اخبار المغرب

الإمارات تهتم بالتنسيق مع المغرب لتبادل الخبرات

في ظل مساعيه الحثيثة إلى توطين إستراتيجيته وطموحاته التي يطرحها، يفكر مركز محمد بن راشد للفضاء في “التنسيق” مع بعض الدول المنتمية إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وضمنها المغرب، الذي اعتبره المهندس الصايغ الغافري، مساعد المدير العام للهندسة الفضائية في المركز، “بلداً بمقوّمات تجعله قادراً على الانخراط في هذا ‘الطّموح العربي’، وتعزيز تموقع البلدان العربيّة في الاكتشافات الفضائيّة”.

وبعدما تحدّث في “كلمة تقديميّة للمركز وإنجازاته”، عرضها الصايغ الغافري، على هامش “زيارة تفقدية واستكشافية”، خُصصت للصحافيين في دبي، وضّح المسؤول ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الإمارات العربية المتحدة ستتجه إلى التنسيق مع المغرب، نظراً للخبرة التي راكمها في العمل الفضائي، بتوفره على قمر اصطناعي يشكل أرضية للاستمرار في هذا المسار وصقله”.

الصايغ الغافري، الذي تحدّث باسم المركز رسميّا، قال إنه “ليس هناك ما يمنع المغرب من الانخراط اليوم، فهو يعدّ مؤهلاً، لاسيما أن برنامج الإمارات للأقمار الاصطناعية يعد حيويا ومحوريا في تحقيق الهدف المنشود: إضافة ‘توقيع عربي’ لكل ما يرتبط بالفضاء”، مشدداً على “اعتماد الأمر أيضا على توجهات المغرب الإستراتيجية في هذا الجانب”، وزاد: “المغرب له إسهامات نسجلها، ونحن نتواصل مع المغاربة في هذا الصدد وسنقوي قنوات التواصل”.

وألحّ المسؤول سالف الذّكر على “ضرورة تقوية التعاون بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، وبين الدول العربية برمتها”، معبراً عن استعداد مركز محمد بن راشد “للقيام بما يلزم في هذا الاتجاه”، وتابع: “الوضعية حساسة، وتستدعي تكاملاً في العمل في منطقتنا، خصوصاً أن تحديات الفضاء بحاجة إلى قوة مشتركة لكي ننجح. والنجاح لا يمثل دولةً لوحدها، بقدر ما يمثل شعوباً ظلت دائما أحلامها متيقّظة لتدخل النوادي التي كانت حكراً على دول معينة، لاسيما الفضاء”.

ووصف المتحدث الفضاء بكونه “أكبر منصّة تحتاج إلى تأهيل مستمر للعنصر البشري ولتقاسم الخبرات”، متمنياً “إيجاد الصّيغ المناسبة في القريب العاجل لأجل استثمار الصّداقة التاريخية والعمق في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين أبوظبي والرباط”، وأردف: “هناك صيغ كثيرة للانخراط في هذه المهمّة الإنسانية، منها مشاركة رواد فضاء مغاربة أو التأطير المشترك للأبحاث العلمية. الباب مفتوح دائماً للتواصل”.

وجوابا عن سؤال هسبريس “هل القمر الاصطناعي ‘محمد السادس’ يعد وحده كافيا ليؤهّل المغرب للدخول إلى هذا النادي، بنوع من الفعالية؟”، أكد الخبير في الشأن الفضائي ما عدّه “توفراً للأرضية بالمغرب التي يمكن الانطلاق منها”، مشيراً إلى “توفّر القدرة لدى جميع الدّول، وكل ما يلزم هو توحيد الجهود لا أكثر ولا أقل”، ومستطردا: “القدرات حاضرة وبقوة، والدعم موجود من القيادات، وآخرها زيارة الملك محمد السادس للإمارات وإطلاق شراكات ضخمة، هي ما سيسعفنا لننجح”.

ومنذ تأسيسه سنة 2006، “يحاول مركز محمد بن راشد للفضاء تأهيل وتعزيز برنامج الإمارات الوطني للفضاء”، وفق ما أوضحه الصايغ الغافري في شرحه لتصورات “المركز” و”رهاناته الكبرى”، إذ تخطط الدولة المشرقيّة “بلوغ برنامج المريخ 2117، الذي انطلق سنة 2017 ويحاول أن يشيّد أول مستوطنة بشرية على سطح هذا الكوكب خلال السنوات المائة المقبلة”.

وتسعى الدولة الخليجية إلى أن تكون أول دولة في منطقة “مينا” تحطّ على سطح القمر، لاكتشافه في أفق 2030؛ “وبعد إنجاز المهمة ستندرج ضمن الدول التي أطلقت مهمّة لاستكشاف القمر بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا؛ الاتحاد السوفيتي سابقاً، والصين”، حسب المتحدث سالف الذكر، الذي شدد على أن “هذه الطموحات التي تعكس ‘العالم العربي’ كله تجيب عن الأسئلة المطروحة على الغد: عالم الفضاء”، بتعبيره.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *