اخبار

مسؤول عربي ارتشى ب ٢٥٠٠ جنيها استرلينيا لترحيل فلسطينيي حيفا ويافا لمستنقعات الغراف في ذي قار بالعراق عام ١٩٣٩‎‎

في عام ١٩٤٨ عندما اوصلت عربات الجيش العراقي بعض اللاجئين الفلسطينيين حسب الخطة ولكن مع تغيير المكان إلى صحراء حارة وقاحلة في العراق ليقطنوها، قال لهم نوري السعيد: هذه فلسطين يمكنكم الإقامة فيها لفترة ثم ستعودون لبيوتكم، فرد عليه أحد المسنين الفلسطينيين من حيفا: “هذه ليست فلسطين..وهذا الجو ليس جو فلسطين ولا هذا التراب يشبه تراب فلسطين..  اعرف فلسطين مثل كف يدي!”
وعندما عاد عميل الموساد شلومو هيلل وهو يهودي عراقي من فلسطين إلى العراق، عمل مع توفيق السويدي ونوري السعيد في تنظيم الهجرة السرية ليهود العراق الى فلسطين، وقد عاد هذا المسؤول الصهيوني بصفة ممثل لشركة طيران الشرق الأدنى (تمتلكها الوكالة اليهودية) وكانت مهمتها نقل اليهود الراغبين بالهجرة إلى فلسطين، وجرى توقيع رسمي ما بين هيلل وتوفيق السويدي ونوري السعيد في ٧ أيار ١٩٥٠، تضمن ذلك احداث موجة رعب وتخويف ليهود العراق لحملهم على الهجرة فحدثت في نفس التوقيت سلسلة انفجارات استهدفت مراكز يهودية مما ادى لحدوث حالة هستيريا في صفوف يهود العراق، ادى لهجرة  ما يقرب من  ١٢٥ ألفا منهم من اذار ١٩٥٠ وحتى تموز ١٩٥١.
توفيق السويدي سجينا.. يرجو أحد المصورين عدم التقاط الصورة.. خزي الآخرة أكبر لو تدري.

وقد اشار شلومو هيلل أن توفيق السويدي قد تلقى ١٤ جنيها إسترلينيا عن كل يهودي عراقي سافر لفلسطين.

في عام ١٩٥٨ عندما اطاحت ثورة ١٤ تموز  بالحكم الملكي في العراق ورجالاته، اعتقل توفيق السويدي واتهم بالتربح من صفقة تهجير يهود العراق وحكم عليه بالمؤبد ولكن أطلق سراحه بعد ٣ سنوات بتدخل من الخارج، حيث نقل إلى لبنان ليعيش تحت حماية حكومتها حتى مات عام ١٩٦٨.

أما نوري السعيد فقد حاول الهروب في زي أمرأة ولكن القي القبض عليه وجرى سحله في الطرقات حتى صار أشلاء، كما أدين في هذه الخيانة صالح جبر وزير الداخلية آنذاك، لكنه كان قد مات قبل الثورة والمحاكمة بعام.

في عام ٣٠٠٤ بدأت ميليشيات (بدر) بقيادة هادي العامري وميليشيات (المهدي) بقيادة مقتدى الصدر بعمليات قتل وتعذيب وتهجير بحق أحفاد وأبناء هؤلاء الفلسطينيين ضحايا هذه الصفقة والذي سبق وأن هجروا من وطنهم للعراق بخيانة من ساسة العراق آنذاك طمعا في أموال الوكالة اليهودية، فقد اجبرهم قادة العراق الجدد من جديد على اللجوء القسري كن جديد بعد ممارسة ابشع انواع التعذيب بحقهم وقد عثر على رؤوس بعضهم وقد خرقت بالدريلات، وقد ظلت مئات الأسر المهجرة لسنوات عديدة قرب الحدود السورية الأردنية، دون أن تقبل بهم الجغرافيا العربية، حتى قبلت بهم بعض الدول اللاتينية، ولم تقبل بهم الانظمة العربية وهي التي تسابقت خدمة للوكالة اليهودية في عمليات تهجيرهم ونقلهم خارج فلسطين عام ١٩٤٨.

ملاحظات المستشار القانوني للوكالة اليهودية د. برنارد جوزيف يتحدث فيها عن التحضير لاجتماع حاييم وايزمن مع توفيق السويدي في مصر.Dr. Bernard Joseph's diary 1937 1939 S25/43 CZA, 10 April 1939
ملاحظات المستشار القانوني للوكالة اليهودية د. برنارد جوزيف يتحدث فيها عن التحضير لاجتماع حاييم وايزمن مع توفيق السويدي في مصر.Dr. Bernard Joseph’s diary 1937 1939 S25/43 CZA, 10 April 1939

اما من تبقى منهم في العراق فلا زال يعاني من الاضطهاد والقهر والقوانين الجائرة، آخرها أن من كتب عليه ان يغادر منهم ولو لظرف طارئ، ويبقى شهرا خارج العراق (ولو للعلاج) لا يمكنه العودة ابدا..

أن الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون في هذا الزمن لا يعدله اي ظلم على وجه الأرض، اجبر على الرحيل من جنة الدنيا، فلسطين ليعايش القهر  والبؤس اجيالا واجيالا، هذا اذا كتبت له الحياة وخرج سالما من انياب السماسرة من أنظمة العرب، اللهم لا تسامح.. اللهم لا تسامح .. اللهم لا تسامح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *