منوعات

رمز الصقر عند العديد من الثقافات الإنسانية

إلى ماذا يرمز الصقر؟ وما هي صفات طائر الصقر؟ يلعب الصقر دورًا مهمًا في حياة الإنسان العربي منذ قديم الزمان، حيث أنه كان من الوسائل التي يعتمد عليها الإنسان في إحضار الطعام بعد أن يتم تدريبه على الصيد، وفي وقتنا الحالي تحولت الوسيلة إلى الرياضة المفضلة.

إلى ماذا يرمز الصقر

ارتبطت أنواع الصقور المختلفة بالإنسان من خلال علاقة قوية وطيدة على مر العصور والحضارات قبل حوالي 2000 سنة قبل الميلاد.

حيث إن كل حضارة اتخذت من هذا الطائر الجارح رمزًا للقوة والإباء والآلهة والاعتزاز الشديد بالنفس، نظرًا لتمتعه بالعديد من الصفات التي يعتز بها الإنسان، لذلك كان له مكانة خاصة عند البشر.

أولًا: الفراعنة المصريين

وفقًا لموقع un-human.org كان أجدادنا الفراعنة يشيرون للإله بالصقر، حيث ينفرد بميزة أنه ليس له جفون ويكون دائمًا طائرًا في أعالي السماء، ومن هنا ربطوا طائر الصقر بالله حيث أن الله لا يغفو عن رؤية عباده.

كما أنه من الطيور النبيلة التي لا تهاجم بيوت أو أعشاش الطيور الأخرى، بالإضافة إلى أنه يصطاد فريسته بنفسه وهي طائرة لكي يتيح لها فرصة للنجاة ليس مثل النسور يتناول الجيف، وهذا ما ذكره الدكتور “وسيم السيسي” باحث وخبير علم المصريات في كتاب “مصر التي لا تعرفونها”.

بينما هناك الدكتور “مصطفى الرفاعي” صاحب كتاب “الطيور المُهاجرة”، والذي في رأيه أنه يجب أن يكون طائر الصقر ملكًا للطيور وليس النسر، وهذا لتمتعه بالذكاء الحاد الذي يُساعده في تعلم كيفية اصطياد الفريسة، مع مهاراته في اصطيادها حية.

بالإضافة إلى قدرته على الهبوط على رأس غزالة ويقوم بفرد جناحيه فوق عينيها ليتمكن من صيدها بسهولة، كما أنه يكون واقف دائمًا على أعلى شيء كقمم الجبال أو رؤوس الأشجار.

نشر الموقع الرسمي لمكتبة الإسكندرية مقال بعنوان “تاريخ وآثار وحضارة مصر القديمة”، يذكر فيه أهمية الصقر في حضارة مصر القديمة وكونه من أهم وأبرز الطيور التي تم تقديسها، وظهوره كصورة وهيئة لعدد من الأرباب. 

  • “رع” في هيئة آدمية ولكن برأس صقر.
  • المعبود “خنتي إيرتي” والذي وصف نفسه بأنه رب السماء العظيم.
  • المعبود “سوكر رب الموتى والجبانة” في هيئة المومياء ورأس الصقر.
  • “حورس” وظهوره في هيئة الصقر في معبد إدفو أثناء حروبه مع عمه الشرير “ست”.

ثانيًا: حضارة العرب

أكّد الباحث والخبير “محمد رجب السامرائي” في كتابه “صيد الصقور في الحضارة العربية” أن الصقور كانت لها مكانة رفيعة مقدسة ومميزة توازي منزلة الإله قديمًا.

كان الناس يعتقدون أن الصقر رسول من رُسل الله، ولهذا تم صنع له العديد من التماثيل لطرد الأرواح الشريرة، بجانب عدم التهاون في طلب المساعدة والمعونة منه قبل الدخول في الحروب أو في أوقات الأزمات والمحن.

 ثالثًا: العراق القديمة

في العراق تم اكتشاف نحت بارز لصياد يحمل على يده صقرًا في أثناء رحلتهم للصيد في الجدار الشمالي في مدينة الموصل، ويعود أثره إلى بين عامي 705 و722 قبل الميلاد في عهد الملك الآشوري “سرجون الثاني”.

رابعًا: أمريكا اللاتينية

اشتهر الناس في أمريكا الجنوبية بصنع السهام من عظام الصقر، وهذا يرجع حدّتها وقوتها، أيضًا لاعتقادهم أنها سريعة الوصول نحو الهدف المطلوب. 

كما يُرجح بأن رياضة الصيد بواسطة الصقور في الشرق الأقصى من الرياضيات القديمة، والتي تم ذكرها في كتاب ياباني سجّل رحلة صيد في إقليم هومان بالصين شارك فيها ملك الإقليم وهو يُعد من أقدم المراجع التي تحدثت عن الصقور.

خامسًا: الصين 

عُرف أهل الصين القديمة ببراعتهم في تدريب الصقور على الاصطياد، لدرجة الوصول إلى إلقاء وتوجيه الأوامر للصقر وهو يُحلق في الجو، من ثم انتقلت هذه الهواية من الصين إلى الهند، ومن الشرق الأوسط إلى أوروبا.

تعرضت الصقور للعديد من العوامل البيئية والتي أثرت سلبًا على أعدادها في البرية في الفترة الماضية، ونتيجةً لهذا تسعى العديد من الدول جاهدين في الاتحاد معًا لحماية البيئة والحيوانات المهددة بخطر الانقراض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *