اخبار

بايدن: “إسرائيل” بدأت تفقد الدعم.. ووزيران يردان: لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية

اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء، أن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب “قصفها العشوائي” لقطاع غزة، ودعا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إلى تغيير حكومته لأنها “لا تريد حل الدولتين”.

وهذه التصريحات غير مسبوقة من جانب بايدن منذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي، في 7 أكتوبر، شن حرب مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 18 ألفا و412 شهيداً و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

وقال بايدن، في كلمة خلال فعالية لجمع تبرعات لحملته الانتخابية بواشنطن، إن “أمن إسرائيل يمكن أن يعتمد على الولايات المتحدة، ولكن حاليا لديها أكثر من الولايات المتحدة.. لديها الاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم تدعمها”.

غير أنه استدرك قائلا إن الإسرائيليين “بدأوا يفقدون هذا الدعم بسبب القصف العشوائي”.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، قدمت إدارة بايدن لتل أبيب أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن، واستخدمت حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف بايدن أنه “على رئيس الوزراء نتنياهو تغيير حكومته المتشددة.. هذه هي الحكومة الأكثر محافظة في تاريخ إسرائيل، وهي لا تريد حل الدولتين (فلسطينية إلى جانب إسرائيلية)”.

ومنذ نحو عام، يترأس نتنياهو حكومة ائتلافية توصف في الإعلام العبري بأنها “الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل”، لا سيما على صعيد السياسيات تجاه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وقال بايدن إنه عندما حذر نتنياهو من فقدان الدعم الدولي بسبب القصف، رد الأخير بأن الولايات المتحدة قصفت ألمانيا بالقنابل في الحرب العالمية الثانية (19391945)، وأسقطت القنبلة النووية على اليابان.

وأردف تم إنشاء مؤسسات عديدة بعد الحرب العالمية الثانية، للتأكد من عدم تكرار ذلك.. لا ترتكبوا نفس الأخطاء التي ارتكبناها في (أعقاب) 11 سبتمبر (أيلول 2001)”.
وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، التي استهدفت مبانٍ في مدينتي واشنطن ونيويورك بطائرات مدنية، غزت قوات تحالف دولي، بقيادة واشنطن، أفغانستان والعراق في عامي 2001 و2003 على الترتيب.

وكشف بايدن أن مستشار الأمن القومي جاك سوليفان سيزور إسرائيل هذا الأسبوع.

وفي أول تعليق رسمي رداً على تصريحات بايدن، قال وزيران إسرائيليان إن تل أبيب “لن تسمح أبدا بإقامة دولة فلسطينية”.

وقال وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي في منشور بحسابه على منصة “إكس”: “نحترم ونعتز برئيس الولايات المتحدة جو بايدن، الذي بذل قصارى جهده خلال أصعب فترة مرت بها دولة إسرائيل. هذه هي الصداقة الحقيقية”.

ومضى مستدركا: “لكننا نعيش هنا، وهذا هو بلدنا. والإرث التاريخي لأسلافنا. ولن تكون هناك دولة فلسطينية هنا. ولن نسمح أبداً بإقامة دولة أخرى بين نهر الأردن والبحر. لن نعود أبدًا إلى أوسلو”، في إشارة للاتفاق الموقع عام 1993 بين إسرائيل وفلسطين برعاية أمريكية.
وتابع كرعي: “على حد تعبير الرئيس بايدن فإن أمن الشعب اليهودي على المحك هنا. قطعا نعم. والدولة الفلسطينية ستعرضه للخطر”.

من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي بمجلس الوزراء المصغر (كابينت) جدعون ساعر، معلقا على تصريح بايدن بضرورة تغيير حكومة الطوارئ الإسرائيلية التي تشكلت بعد الحرب (دون أن يذكر اسم الرئيس الأمريكي صراحة): “كانت هذه الحكومة الوحيدة الممكنة”.
وأردف في تصريحات نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “الآن لا توجد قرارات جيدة – هناك قرارات ضرورية”، مضيفا أنه “من المهم الإبقاء على حكومة الطوارئ خلال الحرب”.
واعتبر “ساعر” أن حل الحكومة “سيشجع حماس وحزب الله وإيران”.

وأشار إلى اليوم التالي للحرب، بقوله: “لن نوافق على دولة رعب فلسطينية، لا في الضفة الغربية ولا في غزة؛ لن نوافق على التنازل عن المسؤولية الأمنية هناك، ولن نوافق على المساس بالاستيطان بالضفة الغربية”.

من جانبها، قالت تسيغا ميلاكو النائبة بالكنيست (البرلمان) عن حزب “الليكود” بقيادة نتنياهو إن “مسألة تشكيل الحكومة هي مسألة سياسية وداخلية”، وفق “يديعوت أحرونوت”.
في المقابل، ألقت ميراف ميخائيلي رئيسة حزب العمل اليساري، المناهض لحكم نتنياهو بالضوء على التناقض الأمريكي في التعامل مع الحرب بغزة.
وقالت في منشور بحسابها على “إكس”: “ينبغي أن يكون مفهوما أن الولايات المتحدة في عهد بايدن هي التي تزودنا بالقنابل التي نستخدمها لقصف غزة وحق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة هو الذي يسمح لنا بمواصلة القتال هناك”.

وأضافت: “بايدن نفسه يقول اليوم بوضوح ودون لبس إن إسرائيل يجب أن تعترف بدولة فلسطينية”.
والجمعة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار طالب بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في قطاع غزة.
وعلقت ميخائيلي على تصريح لنتنياهو في وقت سابق الثلاثاء قال فيه “أود أن أوضح موقفي: لن أسمح لإسرائيل أن تكرر خطأ أوسلو”.
وقالت في هذا الصدد: “يمكن لنتنياهو أن يستمر في الكذب والتحريض بشأن أوسلو، وهذا لا يخفي حقيقة أنه ليس لديه حل آخر لليوم التالي للحرب. إن أفعاله لا تؤدي إلا إلى تعريض أمن إسرائيل للخطر”.

وختمت ميخائيلي بالقول: “التسوية السياسية وحدها هي التي ستضمن أمن إسرائيل وسلامها، ولهذا السبب يجب أن ترحل هذه الحكومة على الفور”.

ومساء الإثنين، خلال حفل في البيت الأبيض بمناسبة “عيد الأنوار” اليهودي، شدّد بايدن على وجوب أن يتوخى الإسرائيليون “الحذر” لأن “الرأي العام العالمي يمكن أن يتغيّر في أي وقت”.

وتطرّق إلى العلاقات التي يسودها غالبا التوتر بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي.

ومساء الإثنين قال الرئيس الأمريكي إن نتنياهو يضع على مكتبه صورة لهما معا عندما كان سيناتورا شابا.

وقال بايدن إنه كتب على الصورة العبارة التالية “بيبي (لقب رئيس الوزراء الإسرائيلي)، انا أحبك كثيرا لكني لا أوافق على شيء مما تقوله”.

وأضاف أمام ممثلين عن المجتمع اليهودي تمت دعوتهم إلى البيت الأبيض “هذا الأمر لا يزال صحيحا في يومنا هذا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *