمينة منها الساعات والمسابيح والخواتم والعطور والبخور وبعض المقتنيات القديمة، ويرتاده مجموعة كبيرة من الكويتيين والخليجيين، وقد قدم عملاق الفن الخليجي الفنان عبدالحسين عبدالرضا مسلسلا يحمل اسم «سوق المقاصيص». وفي الوقت الحالي بدأ رواده والعاملون فيه بالشكوى من منعهم من مزاولة العمل فيه، وقد التقينا مجموعة من رواد السوق والعاملين فيه للاطلاع على شكاواهم وما يعانون منه.

والبداية كانت مع خيرالله المطيري الذي يعمل في السوق منذ سنوات طويلة، حيث قال لـ «الأنباء»: أولا نشكركم كوسيلة إعلامية وثانيا نطلب منكم إيصال صوتنا للجهات المعنية، وهذا العمل يعتبر مصدر رزقنا منذ سنوات طويلة ولا توجد دولة خليجية الا وفيها مثل هذا السوق التراثي.

وأضـاف الـمـطـيـري: جميع الدول الخليجية تهتم بالأسواق التراثية وتقدم لهم الدعم وبعض التسهيلات، وهذا السوق اشتهر منذ الخمسينيات، حاله من حال أسواق الكويت القديمة المعروفة، ونحن نبيع المقتنيات الغالية والأصلية وبأسعار رخيصة ونراعي الزبائن في الاسعار، ولدينا زبائن من الكويت ومن دول الخليج وبعض الدول العربية أيضا. وعند سؤال «الأنباء» عن الاشياء التي التي يتم تداولها وتباع في السوق، قال المطيري: نبيع الساعات الثمينة والمسابيح النادرة والخواتم وبعض الاشياء التراثية اللي ما راح تحصل عليها في المحلات، وانظر الى وضع السوق بالوقت الحالي لا يوجد الا عدد قليل من البائعين.

كما التقينا مع عبداللطيف الفيلكاوي الذي قال: اعرف هذا السوق منذ الستينيات واجد فيه تاريخ ورائحة الماضي وعراقة الحاضر، ويباع به كل شيء اصلي ونادر وقد تغير الزمان وتغير المكان والاسواق وبقى هذا السوق صامدا في مكانه ومحافظا على جودته ومع مرور الوقت في عملي لم اسمع ان احدا من زبائن السوق قد اشتكى من الغش وذلك لان اغلب العاملين في السوق من الكويتيين والجميع محافظ على سمعته بالسوق.

وأكد الفيلكاوي ان هذا السوق تعاقبت عليه أجيال ويوجد بعض البائعين منذ 50 سنة، والله يعطيهم طولة العمر والبعض من توفاهم الله تجد أحفادهم يعملون في السوق.

تخصيص أكشاك

 

والتقينا أيضا مع المواطنة أم بدر التركي، وقالت: كنت أتسوق في هذا السوق منذ ان كنت بنت وأصبحت أما والآن جدة ومازلت أتسوق في هذا السوق، وأسواق المباركية بشكل عام، وأوضحت انها تشتري بين فترة وأخرى بعض الاشياء التراثية من سوق المقاصيص، وان الاشياء اللي تشتريها لا تجدها في أي سوق آخر، وان وجدتها تكون أسعارها مضاعفة.

وأشارت أم بدر إلى أنها تحتفظ بجهاز راديو قديم، قائلة: اشترته والدتي سنة 1979 من هذا السوق ويوجد عندي بعض الاشياء اشتريتها منذ اكثر من 30 سنة، ولكن عندي بعض الملاحظات تخص الجهات الحكومية بأن يتم الاهتمام بهذا السوق وبالبائعين فيه كون اغلبهم كويتيين ومن كبار السن، .

وقالت أم بدر: نعتقد أن الاسواق التراثية لا تحتاج الى ترخيص، بل تحتاج الى دعم ومتابعة من الجهات الحكومية، مقترحة أن تقوم البلدية بتخصيص البائعين أكشاك صغيرة ودائمة للبائعين لمزاولة أعمالهم، وتكون مصممة بشكل مناسب لأجواء الكويت بالصيف أو بالشتاء، وذلك للمحافظة على تاريخ هذا السوق والمساعدة باستمراره لفوائده من الناحية التراثية من جهة وكونه مصدر دخل للعديد من أبناء الكويت الذين يجمعون بين الهواية والعمل في ما يبيعونه من أشياء مختلفة وقيمة.

مواقع متعددة

بدوره، تحدث جمال العلي وهو مقيم من مواليد الكويت، قائلا: عرفت هذا السوق منذ سنة 1975 منذ ان كنت طالبا في الجامعة، وجميع البائعين في هذا السوق من كبار السن وأنا اليوم واحد من اخوانهم وأنا أعشق شراء الاشياء التراثية وخصوصا المسابيح.

وقال العلي: انظر الى هذا السباح الذي معي وقيمته 150 دينارا، وهذا أرخص مسباح اشتريته من السوق مشيرا إلى ان هذا السوق مر على عدة مواقع اذ كان غرب الحديقة وعند «السياكل» سابقا والقيصرية القديمة، وكان هذا الشارع ترابيا قبل ان يتم تجديده ويطلق عليه الشارع الجديد، وعلى فكرة لا تحسب ان المشترين من هذا السوق من الطبقة الضعيفة بل هم من جميع الطبقات يأتون إلى هذا السوق لشراء ما يعجبهم من أشياء يعشقون اقتناءها من مسابيح وخواتم وأجهزة قديمة وبعض الأغراض التي لا يجدونها في أماكن أخرى، خصوصا أنها أصلية وغير مقلدة.

الجودة والسعر

والتقينا كذلك مع خالد الشحي، وهو زائر من سلطنة عمان الشقيقة، والذي قال لـ«الأنباء»: في كل زيارة لي للكويت احرص على زيارة الأسواق التراثية وخاصة سوق المقاصيص، حيث أجد في هذا السوق بعض الاشياء القديمة والتي لا أجدها في أي سوق تراثي آخر بالخليج، وأحرص على شراء المسابيح والخواتم والساعات والبخور من هذا السوق لتميز هذا السوق بالجودة ولرخص أسعاره مقارنة بالاسواق الأخرى، كما أنها أشياء أصلية وغير مقلدة.

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *