Advertisement
وطنلطالما يُشاع في الثقافة الشعبية أن عازفو الطبول بسيطو التفكير وغير أذكياء. ومع ذلك، فإن هذه الفكرة خاطئة إلى حد كبير وتستند إلى تحيزات لا أساس لها من الصحة.
ومن الممكن أن يكون هذا التصور قد نشأ، لأن عازف الدرامز يكون عادة من بين الأعضاء الموجودين خلف المجموعة موسيقية على عكس المطرب أو عازف الغيتار الذين يُنظر إليهم غالبًا على أنهم الأكثر وضوحًا أو الأكثر موهبة في المجموع، بحسب تقرير لموقع “سان إي ناتيرال” الفرنسي.
وعلاوة على ذلك، غالبًا ما يرتبط دور عازف الطبول بالأداء الجسدي بدلاً من الانعكاس الفكري، ما قد يعزز هذه الصورة النمطية.ومع ذلك، فإن هذا التصور خاطئ ولا يأخذ في الاعتبار المهارات الفنية والفكرية اللازمة التي يتمتع بها عازف الطبول الجيّد.
ووفق ما ترجمته “وطن“، لا يقتصر عمل عازفي الطبول على الأسلوب والتنسيق فحسب، بل يجب أن يتمتعوا أيضًا بمعرفة شاملة بنظرية الموسيقى وهياكل الأغاني. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع العديد من عازفي الطبول بخلفيات تعليمية رائعة ومهارات فكرية رائعة.
وفي الواقع ، كشفت دراسة أجراها معهد كارولينسكا في ستوكهولم أن عازفي الطبول قد يمتلكون ذكاءً أعلى من المتوسط، حيث تألفت الدراسة بعد اختبار المتطوعين من خلال جعلهم يخضعون لاختبار ذكاء مكون من 60 سؤالًا مع احترام إيقاع المدقة. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين كان لديهم أفضل إحساس بالإيقاع سجلوا درجات أعلى.
من جهته، قال البروفيسور فريدريك أولين: “الدقة الإيقاعية لنشاط الدماغ التي تُلاحظ عندما يحافظ الشخص على إيقاع ثابت هي أيضًا مهمة لقدرات حل المشكلات المقاسة باختبارات الذكاء“.
هذا الذكاء في الواقع له علاقة بالإيقاع أكثر من قرع الطبول الفعلي. ولقد أظهرت دراسات أخرى أن الإحساس الجيد بالإيقاع يحسن الوظيفة الإدراكية. بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة جامعة أكسفورد أن معظم الموسيقيين، مثل عازفي الطبول، ينتجون الإندورفين أثناء العزف، ما يمنحهم “ارتفاعًا طبيعيًا”، وهذا يجعلهم أكثر سعادة ويسمح لهم بتحمل الألم بشكل كبير.
وفقًا لباحثين من جامعة هارفارد، فإن عازفي الطبال لديهم أيضًا ساعة داخلية مختلفة تحاكي الإيقاع الموجود في موجات الدماغ البشري، ومعدلات ضربات القلب أثناء النوم، وإفرازات العصب السمعي. لذا فإن عازفي الطبول ليسوا أكثر ذكاءً وسعادةً فحسب، بل يستمعون أيضًا إلى إيقاع أجسادهم.
هل يجعلك العزف على آلة موسيقية أكثر ذكاءً؟
هناك أدلة تشير إلى أن العزف على آلة موسيقية قد يكون له فوائد على النمو المعرفي ووظيفة الدماغ. كما أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة إيجابية بين تشغيل الموسيقى ومهارات مثل الذاكرة والتنسيق وحل المشكلات. ووفقًا لدراسة نُشرت في عام 2012 ، يمكن استخدام الموسيقى كأداة تحفيز معرفي.
وجدت الدراسة أن الموسيقيين لديهم قدرة أفضل على فهم الكلام في البيئات الصاخبة أكثر من غير الموسيقيين. وعلاوة على ذلك، كشفت دراسة أجرتها جامعة زيورخ في عام 2011 أن عزف الموسيقى يمكن أن يحفز نمو مناطق معينة من الدماغ تشارك في الإدراك السمعي والذاكرة والوظائف الحركية.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تشغيل الموسيقى لا يضمن ذكاءً فائقًا. يمكن أن تؤثر العوامل الأخرى، مثل التعليم والبيئة الأسرية والخبرات الحياتية على التطور المعرفي. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون ممارسة الموسيقى منتظمة ومستمرة حتى يكون لها تأثيرات مفيدة كبيرة.
