اخبار السودان

بعد ما علمتم وذقتم اوقفوا الحرب

تاج السر عثمان بابو

بقلم: تاج السر عثمان

«1»

أشرنا سابقا الي ان الحرب في السودان دخلت شهرها الرابع ولم تُحسم عسكريا ، وتبددت الاوهام بحسمها في ابام معدودات ، بعد أن علم الطرفان وذاق الحرب ، وما الحرب الا ما علمتم وذقتم وماهو عنها بالحديث المرجم ، مما يتطلب الاسراع بوقفها ووضع حد للخراب الذي فاق كل الحدود ،ونزوح أكثر من 3 ملايين شخص داخل وخارج السودان ، ومقتل واصابة الالاف جراء الانتهاكات ، اضافة لجرائم الحرب والنهب والسلب لمنازل ولمحلات وعربات المواطنين وممتلكاتهم ،واحتلال المنازل التي قامت بها قوات الدعم السريع التي اتخذت من المدنيين دروعا بشرية ، وسكنت وسطهم ، مع جرائم الجيش بالقصف الجوي الذي أدي لتدمير المباني وقتلي وجرحي ، اضافة لحملة الاعتقالات وسط السياسيين واعضاء لجان المقاومة والنقابيين وحالات التعذيب والاغتصاب ، مع الاستمرار في تدمير البنيات التحتية وقصف المستشفيات واحتلالها بجعلها ارتكازات عسكرية حتى خرج 70 % منها في العاصمة من الخدمة ، وتأثر محطات المياه والكهرباء والمصانع ، مع تعطيل العام الدراسي العام والجامعي، وتفاقم أزمة لمعيشية مع الزيادات الكبيرة في الأسعار، وحرق الأسواق ، وتدمير الإنتاج الزراعي حتى اصبح حوالي 19 مليون سوداني مهددين بالمجاعة ، وعدم فتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمواطنين تحت وابل الرصاص والقنابل ، فضلا عدم صرف العاملين لمرتباتهم لمد ثلاثة أشهر، كما جاء في مطالب الجبهة النقابية لوقف الحرب، ، اضافة لامتداد الحرب الي الابيض وجنوب كردفان ، ودارفور حيث تكررت جرائم الجنجويد و الابادة الجماعية في غرب دارفور.

«2»
تتزايد الضغوط المحلية والاقليمية والعالمية لوقف الحرب ، كما في مبادرات منابر جدة ، والالية الرباعية لدول “الايغاد” التي دعت للوقف الفورى للحرب ، واجتماع دول الجوار الأخير في مصر لوقف الحرب وحل الأزمة ،علما بأنها متأثرة مباشرة بالحرب ولها مصلحة في استقرار السودان ، لأن استمرار الحرب وتحويلها الي عرقية وأهلية ، سوف تؤثر على المنطقة بأسرها جراء التداخل القبلي مع دول الجوار،فضلا عن مشاكل سد النهضة بين مصر والسودان واثيوبيا، والعلاقات التجارية مع السودان، اضافة لفرض عقوات امريكية وبريطانية على شركات الجيش والدعم السريع ، وتهديد بعقوبات على جرائم حرب ، مع اشتداد حدة القتال هذه الايام.

كما جاء البيان الختامي لقوى الحرية والتغيير بعد اجتماع القاهرة في الفترة من 24 الي 25 يوليو 2023 الذي اشار لانهاء الحرب ، وادان انتهاكات الدعم السريع والجيش ، وزيادة المعاناة بسبب الحرب ، وتوصيل المساعدات للمحتاجين ، وطالب بان يعتبر المؤتمر الوطني منظمة ارهابية، لكنه لم يضف له الجنجويد بعد الجرائم والابادة الجماعية التي ارتكبوها ، فهم ايضا قوى ارهابية ، اضافة لعودة العسكر للثكنات وحل الجنجويد، وخروجهم من السياسة والاقتصاد.

تمت خطوات ايجابية كما في مذكرة الجبهة الديمقراطية للمحامين حول انتهاكات حقوق الانسان للامم المتحدة ، والمذكرة حول انتهاكات الدعم السريع والجيش السوداني التي وقع عليها 32 مكون مدني بينهم تجمع الجسام المطلبية على مذكرة عاجلة بشأن الانتهاكات البشعة التي رافقت الحرب.
وهي خطوات تجتاج لمواصلتها ببناء التحالفات القاعدية ضد الحرب ، وتحسين الاوضاع المعيشية وصرف مرتبات العاملين ، وتوفير خدمات المياه والكهرباء في الأحياء المرافق العامة، واعادة المستشفيات للخدمة وخروج الجنجويد منها من منازل المواطنين والمرافق العامة للخدمات، واصحاح البيئة، وفتح المدارس والجامعات الاسواق، وعودة المواطنين لمنازلهم وقراهم ، وخروج الجنجويد والمستوطنين منها. الخ.

كما تم رفض جماهيري واسع لنشاط الفلول في الشرق كما في نشاط أحمد هارون، عوض الجاز ، وغيرهم من المطلوبين للمحاكمات الذين خرجوا بعد الحرب من سجن كوبر.

«3»
اضافة لمخاطبة جذور المشاكل ، والتوجه للتغيير الجذري الذي يضع حدا للحروب والانقلابات العسكرية ، ويتوجه شطر التنمية والديمقراطية المستدامة ، والحكم المدني الديمقراطي ، وعقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية ، وتجاوز الحلول التي تعيد الشراكة مع العسكر والجنجويد التي تقود للحرب وعدم الاستقرار الذي عانت منه البلاد.

ولكن بعد كل الجرائم التي ارتكبها طرفا الحرب، فلا مكان لهما في السياسة والاقتصاد ، ولا بديل غير وقف الحرب ، ورجوع العسكر للثكنات ، وحل الجنجويد ، ومليشيات “الكيزان” وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، مما يشكل البدابة الحقيقية لقيام الحكم المدني الديمقراطي، اضافة لتقديم مجرمي الحرب والجرائم ضد الانسانية للمحاكمات.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *