اخبار

من “الهداية” إلى “تكوين”.. تحقيق يفضح أذرع أبوظبي الخارجية للتشكيك بثوابت الإسلام وطن

وطن ما إن أعلن في وقت سابق من هذا الشهر عن تدشين ما سُمي بـ “مؤسسة تكوين الفكر العربي” في مصر، التي اتهمت بالترويج للإلحاد والتشكيك في السنة النبوية، حتى توجهت الأنظار إلى من يقف وراء تمويلها ودعمها بالمال والدعاية وهي الإمارات العربية المتحدة.

وهو أمروفق نشطاء ليس مستبعداً عنها في ظل ما تقوم بهد هذه الدولة من تشويه للإسلام والتشجيع على الإلحاد، تحت مسمى التسامح والترويج لما يسمى بالديانة الإبراهيمية التي انبثقت عن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل وما عرف “باتفاقات أبراهام” التي انخرطت فيها عدد من الدول العربية أيضاً.

وروجت الإمارات أن مؤسسة تكوين التي جرى إطلاقها في مصر تستهدف “طرح الأسئلة في المسلمات الفكرية، والحوار، وإعادة النظر في الثغرات”.

وسرعان ما أثارت المؤسسة الكثير من الجدل حول أهدافها، في ظل وجود مشيخة الأزهر التي يترأسها الإمام أحمد الطيب، وتساؤلات أخرى حول من يقف وراءها ومصادر تمويلها، بحسب ما أبرز تحقيق لموقع (الامارات 71 uae71) المعارض.

 

التمويل قادم من أبوظبي

وتزعم مؤسسة تكوين أن هدفها “التنوير العربي”. ولنضع مصطلح “التنوير” بين قوسين؛ إذ أن التنوير لا يمكن أن يُمنح لمقدمي برامج وشخصيات كرست نفسها في وسائل الإعلام لدعم الانقلابات العسكرية وامتداح الجرائم ضد الإنسانية.

ووفق المصدر ذاته فإن الموقع الالكتروني لـ”تكوين” على الرغم أنه لم يكشف مصادر التمويل، إلا أن تصريحات مواربة لكُتاب في المؤسسة تشير إلى أن التمويل قادم من أبوظبي، كما أن الرؤية والأهداف تتسق وأهداف مؤسسات خلال العقد الماضي تدعمها أبوظبي، والتي تركز على ما تصفه “بتجديد الخطاب الديني بما يلائم مستجدّات العصر” و”مكافحة التطرف”.

وسم “تكوين الملحدين” يتصدر .. لماذا تمول الإمارات المركز المشبوه في مصر؟

مركز “هداية”

ولفت الموقع في تقريره إلى مركز “هداية ” الإماراتي المشبوه الذي تموله أبوظبي ويخدم أجندتها في الغرب. ويشبه اعتماد مؤسسة “تكوين” على شخصيات متطرفة فيه على ما يعتمد عليه “مركز هداية”؛ حيث يعتمد الأخير على عاملين وباحثين يتبنون أجندة يمينية ومعروفين بعدائهم للمسلمين والمؤسسات الإسلامية من أمثال: “لورينزو فيدينو”، “سارة برزوسكيويتش”، “ماغنوس نوريل”.

كما تبرز أهداف “مؤسسة تكوين” ضد “الإسلاميين والإسلام” ضمن شبكة متعددة الاختصاصات والاهتمامات تخدم سياسات أبوظبي وطموحاتها ومواجهة خصومها؛ مثل “صواب”، و”المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات”، ومنصة “عين أوروبية على التطرف”.

ومنذ عقد ونيف تقوم أبوظبي بإنشاء مؤسسات موازية تهدف للتأثير على الخطاب الإسلامي الوسطي، وتسعى من خلاله لإعادة كتابة الخطاب الإسلامي بما يتوافق مع توجهات السياسة الخارجية، والتي أوصلت إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وما يعرف بـ”الديانة الإبراهيمية”.

ولذلك لم يكن مستغرباً أن مؤتمر “تكوين” التأسيسي لم تجد أياً من أوراقه تطرقاً للإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة على يد العدو الصهيوني على الحدود مع مصر.

مستنقع جديد

كما أن خطى “مؤسسة تكوين” تمضي كما هي المؤسسات السابقة التي أسستها أبوظبي بالإصرار على استخدام الأسلوب الصادم والمستفز والمنفر للجمهور، ومعاداة حركات الإسلام السياسي، وتغييب قضايا مهمة أخرى مثل الحرية والعدالة والديمقراطية والمشاركة السياسية، والقضايا الإسلامية والقومية العربية مثل القضية الفلسطينية!.

ما يعني أن أبوظبي تمعن في جرّ الإمارات إلى مستنقع جديد من الفشل والعداء في العالم العربي بخطاب مهزوز، يجرد سياسة الدولة من الثوابت، كما تبعدها أكثر عن الاستقرار.

وبحسب تقرير لموقع “emiratesleaks” لطالما تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى سنوات عديدة، استراتيجية طويلة المدى لنشر الإسلاموفوبيا، وخاصة في أوروبا، لتأجيج التعصب والكراهية والخوف تجاه الإسلام والمسلمين.

 

الثورة المضادة

وفي أعقاب الربيع العربي والتحولات الجيوسياسية في المنطقة، شعرت الإمارات بالتهديد من الثورات التي استهدفت الأنظمة العربية في مصر وتونس وليبيا. رداً على ذلك، اتبعت أبوظبي نهجاً مختلفاً في إدارة الحركات الاحتجاجية، التي كانت لها آثار في منطقة الخليج.

وبينما هيمنت الجماعات والقوى الإسلامية على المشهد، خاصة بعد حصولها على السلطة السياسية والتمكين في دول مثل مصر وتونس، برزت الإمارات كشخصية رائدة في الثورة المضادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *