اخبار المغرب

“الشيف” فؤاد بوطيبي .. مغربي يتألق في مسابقات عالمية للصناعة الحلوانية

من مدينة النّاظور، رسم “شيف باتيسري” فؤاد بوطيبي مسارَه في عالم صناعة الحلويات الذي قاده إلى منافسة أشهر الطبّاخين في هذا المجال على مستوى العالم، ممثّلًا بلده المغرب في مسابقات دولية حصل خلالها على مراتب مشرّفة.

وُلد بوطيبي البالغ من العمر 45 سنةً بقبيلة آيت سعيد التّابعة حاليا للنّفوذ التّرابي لإقليم الدريوش، لكنّه عاش معظم حياته بمدينة النّاظور التي ترعرع فيها واشتغل في عدد من المهن في سبيل تأمين لقمة عيشه.

عشق الشاب المغربي، وهو في العشرين من عمره، فنّ صناعة الحلويات، لينخرط في ممارسة هذه الهواية عاملًا بسيطًا في عدد من المخابز بالنّاظور، لكن سرعان ما قاده شغفه وإتقانه لهذا العمل إلى أن يصبح مُؤطّرًا خبيرًا يُعتمد عليه في عدد من المخابز القديمة، التي افتتحت أبوابها حديثًا بالناظور وخارجه لتصميم أشكال الحلويات التي تلقى قبولا لدى الزّبائن.

ونقل بوطيبي تجربته في مجال صناعة الحلويات إلى بلدان خارج المغرب، حيث قام بتأطير عدد من الدّورات التّكوينية ببلدان فرنسا وبلجيكا والسعودية والكويت وقطر والبحرين… كما شارك في مسابقات وطنية ودولية في عدد من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية، حيث حصل على مراتب مشرّفة عن تصاميم الحلويات التي يعدّها مع إبداع وصفات خاصّة به.

إضافة إلى ذلك، شارك “الشيف” ذاته كعضو في الفيدرالية المغربية لفنون الطبخ في لجنة تحكيم إقصائيات كأس إفريقيا في مدينة الجديدة، ولجنة تحكيم نهائيات كأس إفريقيا في مدينتي الداخلة ومراكش؛ ويستعدّ حاليا للمشاركة في مسابقة دولية ستنظّم في دولة فرنسا بداية سنة 2024.

راكم بوطيبي أزيد من 25 سنة من التّجربة في مجال صناعة الحلويات، وهذا ما يجعله حاليا يفكّر في إقامة مشاريع في سبيل تطوير هذه التّجربة لتعانق آفاقا أكثر رحابةً على المستويين الوطني والدّولي.

يقول “الشيف” في حديث إلى هسبريس: “تراودني فكرة تأسيس سلسلة مخابز في عدد من المدن بالمغرب، تكون لها بصمتها الخاصّة المستلهمة من الثّقافة المغربية في صناعة وإعداد الحلويات، لكن هذا يحتاج إلى الكثير من التّمويل، لذلك لا أركّز كثيرًا على الأمر. لكن بالمقابل، ما أفكّر فيه أكثر هو تأسيس فرع الفيدرالية المغربية لفنون الطبخ، التي يترأسها كمال رحال السولامي، في دولة بلجيكا لتمثيل المغرب في هذا البلد الأوروبي”.

ويضيف فؤاد: “بلدنا المغرب غنيّ في ثقافته وتقاليده وأعرافه، ويمكن توظيف ذلك كلّه في كافّة المجالات، ومن بينها مجال صناعة الحلويات، لتكون لنا بصمتنا الخاصّة التي تميّزنا كشعب وبلد عن بقيّة شعوب وبلدان العالم؛ لذلك ففكرة تمثيل المغرب على المستوى الدّولي والتّعريف به وبحضارته العريقة انطلاقا من مجال صناعة الحلويات التي أصبحت تُخاض فيها منافسات ومسابقات دولية ستكون رائعة جدّا وتشكّل أحد أهمّ اهتماماتي في الوقت الحاضر”.

ورغم الجهود التي يقدّمها “الشيف” فؤاد بوطيبي في فنّ صناعة الحلويات إلّا أنه لم يلقَ دعما ولا تشجيعا من قِبل أيّ جهة، ليكتفي بالاعتماد على نفسه في كافة أنشطته التي تستلزم منه الكثير من المصاريف. يقول بوطيبي: “جميع ما قمت به إلى حد الآن كان من تمويلي الخاصّ. رسمت لنفسي هدفًا يجب أن أبلغه وكلي عزيمة وإصرار على تحقيق ما أحلم به، رغم الكثير من العراقيل التي تواجهني، وهذا أمر طبيعي”.

ويختم المتحدث إلى هسبريس: “صناعة الحلويات ليست مهنة فقط، بل هي عبارة عن فنّ كغيره من الفنون، لأنّ الأمر يتطلّب لمسات إبداعية وفكرةً وتصميما ورسالةً، وهذا الفنّ أصبحت تقام له محافل دولية ومسابقات ودورات تكوينية ومهرجانات أيضًا؛ ناهيك عن أنّه يُدرّس كشعبة في معاهد التكوين المهني في بلدان العالم، لكنه مازال مهمّشًا في بلدنا المغرب، أو لنقل بصريح العبارة مازال مجهولًا وغير مهتم به”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *