اخبار المغرب

دراسة علمية تعدد التهديدات الناتجة عن “اللاسعات” في الشواطئ المغربية

أفادت دراسة علمية منشورة بمجلة “ساينس دايريكت” الدولية بأن “الشواطئ المغربية تضم ما مجموعه 104 أنواع من اللاسعات المجوفة، تتوزع على 55 نوعا في صنف الأنثوزوان (الزّهريات)، و4 أنواع في صنف الهيدروزوان (الأبابِيات)، و8 أنواع في صنف السيفوزوان (الفنجانيات)؛ فضلا عن أصناف أخرى من الكوبوزوان (المكعبيات).

وأبرزت الدراسة ذاتها أن “هذه الكائنات المجوفة تلعب دورا حاسما في النظام البيئي البحري، وتبقى وفيرة بالمياه المغربية رغم أن تنوعها يظل إلى حدود الساعة غير مفهوم بشكل جيد، في وقت تم اكتشاف أصناف جديدة التواجد بالشواطىء المغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط؛ يتعلق الأمر بأربعة أنواع من صنف السيفوزوان ونوع واحد من الهيدروزوان”.

وجاء ضمن الوثيقة أن “تقييم أنواع الأونثوزوان الذي تم باعتماد القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط أفضى إلى أن 55 نوعا منها يظل مهددا، ليكون بذلك من المحتمل أن تقل في ظل محدودية الدراسات التي أجريت على مياه البحر الأبيض المتوسط بالمغرب”، ما يؤكد ضرورة “القيام بمزيد من الدراسات التصنيفية لهذه الكائنات المجوفة لتوفير تقييم أكثر تنوعا لهذه المجموعة في المنطقة”.

وسجل المصدر ذاته أن “هذه الكائنات الجيلاتينية تلعب دورا أساسيا في العديد من سلاسل الغذاء، فضلا عن المساهمة في السيطرة على الأنواع البحرية والحفاظ على توازن النظام البحري البيئي، مع توفير مساحة لتطوير الأسماك الصغيرة”.

ولفتت الدراسة المنشورة بمجلة “ساينس دايريكت” إلى أن “الضفة المغربية للبحر الأبيض المتوسط تتميز بتنوع بيولوجي بحري استثنائي، غير أن ذلك لا يخفي كون هذه السواحل هشّة بيئيا، حيث يشكل التلوث الناجم عن التصريفات المنزلية والأنشطة الصناعية والمرافق السياحية والساحلية تهديدا كبيرا لهذه الأصناف المائية، ما يتزامن مع غياب جرد كامل للعديد من الأصناف وتعداد الكائنات المجوفة غير الكافي بمياه البحر الأبيض المتوسط المغربية”.

الوثيقة العلمية المذكورة أكدت أن “الدراسات حول الكائنات المجوفة على طول الساحل المغربي غالبا ما تكون محدودة النطاق وغير مكتملة، في وقت لوحظت كثافة عالية لهذه الكائنات المجوفة بالمناطق الساحلية المغربية خلال السنوات السابقة، خصوصا في صنفها السيهوزواني؛ الأمر الذي كانت له آثار سلبية على السياحة وأنشطة صيد الأسماك”، مبرزة الحاجة إلى “جمع بيانات أساسية مفصلة لتقييم الأنواع المختلفة وآثارها البيئية والاقتصادية، وحالة الأنواع المهددة على مستوى المياه المغربية”.

وتأتي هذه الدراسة الجديدة موازاة مع “غزو” قناديل البحر الشواطئ المغربية، خصوصا خلال العامين الماضييْن، إذ بات عدد من المصطافين بشواطئ المملكة يشتكون من الانتشار الكبير لهذه الكائنات، ما يؤثر سلبا على راحتهم في السباحة بهذه الفضاءات الطبيعية، مخافة التعرض للسعاتها.

بروز هذه الكائنات بـ”حدة” أرجعته بعض الأبحاث العلمية إلى “التغيرات المناخية التي نتج عنها اختلال الوسط الإيكولوجي البحري، واختفاء بعض الكائنات التي تتغدى على قناديل البحر”، وهي الظاهرة التي يشتكي منها الصيادون الهواة والحرفيون كذلك.

وسبق أن تم بالعاصمة الألبانية تيرانا اعتماد مقترح قدمه المغرب نهاية سنة 2022 يروم إطلاق برنامج بحثي حول تكاثر أنواع قناديل البحر بغرب البحر الأبيض المتوسط من قبل الهيئة العامة لمصايد الأسماك، التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

كما تم توجيه هذا البرنامج بهدف تخصيص أبحاث حول أنواع معينة تسبب آثارا ضارة على أنشطة صيد الأسماك وتربية الأحياء المائية والسياحة، تزامنا مع تكاثر قناديل البحر الذي يهدد مخزون الأسماك عبر التهام البيض واليرقات، ويهدد كذلك تربية الأحياء المائية بالمنطقة.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *