اخبار الإمارات

6 أمراض مزمنة تهدد الشباب في الإمارات

حذر أطباء من انتشار أمراض مزمنة بين الشباب واليافعين والأطفال في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، بعدما كانت هذه الأمراض مقتصرة على كبار السن في فترات سابقة، عازين أسباب ذلك إلى تغير نمط الحياة المعتمد على غذاء غير الصحي، والتدخين وعدم ممارسة الرياضة، والعمل المكتبي، وانتشار التكنولوجيا الحديثة التي قللت حركة الأشخاص وتنقلاتهم، مشددين على أن عوامل نمط الحياة تلعب دوراً كبيراً في الإسهام في الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب التي تؤدي إلى الإعاقة المبكرة والوفاة.

وتفصيلاً رصد أطباء زيادة نسب الإصابة بستة أمراض في فئة الشباب وصغار السن، شملت السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والسمنة، والضغط النفسي والتوتر والقلق، وارتفاع الكوليسترول، مشيرين إلى أن السمنة والسكري يأتيان في المراتب الأولى نتيجة تغير العادات المجتمعية وأسلوب الحياة، ما جعل الأمراض التي كانت تصيب الكبار في السابق، تصيب الشباب والصغار الآن نتيجة قلة الحركة، والنظام الغذائي غير الصحي المسيطر على نمط حياة البعض.

وبناء على نتائج المسح الوطني 2018، تصل نسبة السمنة عند البالغين في الإمارات إلى 27.8%، بينما بلغت عند الأطفال واليافعين 17.35% في الفئة العمرية من خمسة إلى 17 عاماً، حسب آخر الإحصاءات الناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس، فيما توقع الأطباء ارتفاع هذه النسبة نتيجة جائحة كوفيد19 وما ترتب عليها من الدراسة المنزلية وتقييد الحركة، وتناقص فرص الأنشطة خارج المنزل، فضلاً عن الإقبال على طلب توصيل الأطعمة الجاهزة إلى المنازل، ما أسهم في انتشار نمط حياة غير صحي بين الصغار والشباب، حيث لاحظ الأطباء زيادة في عدد المرضى الذين يبحثون عن علاجات طبية وجراحية لإنقاص الوزن تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً.

وكشف استشاري الطب الباطني والسمنة في مدينة برجيل الطبية، الدكتور محمد فتيان، وجود خمس دراسات أجريت على فئة الشباب في الإمارات شملت نحو 13 ألف شاب، وجدت أن أقل من 25% من الشباب مهتمون أو يمارسون الرياضة الخفيفة بشكل يومي، و25% لم يكونوا ملتزمين بأي نوع من الحركة والرياضة، ونسبة قليلة منهم كانوا مهتمين بالرياضة اليومية، أو على الأقل خمسة أيام في الأسبوع، وهذا أحد أهم أسباب زيادة الوزن وظهور الأمراض المزمنة في عمر مبكر.

وقال فتيان: «خلال السنوات القليلة الماضية كان هناك ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بالأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكري وارتفاع الكوليسترول في فئة الشباب، وفي الغالب تعود هذه الزيادة إلى نظام الحياة الذي يتبعه الشباب في الوقت الراهن من ناحية النمط الغذائي المعتمد بصورة عالية على الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والنشويات، مقابل قلة الفاكهة والخضراوات، وكذلك قلة الحركة والرياضة، خصوصاً أن معظم الوظائف التي يشغلها الشباب حالياً عبارة عن عمل مكتبي».

وأضاف: «أدى نمط الحياة الراهن إلى زيادة السمنة في فئة الشباب، وتعد السمنة من أهم أسباب الأمراض المزمنة ومضاعفاتها. ومن الأسباب الأخرى التدخين والكحول وقلة ساعات النوم والضغوط النفسية».

وتابع فتيان: «لتجنب الشباب الأمراض المزمنة والوقاية منها، يجب اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب التدخين والحصول على قسط كاف من النوم، ومراقبة الوزن والالتزام بالرياضة والحركة». ونصح الشباب في عمر 18 عاماً فما فوق، بزيارات دورية لطبيب العائلة لإجراء الفحوص السريرية ومراقبة العوامل الحيوية، وإجراء تحليل دم إذا لزم ذلك، لكون التشخيص المبكر يمنع ويقلل حالات الوفاة.

وأكد الطبيب الاستشاري والجراح في معهد أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، الدكتور جافيد رزا، أن سهولة الحصول على الوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية، وانخفاض الساعات المخصصة للنشاط البدني، يسهمان في الزيادة المقلقة لمعدلات الوزن والسمنة بين الشباب في الإمارات، فالمرضى الذين يزيد مؤشر كتلة جسمهم على 25، لديهم عوامل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

وقال: «توجد العديد من الأدلة تشير إلى أن معدل زيادة الوزن والسمنة يظل مرتفعاً بشكل مزعج في دولة الإمارات، وما يزيد القلق هو أن هذا العدد يبدو وكأنه في ازدياد مطرد بين الفتية والشباب»، مشيراً إلى أن «زيادة عدد المرضى المقدمين على برنامج السمنة في المستشفى علامة من علامات الوعي بأنهم في حاجة إلى استعادة صحتهم وعافيتهم، إلا أنها كذلك تظل مؤشراً على حجم المشكلة، وهي مشكلة تحتاج إلى حل، وهذا الحل يكون من خلال تثقيف المجتمع ونشر الوعي بين الأبناء».

وأكد أطباء أسرة: أيمن عبدالعزيز، ومحمد موسى، ومريم عادل، أن السكري والضغط المرتفع من الأمراض المزمنة التي تظهر مع التقدم في العمر، ولكن في الفترة الحالية أصبحت هذه الأمراض تظهر لدى الشباب في سن العشرين، وتشير إلى وجود عوامل تتسبب في إصابة الشباب بالضغط والسكر، من أبرزها السمنة وقلة ممارسة الرياضة والتدخين، والوجبات السريعة، وأيضاً عدم ثقافة التشخيص المبكر، إضافة إلى التوتر الناتج عن ضغوط الحياة.

وحذروا من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية الصغرى (النوبات الإقفارية العابرة) نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول ومرض السكري، والرجفان الأذيني والسمنة، ونمط الحياة الخالي من النشاط، والتدخين والإفراط في شرب الكحول، وتوقف التنفس أثناء النوم، مشيرين إلى أن الإصابة بهذه النوبات تزيد خطر الإصابة بسكتة دماغية كاملة مستقبلاً قد تؤدي إلى الإصابة بإعاقة طويلة الأمد أو حتى الوفاة.

وأكد الأطباء وجود ثماني عادات يساعد الانتظام في ممارستها على الابتعاد عن خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والخطرة، تشمل الانتظام في ممارسة النشاط البدني، والامتناع عن التدخين، واتباع نظام غذائي صحي، وعدم تعاطي المخدرات وتجنب شرب الكحوليات، والتعامل الجيد مع الإجهاد، والنوم جيداً، وتكوين علاقات اجتماعية إيجابية.

ووفقاً لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، فإن انتشار السمنة بين الفتية والشباب في عمر خمسة إلى 17 عاماً في الإمارات بلغ 14.45% في سنة 2018.

وذكر مركز أبوظبي للصحة العامة، أن الكشف المبكر وتحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة والعلاج والتدخل المبكر، من أفضل الطرق لمكافحة هذه الأمراض وتجنّب مضاعفاتها، مع الحد من خطر التعرض للأزمات القلبية والسكتات الدماغية التي تعد أبرز أسباب الوفاة في دولة الإمارات.

وأشار المركز إلى إطلاق برنامج «افحص» الجديد للكشف الدوري الشامل عن الأمراض ومعالجتها في وقت مبكر.

ويشتمل «افحص» على عدد من الفحوص المطبقة عالمياً التي أثبتت علمياً خفض الوفيات، كما يشتمل البرنامج على تقييم متكامل للمخاطر الصحية الناجمة عن عدد من الأمراض المزمنة، إلى جانب كشف إكلينيكي شامل يتلاءم مع أهم التحديات والاحتياجات الصحية حسب العمر.

• الكشف المبكر وتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة أفضل طرق العلاج.

• %14.45 نسبة المصابين بالسمنة بين عمر 5 و17 عاماً في الإمارات.

• 8 عادات صحية تساعد على الابتعاد عن خطر الأمراض المزمنة.

 


الإصابة الصامتة

حذر مركز أبوظبي للصحة العامة من أنه في حالات كثيرة، لا يدرك الأفراد أنهم يعانون أمراضاً مزمنة، حيث تكون الإصابة بها «صامتة»، أي أنها لا تتسبب في أي أعراض صحية واضحة.

ولكن إهمال هذه العوامل وعدم إخضاعها للرقابة الطبية يعد سبباً رئيساً للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع الضغط وزيادة نسبة الكولسترول في سن مبكرة، والسكري، مع العلم بأنه يمكن تجنب هذه الإصابات.

ويتيح البرنامج لحاملي بطاقة «ثقة» من الفئة العمرية من 18 إلى 75 عاماً، الاستفادة من فحص طبي متكامل يجنبهم خطر التعرض لعدد من الأمراض المزمنة، أو غير السارية مثل أمراض القلب والسرطانات، والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة لمعالجتها في الوقت المناسب، وتجنّب تحولها إلى أمراض مستعصية.

ويتماشى البرنامج مع توصيات الخبراء والمختصين حول العالم بأهمية اعتماد أسلوب حياة صحي، واتباع أنماط الحياة النشيطة والفاعلة.

الذكاء الاصطناعي

أضافت المبادرة الاستراتيجية لدائرة الصحة في أبوظبي (ملفي)، ملف «عوامل الخطورة الطبية للمريض» لتتيح للأطباء المصرح لهم بالوصول إلى المنصة، إمكان التنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض مزمنة معينة أو تعرض المريض لطارئ صحي خطر، استناداً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي وخوارزميات تعلم الآلة التي تعمل على تطوير نماذج مخاطر تنبؤية تعتمد على البيانات الديموغرافية والسريرية المتوفرة في «ملفي».

ويعرض ملف «عوامل الخطورة الطبية» درجات المخاطر لكل مريض، مقابل قائمة الأمراض المزمنة السائدة مثل السكري وفشل القلب الاحتقاني، ومرض الكلى المزمن، وارتفاع ضغط الدم، والحالات الصحية الحادة، مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية وغيرهما، حيث تساعد درجات المخاطر الفردية الأطباء على اتخاذ قرارات مستنيرة والتدخل لإدارة المرض، وحماية أفراد المجتمع من الإصابة بأمراض محتملة أو دخول المستشفى.

وتربط منصة «ملفي» المنشآت الصحية في أبوظبي بأكثر من 47 ألف مستخدم من أطباء وممرضين ومساعدين طبيين في 2347 من مؤسسات الرعاية الصحية العامة والخاصة في جميع أنحاء الإمارة.

حملات توعية

أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، العديد من حملات التوعية الإعلامية الهادفة إلى الوصول إلى المجتمع، منها حملة «معاً نحرّك مجتمعنا»، بهدف تشجيع النساء من الفئة العمرية 1844 في الدولة على ممارسة النشاط البدني، وتبني أساليب وأنماط الحياة الصحية النشطة للوقاية من السمنة، كما نفذت حملتين موسعتين للتوعية بأضرار المشروبات المحلاة على الصحة ولتقليل استهلاكها والوقاية من السمنة.

كما تحرص الوزارة على الوصول إلى شرائح المجتمع كافة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتم توعية الجمهور بشكل مستمر من خلال الحساب الرسمي لحملة «معكم»، الهادفة إلى إشراك وتمكين أفراد المجتمع من اتخاذ خطوات جدية وجذرية للارتقاء بالمستوى الصحي للمجتمع، وتقديم نصائح توعوية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني. وخصت الوزارة موظفي الجهات الحكومية بمبادرة «بيئة عمل صحية وإيجابية»، بهدف خلق بيئة داعمة لصحة الموظفين تشجع على تبني أنماط حياة صحية.

النوم الكافي

أكد مركز أبوظبي للصحة العامة، أن النوم الكافي يساعد على تجديد خلايا الجسم وتقوية جهاز المناعة، وتحسين الذاكرة والتركيز، بينما تؤثر قلة النوم في صحة القلب والأوعية الدموية، وتزيد من خطر الإصابة بالسمنة والاكتئاب وغيرها من الأمراض، لذا تأكد من الحصول على نوم كافٍ لصحة وحياة أفضل.

وشدد على أن الحصول على قسط من النوم له فوائد عدة، منها أنه عامل ضروري للتمتع بالصحة بشكل عام، ويساعد على تجديد خلايا الجسم وتقوية المناعة، كما يقلل مخاطر التعرض لمشكلات صحية خطرة مثل مرض السكري، وأمراض القلب والسمنة والاكتئاب، كما يقلل التوتر ويحسن المزاج، إضافة إلى أنه يساعد على التفكير بشكل أوضح، والقيام بعمل أفضل في المدرسة أو العمل.

المصدر: الإمارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *