اخبار المغرب

انسحبت من السياسة عن قناعة.. وتراجع “البيجيدي” ليس انتكاسة

قال إلياس العماري، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إن تواريه عن الأنظار من المشهد السياسي قرار شخصي اتخذَه عن قناعة، حيث امتد غيابه من سنة 2017 إلى سنة 2023.

وأضاف العماري، في حوار حصري مع هسبريس بعد غياب طويل، أنه “ابتعد، خلال فترة غيابه، عن متابعة المستجدات؛ لكنه عاد لقراءتها منذ شهرين”، معلنا في هذا الصدد استمرار انسحابه من الساحة السياسية واستمراره في الحياة بصفة عامة، حيث يستعد لخوض تجربة إعلامية عبر إذاعة “كاب راديو” في طنجة.

وأكد الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة أنه “موجود في مشهد الحياة العادية؛ ولكن الكثير من الناس كانوا ينظرون إليَّ من زاوية واحدة، أي السياسة. ولذلك، اعتبروني غبتُ كليا”.

وأفاد المتحدث ذاته بأن “انسحابه من يعود العمل السياسي يعود إلى قرار شخصي فردي محض نتيجة قناعة بسيطة جدا، لأرى من أنا والأخطاء التي ارتكبت في حياتي ومن أسأت إليهم”.

وأكد العماري أن الخمس سنوات التي توارى فيها كانت مهمة في حياته الشخصية، حيث تمكن من اكتشاف بعض الأمور التي كانت ستجني عليه وعلى البلاد لو قالها في تلك الفترة.

الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي فضّل عدم الحديث عن ملفات الماضي، قال إنه تعلم لغة الصمت، وحذر من الغرور الذي يقود الإنسان إلى اعتباره نفسه مهما إلى درجة كبيرة.

وعن دوره في وصول عدد من السياسيين إلى مناصب المسؤولية لما كان أمينا عاما لحزب “الجرار”، قال العماري: “ليس لديّ فضل على أحد، وأنا وفيّ لصداقاتي، أحترم حزب الأصالة والمعاصرة ومن فيه”.

ورفض المتحدث، الذي كان قد شغل منصب رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، أن يقال عنه إنه يتحرك بأوامر من جهة ما، وزاد قائلا: “لم يُطلب مني يوما أن أفعل شيئا، انخرطت في العمل السياسي وأنا صغير والظلم هو من دفعني إلى ذلك في عمر 14 سنة”.

كما رفض العماري اعتبار الفترة السابقة استراحة محارب بعد تعرضه لغضبة ما لأنه لم ينجح في الانتخابات عام 2016 ضد حزب العدالة التنمية، وأكد قائلا: “لقد انسحبت من العمل السياسي عن قناعة شخصية، ومن قرأ ذلك كغضبة عني فله ذلك، ولم أكن أريد أن أكون مكان أحد، ولم تكن عيني على رئاسة الحكومة لأني كنت متأكدا أننا لن نكون في المرتبة الأولى”.

وسجل الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة أن تراجع حزب العدالة والتنمية من المرتبة الأولى إلى المرتبة الأخيرة عقب الانتخابات الأخيرة ليست انتكاسة، وأشار إلى أن “الحزب لديه مشروع مجتمعي، والمشاريع المجتمعية تخضع لقانون المد والجزر، وهذا لا يعني أن المشروع فشل”.

كشف الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، ضمن الحوار، عن أكبر حدث ندم عليه في حياته، حيث قال: “يا ريت مجيتش للرباط في 87 وبقيت في أي مكان”، دون أن يفسر دواعي هذا الندم وعلاقة قدومه إلى الرباط بذلك.

العماري لا يزال منتميا إلى تجربة حزب الأصالة والمعاصرة، حيث أكد أنه “لم يعلن الطلاق”؛ بل انسحب من القيادة والمسؤوليات فقط، ولا يزال يعتبر مشروع الحزب هو المؤهل للمساهمة في الانتقال من الواقع الحالي إلى آخر أحسن.

وذكر الفاعل السياسي العائد أن “البام” لم يفقد بريقه وإشعاعه، والدليل على ذلك هو احتلاله المرتبة الرابعة في انتخابات 2011 ثم المرتبة الثانية في انتخابات 2016 ثم 2021.

ولم يشأ العماري أن يعلق على أداء حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يشارك في الحكومة الحالية بقيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، وبرر ذلك بأنه لم يشكل قراءة كاملة تسعفه في إعطاء رأيه بالنظر إلى عودته لقراءة المستجدات السياسية قبل شهرين فقط، على حد قوله.

https://www.youtube.com/watch?v=B7RRkdIt2s

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *