اخبار الكويت

زيارة صاحب السمو التاريخية إلى سلطنة عمان جسدت معاني الأخوة والتطلع نحو المستقبل

استقبلت سلطنة عُمان الشقيقة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في زيارة دولة هي الثانية عقب تولي سموه سدة الإمارة بعد المملكة العربية السعودية الشقيقة، توجت بافتتاح مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية.

وحفلت الزيارة باحتفاء رسمي وشعبي جسده استقبال سلطان عُمان هيثم بن طارق الذي قلد سموه وسام «آل سعيد» الذي يعد من أرفع الأوسمة العمانية تقديرا واعتزازا بعمق أواصر الأخوة والصداقة المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

كما قلد صاحب السمو الأمير السلطان هيثم بن طارق «قلادة مبارك الكبير» تقديرا للسلطان هيثم بن طارق وما يبذله من إنجازات وجهود مميزة لسلطنة عُمان وشعبها الشقيق، وتقديرا لدوره بتعزيز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون، وتوطيدا وحرصا على تقوية روابط الإخاء البلدي والشعبين الشقيقين.

وقد أعرب صاحب السمو عن صادق آيات الشكر والتقدير لما حظي به والوفد المرافق من حفاوة استقبال وكرم ضيافة «رسخا ما يربط بلدينا وشعبينا الشقيقين من علاقات تاريخية تمتد جذورها إلى عقود طويلة».

وأشاد سموه في برقية لأخيه السلطان هيثم بن طارق في ختام زيارته بالمكانة الرفيعة التي يتبوأها البلد الشقيق ودوره المحوري المهم على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدا حرصه على توطيد العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

كما عبر عن عميق شكره وبالغ امتنانه بتقليده وسام «آل سعيد»، مؤكدا اعتزازه الكبير بهذه البادرة الأخوية الكريمة «التي لها بالغ الأثر الطيب في النفس لما تجسده من معاني الأخوة الوثقى التي تجمعنا».

وأضاف سموه: «نؤكد سعادتنا بمشاركة جلالتكم حفل افتتاح مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية الذي يجسد التطور الكبير في الشراكة الاقتصادية بين دولة الكويت وسلطنة عُمان الشقيقة، راجين أن يحقق هذا المشروع الحيوي المهم المنافع المشتركة لبلدينا الشقيقين ويعزز روافد الاقتصادين الكويتي والعماني».

وكان سموه، رعاه الله، وصل والوفد الرسمي المرافق إلى سلطنة عُمان الثلاثاء في زيارة دولة ثم تفضل وأخوه السلطان هيثم بن طارق وشملا برعايتهما وحضورهما حفل افتتاح مصفاة الدقم بولاية الدقم الأربعاء، قبل اختتام الزيارة وعودة سموه إلى البلاد.

وتعد مصفاة الدقم مشروعا مشتركا بين المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة «أوكيو» وشركة البترول الكويتية العالمية ومقرها منطقة الدقم جنوب عُمان لخدمة الأسواق العالمية وتلتزم المصفاة وفقا لاستراتيجية عملها الموضوعة بتحقيق التميز في قطاع تكرير النفط وتوريد منتجات نفطية عالية الجودة.

وكانت جلسة مباحثات رسمية عقدت برئاسة قائدي البلدين استعرضت مسيرة العلاقات الاخوية الوثيقة والوطيدة التي تربط البلدين ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم بما يدعم ويعزز علاقات الاخوة الراسخة، ويحقق مزيدا من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء.

كما تناولت المباحثات السعي نحو مزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وأبرز القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشهدت المحادثات مناقشة عدد من الأمور في ضوء مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية سادها جو ودي يعكس روح الأخوة والرغبة المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على كل الأصعدة.

وقد لاقت هذه الزيارة اهتماما كبيرا من الصحف العمانية التي سلطت الضوء عليها، معتبرة أنها تشكل مرحلة جديدة من العلاقات المتجذرة والتاريخية.

كما اعتبرتها الصحف أنها تؤسس لانطلاق مرحلة جديدة من العلاقات الراسخة والمتنامية بين البلدين الشقيقين والتي تعد نموذجا إقليميا ودوليا يحتذى به، وتعززت بالعديد من القواسم المشتركة، منها النهج الديبلوماسي المتبع والقائم على الحكمة وحسن الجوار واحترام سيادة الدول، علاوة على تطلع البلدين إلى تحقيق مزيد من الرخاء والتنمية والازدهار للشعبين الشقيقين.

وأشارت إلى الإرث التاريخي والاجتماعي الذي أوجد طابعا غير تقليدي للعلاقات الرسمية والشعبية وحرص القيادتين السياسيتين على تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات.

ولفتت إلى أن المباحثات الرسمية استعرضت مسيرة العلاقات الاخوية الوثيقة والوطيدة وتعزيز مختلف جوانب التعاون الثنائي بما يحقق المزيد من التطلعات نحو الازدهار والرخاء، واصفة «مصفاة الدقم» بأنها تعد أكبر استثمار من نوعه بين دولتين خليجيتين.

وفي هذا السياق، اعتبر وزير الطاقة والمعادن العماني سالم العوفي أن المصفاة هي أحد أكبر الاستثمارات المشتركة من نوعها خليجيا وأنها نموذج مثالي لتلاقي المصالح الاقتصادية المشتركة.

وقال العوفي في تصريح صحافي إن المشروع يشكل «أهمية اقتصادية كبيرة للاقتصادين العماني والكويتي»، موضحا أن المصفاة تقوم بتكرير النفط ومعالجته وتحويله إلى منتجات عالية الجودة باستخدام أحدث التقنيات مع مراعاة السلامة والصحة والبيئة، حيث وصلت نسبة انخفاض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى 41% منذ بدء التشغيل.

وذكر أن أبرز منتجات المصفاة التي تعمل على قدرة تكريرية تصل إلى 230 ألف برميل هي الديزل والغاز البترولي المسال و(نافثا) ووقود الطائرات والفحم البترولي والكبريت التي تمثل جميعها «منتجات ذات طلب عال في السوق العالمية».

وكان الرئيس التنفيذي لشركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية ديفيد بيرد أكد لـ «كونا» أن افتتاح المصفاة من شأنه إحداث علامة فارقة وتغييرات جذرية في قطاع الطاقة العالمي.

واعتبر بيرد أن هذا المشروع خير دليل على الرؤية الاستراتيجية وفعالية التعاون والعمل المشترك بين البلدين، مشددا على أهمية المصفاة ودورها المميز في توفير فرص غير محدودة تعزز مكانتها كمنارة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي ومثالا يلهم الآخرين في قطاع الطاقة.

وأوضح أن المصفاة تعد واحدة من أحدث وأكبر المصافي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأحد المساهمين الرئيسيين في الاقتصاد الوطني لكل من الكويت وعمان، مبينا أنها أصبحت جزءا فاعلا في سوق الطاقة العالمية.

من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي للموارد البشرية والتكنولوجيا وثقافة العمل بالمصفاة ناصحة الفلاحية في تصريح مماثل إن المصفاة دربت وطورت الكوادر الوطنية العمانية والكويتية لتكون قادرة على التعامل مع أحدث التكنولوجيا المستخدمة في المصفاة.

وذكرت الفلاحية أن الكوادر الكويتية والعمانية تمثل 60% من القوى العاملة في المصفاة، معربة عن الأمل في زيادة هذه النسبة مستقبلا لتصل إلى 80%.

وكان الافتتاح شهد عرض فيلم حول المشروع الذي يعد أكبر مشروع استثماري في قطاع المصافي والبتروكيماويات، مسلطا الضوء على الدور الحيوي للشراكة الكويتية العمانية في رحلة المصفاة نحو الرخاء.

وقد ألقى رئيس جهاز الاستثمار العماني عبدالسلام المرشدي كلمة خلال الافتتاح أكد فيها أهمية هذا المشروع الذي يأتي تجسيدا للعلاقات المتجذرة بين البلدين منذ القدم.

وقال المرشدي إن جهود الجانبين تكاتفت للعمل على مشروع المصفاة بتكلفة جاوزت 3.5 مليارات ريال عماني (أي ما يعادل تسعة مليارات دولار أميركي).

وذكر أن المصفاة تعد أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها، ويتوقع أن تسهم في رفع إجمالي الطاقة التكريرية لسلطنة عُمان إلى 500 ألف برميل يوميا بزيادة تبلغ 230 ألف برميل يوميا.

كما ألقى الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود كلمة أعرب خلالها عن الفخر بتمثيل المؤسسة وشركاتها الشريك الكويتي في مصفاة الدقم «لنشهد التشغيل التجاري لأضخم مشروع خليجي مشترك».

وأكد أن هذا الإنجاز يدل على الإخاء التاريخي بين البلدين، قائلا: «قصتنا معكم لم تبدأ بالدقم بل تعود إلى سفن الغوص حين أبحر أجدادنا بحثا عن العيش الكريم فأجزل الله عليهم بنعمه بعد عقود من الكفاح وهم يشقون الجبال ويزرعون الصحراء ويبنون الأوطان».

وأضاف أنه اليوم وبعد الوصول إلى التشغيل التجاري الكامل ستقوم المصفاة بتصريف النفط الكويتي الخام والنفط العماني وتكريره محققة الأهداف الاستراتيجية لمؤسسة البترول الكويتية والتي تنص على الدخول في فرص استثمارية مع شركاء عالميين «لتنمية قدرتنا التكريرية في الأسواق الواعدة»، وذلك بهدف الوصول إلى قدرة تكريرية تبلغ 425 ألف برميل نفط يوميا بحلول عام 2025 وبتعاون «أشقائنا في السلطنة حققنا هذا الهدف قبل موعده».

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية د.عماد العتيقي في تصريح له بالمناسبة أن هذا الإنجاز يعكس الدور الريادي الذي تلعبه منطقة الخليج العربي في قيادة صناعة النفط والغاز عالميا.

وأضاف العتيقي أن المشروع يعد «قصة نجاح» بين دولة الكويت وسلطنة عُمان، معربا عن شكره وتقديره للعاملين كافة في المشروع على جهودهم المبذولة خلال الأعوام الماضية نحو تحقيق هذا المشروع الحيوي.

بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية شافي العجمي أن إنشاء المصفاة يشكل «منعطفا تاريخيا مهما» يسهم في توطيد العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين الشقيقين، معربا عن الاعتزاز بما تحقق من خلال «الشراكة النموذجية» بين البلدين والتطلع نحو مزيد من التعاون والنجاح الثنائي.

وعن أهمية الموقع الجغرافي للمصفاة، ذكر أنها تعمل على تسهيل تدفق التجارة بين منطقة الخليج العربية والأسواق الآسيوية والأفريقية، واصفا تجربة الاستثمار في مصفاة الدقم بالشراكة مع المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة «أوكيو» بـ «الرائدة».

واعتبر أن المصفاة «صرح صناعي ضخم» يعد الأحدث في منطقة الشرق الأوسط، إذ بلغت كلفة الإنشاء نحو تسعة مليارات دولار أميركي وتمتلكها الكويت وعُمان مناصفة.

وبالنسبة للطاقة التكريرية للمصفاة، أوضح العجمي أنها تقوم بتكرير 230 ألف برميل يوميا من النفط الخام الكويتي والعماني بنسبة 65% من النفط الخام الكويتي يتم تزويده للمصفاة بالتنسيق مع قطاع التسويق العالمي بمؤسسة البترول الكويتية ونسبة 35% من النفط الخام العماني.

من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي للتصنيع في شركة البترول الكويتية العالمية عماد الهدلق إن التكنولوجيا المستخدمة في المصفاة تعتبر الأحدث عالميا، مشيرا إلى أن منتجات المصفاة ذات جودة عالية تتوافق مع المواصفات والمعايير الدولية البيئية.

وأضاف الهدلق أن المصفاة تنتج مشتقات نفطية صديقة للبيئة، منها الغاز البترولي المسال و«نافثا» اللذان يستخدمان كلقيم في المشاريع البتروكيماوية و«كيروسين وقود الطائرات» والديزل.

وعن موعد تشغيل المصفاة، قال الهدلق إنه بدأ بالعمل تدريجيا في مصفاة الدقم منذ مارس الماضي، مشيرا إلى أن عدد الشحنات المصدرة بلغ 73 شحنة حتى الآن «اتجه معظمها للأسواق الآسيوية والأفريقية، ويمثل الديزل ما نسبته 60% من إجمالي هذه الشحنات».

المصدر: جريدة الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *