اخبار المغرب

ترويج الأخبار الزائفة يوحد الإعلام الرسمي الجزائري وخطابات “البوليساريو”

وضعت وزارة الشؤون الخارجية القبرصية النظام الجزائري في موقف حرج بعد تكذيبها خبرا عمّمته وكالة الأنباء الرسمية للجارة الشرقية بشأن “مذكرات توقيف صدرت في حق مسؤولين أمنيين مغاربة بقبرص”، واصفة إياها بـ”الأخبار الزائفة”.

وربط مراقبون قصاصة الوكالة الجزائرية الناطقة باسم الدولة بما يُسمى بـ”البيانات الحربية”، التي تواصل جبهة البوليساريو الانفصالية نشرها عبر “وكالة الأنباء الصحراوية”، مختلقة أحداثا وهمية سبق لبعثة “المينورسو” أن وقفت على زيفها.

ويجد المتابع للأخبار المنشورة في إعلام الجزائر وكذا البوليساريو تناسقاً بينهما في الخط التحريري، وهو ما يبرز، وفق ما ذهب إليه بوسلهام عيسات، الباحث في الدراسات السياسية والدولية، “أننا أمام بروباغندا إعلامية ضالة تذكرنا بحقبة زمنية خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، من خلال تبني الانزياح عن كافة أخلاقيات العمل الصحافي النبيل، والترويج للأكاذيب والإشاعات دون التأكد من موثوقية الأخبار والمعطيات قبل نشرها”.

وأضاف عيسات، في تصريح لهسبريس، قائلا: “بالإضافة إلى الأخبار الزائفة، فإن الإعلام الجزائري الرسمي يُساهم في تسويق بلاغات الجبهة الانفصالية حول حرب قائمة مع المغرب لإيهام المنتظم الدولي، وتبرير أعمالها العدوانية والإرهابية التي تستهدف المدنيين والمدن المغربية في الصحراء المغربية”.

ويرى الخبير في العلاقات الدولية أنه “لفهم هذه العقيدة الإعلامية الضالة والمضللة ينبغي تحليلها في سياق طبيعة تعامل الخطين التحريرين مع الأحداث، ومع المكتسبات التي يحققها المغرب في قضيته الوطنية أو في مجال العمل الدبلوماسي الخارجي، حيث يتم التشويش على هذه المكتسبات بتسويق إعلامي مضاد، وتعمد إحراجها للدول الصديقة وشركاء المغرب عبر إصدار أخبار زائفة”.

عبد العالي بنلياس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط، أكد أنه “ليس في الموضوع ما يثير الاستغراب”، مذكّرا أن الجزائر “عودتنا منذ سنوات على استغلال مختلف الفرص وتوظيف مختلف الوسائل للمس بصورة المغرب ومؤسساته ورموزه لتغطي على فشل قراراتها واختياراتها الدبلوماسية في معاداة المغرب، والتشويش على النجاحات التي يحققها على مختلف المستويات”.

وأبرز بنلياس، في سياق تكذيب قبرص للخبر الزائف سالف الذكر، أن الجزائر “وضعت نفسها بذلك في موقف حرج أمام الدبلوماسية القبرصية، وتماهت مع الخطاب الإعلامي الذي تنهجه جبهة البوليساريو، والذي يقوم على اختلاق الأحداث والترويج للأخبار الزائفة والمثيرة لعلها تثير انتباه الرأي العام الدولي والدول التي صرفت الاهتمام عن متابعة مثل هذه المصادر المشكوك في موثوقيتها وصحتها”.

وخلص الأستاذ الجامعي، في حديث لهسبريس، إلى أن “تبني الإعلام الرسمي الجزائري لمثل هذه القصاصات يبين أن الحكومة الجزائرية عاجزة عن إنتاج خطاب إعلامي موضوعي يترك الباب مفتوحا لإمكانية حلحلة حالة الجمود التي تعرفها العلاقات المغربية الجزائرية، ولا تزال وفية لعقيدة سياسية قائمة على معاكسة المغرب بمختلف الأساليب والوسائل”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *