اخبار المغرب

مجلد يجمع “أدب الرحلة” للعربي بنجلون

صار بإمكان القراء والباحثين الاطلاع على “الأعمال الرحلية الكاملة” للأديب والقاص المغربي العربي بنجلون، التي دوّن فيها ما رآه وعاشه من أحداث اجتماعية وثقافية في القارات الآسيوية والأمريكية والأوروبية والمنطقة المغاربية والعربية.

وقال العربي بنجلون، في مقدمة مؤلفه، إنه ركز على تدوين ما التقطه ووقف عليه وشاهده “في ديار الغربة”، وما لفت نظره من سلوك بشري، وطبيعة البلدان المختلفة، دون تكرير “التجارب الماضية في هذا الجنس السردي الأثير”، ومحاولة عدم التفريط في شيء.

وفي تصريح لـ هسبريس، ذكر العربي بنجلون أن هذا الكتاب ضم كتابَين رِحليين سابقين، ورحلات أخرى لم تصدر من قبل؛ لأن “كثيرا من الأساتذة الجامعيين يتناولون موضوع الرحلة؛ فجمعتُ الرحلات حتى لا يتوزعوا بين كتب عديدة”.

وقال الأديب، الذي رأى النور سنة 1947، إن تطلعه إلى الارتحال يعود إلى جده وأبيه؛ “فقد كان جدي رحالة إلى دول إفريقية، ووصل إريتيريا وإثيوبيا التي كانت تسمى الحبشة آنذاك، وتزوج هناك، وأتى بابنته إلى القصر الكبير، وكان أبي رحالة في أقاليم المغرب، ولي من الإخوة أحد عشر، كل منهم في مدينة، وأزور أحدهم كل صيف، وكل هذا ولد في حب الرحلة”.

وأضاف: “عندما درست بعض الرحلات، استغربت من بعض ما أوردته من عجائب وغرائب؛ من بينها ما ذكره الطالب بنونة حول نهر المولى إدريس، الذي رأى فيه آباء وأمهات وأطفالهم يستحمون عرايا”.

وتحدث العربي بنجلون عن أعماله الرحلية الكاملة قائلا: “دوّنت فيها الحياة الاجتماعية في كل الدول التي زرتها، وتقاليدها وأعرافها، سواء كانت أمريكية أو آسيوية أو أوروبية أو عربية. ومن الدول العربية ما زرته أكثر من عشرين مرة، مثل مصر”، كما ذكر وقائع مثل مشاركته في وضع ملصقات حملة الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان، ودافعه لذلك.

وهكذا، دوّن الكاتب “مشاهداته، وما عاشه في الدول، وكأنها سيرة ذاتية، وأحداث زياراته”، التي حرص على ذكر واحدة منها، هي: “في إحدى زياراتي إلى تونس، نزلت من الطائرة، فوجدت في انتظاري سيارة دبلوماسية تنتظرني، فاستغربت، وعلمت بعد ذلك أن سفيرة المغرب في تونس آنذاك لطيفة أخرباش لما علمت أن مغربيا سيساهم في أنشطة جمعية تونسية، أرسلت سيارة لتقلني إلى صفاقس وتعيدني بعد ذلك”.

وعلق العربي بنجلون على هذا بقول: “يا ليت كل المسؤولين المغاربة كانوا مثلها في العناية بالأدب والأدباء”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *